على النرويج أن تعترف بحق الشعب الإيراني في الدفاع عن النفس ودعم حركة المقاومة الديمقراطية. في مقال نشرته الكاتبة دلارام دشتي عبر موقع “إيه بي سي نيوز” النرويجي ، تم تسليط الضوء على الدور المحوري الذي تلعبه المرأة كقوة دافعة للتغيير في إيران، مع دعوة موجهة إلى النرويج والمجتمع الدولي للاعتراف بحق الشعب الإيراني في الدفاع عن النفس ودعم حركة المقاومة الديمقراطية. ويبدأ التقرير بالإشارة إلى تصنيف إيران، وفقاً لمنظمات نسائية دولية، كواحدة من أسوأ دول العالم للنساء. ويذكر أن عشرات الآلاف من النساء والفتيات، بعضهن لم يتجاوزن الثالثة عشرة من العمر، تعرضن للتعذيب والإعدام بسبب نضالهن من أجل الديمقراطية والمساواة، وأن غالبيتهن كن ينتمين إلى المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية (NCRI). ويستعرض المقال الأوضاع القانونية التي تكرس التمييز، حيث يمنح النظام السلطة الكاملة للرجل في الأسرة، ويقيد حرية المرأة حتى في مغادرة منزلها، فضلاً عن تخفيض سن الزواج للفتيات إلى 13 عاماً، واحتكار الرجال لحقوق الطلاق وحضانة الأطفال. وتؤكد الكاتبة أن الوضع لم يشهد أي تحسن في عهد الرئيس الموصوف بـ “الإصلاحي”، بزشكيان، معتبرة أن فكرة الإصلاح داخل بنية النظام الحالي ليست سوى “وهم”. ولهذا، فإن نضال المرأة الإيرانية، حسب المقال، لا يستهدف إصلاحات جزئية، بل يهدف إلى إقامة جمهورية ديمقراطية وعلمانية، وهو ما يفسر وقوف النساء في طليعة الاحتجاجات والمقاومة المنظمة. ويلفت التقرير إلى أن النساء يشكلن القوة الأساسية للتغيير لأنهن الأكثر تضرراً من الظلم، مشيراً إلى أنهن يمثلن الأغلبية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، الذي تقوده السيدة مريم رجوي، وأن منظمة مجاهدي خلق، المكون الرئيسي للمجلس، تُدار بواسطة مجلس يتألف من ألف امرأة. كما يستعرض المقال مبادرة “الحل الثالث” التي أطلقتها السيدة رجوي قبل 21 عاماً، والتي تقترح بديلاً عن الحرب أو سياسة الاسترضاء، يتمثل في دعم تغيير ديمقراطي بقيادة الشعب الإيراني ومقاومته المنظمة. وينقل التقرير تحذير السيدة رجوي بأن استمرار الغرب في سياسة الاسترضاء سيؤدي حتماً إلى الحرب. وفي ختام تقريرها، تجدد الكاتبة الدعوة إلى النرويج والمجتمع الدولي لدعم هذا الحل عبر إدراج “حرس النظام الإيراني” على القائمة السوداء، والاعتراف بنضال الشعب من أجل مستقبل خالٍ من عقوبة الإعدام والأسلحة النووية، وتُحترم فيه حقوق المرأة بشكل كامل.
تحت ستار الحرب، نظام إيران يطلق عهداً جديداً من الإرهاب ضد السجناء السياسيين
مع انقشاع غبار الصراع الأخير الذي دام 12 يوماً، حوّل النظام الإيراني تركيزه إلى الداخل، مستغلاً ضباب الحرب لتصعيد حملته الوحشية ضد المعارضين السياسيين والمقاومة المنظمة. في ظل الحصار الذي تفرضه عليه الأزمات في الداخل والخارج، وخوفاً من اندلاع انتفاضة شعبية أخرى، يستخدم الولي الفقيه علي خامنئي ذريعة الأمن القومي لإطلاق موجة من الإعدامات والتعذيب والقمع تحمل أصداء تقشعر لها الأبدان من مجزرة عام 1988. هذا ليس صراعاً جديداً، بل هو تصعيد خبيث لحرب النظام طويلة الأمد ضد الشعب الإيراني. تبرير الدولة المروع: الدعوة إلى مجزرة جديدة لا يخفي النظام نواياه. ففي تطور مروع، تدعو وسائل الإعلام التي تسيطر عليها الدولة علناً إلى تكرار مجزرة عام 1988، التي أُعدم فيها ما يقدر بنحو 30 ألف سجين سياسي، غالبيتهم العظمى من منتسبي منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، في غضون أسابيع على يد ما يسمى بـ “لجان الموت”. وفي 8 يوليو، نشرت وكالة أنباء فارس، وهي وسيلة إعلامية تابعة لحرس النظام الإيراني، مقالاً يصف فظاعة عام 1988 بأنها “تجربة ناجحة”. ودعا المقال مباشرة إلى تكرارها، متهماً معارضي اليوم بـ “نقل المعلومات إلى إسرائيل” واصفاً إعدامهم بأنه “مطلب شعبي مشروع”. هذا الخطاب القاتل يتم تقنينه الآن. ففي 23 يونيو، وافق برلمان النظام على مشروع قانون يصنف “التعاون” مع إسرائيل أو الولايات المتحدة على أنه “إفساد في الأرض”، وهي تهمة عقوبتها الإعدام الإلزامية. وهذا يوفر للسلطة القضائية الغطاء القانوني للتخلص المنهجي من معارضيها تحت ستار مكافحة التجسس. تصاعد القتل الذي ترعاه الدولة تُترجم تهديدات النظام إلى أفعال دموية فورية. ففي فترة مروعة استمرت ثلاثة أيام بين 9 و12 يوليو، أُعدم ما لا يقل عن 14 سجيناً في جميع أنحاء البلاد، وفقاً للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية. ولزيادة الخوف العام إلى أقصى حد، نفذ جلادو النظام عمليات إعدام علنية شنقاً على طريقة القرون الوسطى في بوكان في 12 يوليو وفي مياندوآب في 9 يوليو. وقد اجتاحت موجة القتل سجون كرج، وشيراز، ونهاوند، ورشت، مما يشير إلى حملة منسقة على مستوى البلاد لإرهاب السكان وإخضاعهم. الواقع المروع داخل السجون بالنسبة للسجناء السياسيين، كانت الحرب مع إسرائيل بمثابة حافز مباشر لتكثيف معاناتهم. ففي أعقاب الغارات الجوية الإسرائيلية التي ألحقت أضراراً بأجزاء من سجن إيفين بطهران في 23 يونيو، اغتنم النظام الفرصة لإخضاع النزلاء لمزيد من الانتهاكات. ووفقاً لمنظمة العفو الدولية، نُقل مئات السجناء قسراً إلى سجون سيئة السمعة وغير إنسانية مثل فشافويه وقرچك. وقد تعرضوا للضرب، والتكبيل، وحُشروا في زنازين قذرة ومكتظة مع عدم كفاية الطعام والماء والصرف الصحي. ولا يزال مصير العشرات من السجناء السياسيين المحتجزين في العنابر الأمنية في إيفين (209، 2A، 240، و241) مجهولاً، مما يثير مخاوف جدية من الإخفاء القسري. وهذا الانتهاك ممنهج ومستهدف، كما هو موثق في بيان آخر للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية: في 6 يوليو، تعرضت السجينة السياسية معصومة صنوبری، من أنصار منظمة مجاهدي خلق، للضرب المبرح باللكمات والركلات من قبل أحد مسؤولي السجن في سجن فرديس بعد أن هتف السجناء “الموت لخامنئي”. السجين السياسي بيجن كاظمي، الذي اعتقل في 20 يناير، نُقل من سجن فشافويه في 1 يوليو إلى “بيت آمن” مجهول، وهو تكتيك يستخدم للاستجواب السري والتعذيب. آذر كروندي، 63 عاماً، ومحمد أكبري منفرد، 58 عاماً، يُحرمان عمداً من الرعاية الطبية العاجلة. فآذر، التي تعاني من حالة قلبية، يُرفض إجراء قسطرة ضرورية لها، بينما يُحتجز محمد، وهو مشلول، بدون كرسي متحرك في ظروف فشافويه القاسية. دعوة عاجلة لمنع جريمة أخرى ضد الإنسانية إن أوجه التشابه لا يمكن إنكارها. فدعاية النظام، وتشريعاته الجديدة لعقوبة الإعدام، والزيادة في عمليات الإعدام، والانتهاكات المحسوبة للسجناء، كلها تمهد الطريق لجريمة أخرى ضد الإنسانية على غرار ما حدث في عام 1988. لا يمكن للمجتمع الدولي أن يقف متفرجاً صامتاً. تدعو المقاومة الإيرانية بشكل عاجل مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، ومجلس حقوق الإنسان، وجميع الهيئات الدولية إلى إدانة هذه الحملة الوحشية واتخاذ إجراءات فورية. يجب إيفاد بعثة دولية لتقصي الحقائق لزيارة سجون إيران ومقابلة السجناء السياسيين قبل فوات الأوان. يجب على العالم أن يتحرك الآن لإنقاذ حياة أولئك المحكوم عليهم بالإعدام ومنع نظام الملالي من تحويل سجونه مرة أخرى إلى حقول للقتل.
دراسة نقدية فنية عن المسلسل التاريخي “قيامة أرطغرل” بقلم, أحمد فتحي رزق
دراسة نقدية فنية المقدمة مسلسل *”قيامة أرطغرل”* (Diriliş: Ertuğrul) من إنتاج تركيا، وهو عمل درامي تاريخي من كتابة وإخراج *محمد بوزداغ، عُرض بين عامي **2014 و2019. يتناول المسلسل حياة **أرطغرل غازي*، والد عثمان الأول مؤسس الدولة العثمانية، في القرن الثالث عشر، خلال صراعات القبائل التركية والمغول والصليبيين. لاقى المسلسل نجاحًا عالميًا واسعًا، خاصة في العالم الإسلامي، حيث تميز بمزج بين *التاريخ* و*الدراما* و*العناصر الدينية والوطنية. لكنه أيضًا أثار جدلًا حول دقته التاريخية ورسائله الفكرية. في هذه الدراسة، سنحلل العمل من النواحي **الفنية، التاريخية، والايديولوجية*. — 1. التحليل الفني أ. الإخراج والتصوير تميز المسلسل بإخراج سينمائي مكثف، مع مشاهد معارك طويلة ومكلفة، حيث استخدم تقنيات تصوير متطورة وزوايا كاميرا درامية لتعزيز الإثارة. ومع ذلك، تعرض لانتقادات بسبب *تكرار المشاهد القتالية* المبالغ فيها، مما أثر على تطور الحبكة في بعض الأحيان. ب. السيناريو والحوار اعتمد السيناريو على *الخطاب العاطفي والحماسي، مع حوارات مليئة بالشعارات الدينية والوطنية. رغم تأثيرها العاطفي على المشاهد، إلا أنها كانت أحيانًا **مباشرة ومتكررة*، مما قلل من عمق الشخصيات. ج. الموسيقى والتأثيرات الصوتية الموسيقى التصويرية للمسلسل (مثل أغنية “أرطغرل غازي”) ساهمت في تعزيز المشاهد الملحمية، لكنها أيضًا استُخدمت بشكل مفرط، مما جعلها *نمطية ومتوقعة*. د. الأزياء والديكور* تميزت الأزياء والديكور بالفخامة والتفاصيل الدقيقة، مما أعطى انطباعًا بصريًا قويًا عن العصر السلجوقي. لكن بعض النقاد أشاروا إلى *مبالغات في تصميم الملابس والأسلحة*، خاصة في مشاهد القبائل البدوية. — 2. الدقة التاريخية أ. التحرير التاريخي* الجانب الإيجابي: قدم المسلسل رؤية للتاريخ الإسلامي والتركي غير المعروف للكثيرين، خاصة صراعات القبائل التركية مع المغول والصليبيين. الجانب السلبي: تعرض لانتقادات بسبب **تزوير التاريخ* لخدمة رواية قومية إسلامية، حيث تم تصوير أرطغرل وكأنه بطل خارق، بينما المعلومات التاريخية عنه *قليلة وغامضة*. ب. الشخصيات والصراعات – بعض الشخصيات مثل *هيليمنا* (المستشارة الصليبية) و*نصير الدين* (الخائن) كانت *كاريكاتورية*، مما أضعف مصداقية الصراع. تم *تبسيط الصراعات*، حيث جُسد الأتراك كأبطال خير مطلق، بينما جُسد الأعداء كشر مطلق. — 3. الرسائل الأيديولوجية أ. الخطاب الديني والوطني – ركز المسلسل على *الجهاد، الوحدة الإسلامية، والهوية التركية*، مما جعله أداة دعائية لقيم سياسية معاصرة. – بعض المشاهد كانت *مباشرة في خطابها*، مثل خطابات أرطغرل عن “الخلافة” و”أمة الإسلام”، والتي تعكس أجندة سياسية حديثة أكثر من كونها تاريخًا محايدًا. ب. التأثير السياسي* – استُخدم المسلسل كأداة *لتعزيز النفوذ التركي* في العالم الإسلامي، خاصة تحت حكم أردوغان، حيث تم توظيفه في الدعاية للسياسة الخارجية التركية. – في بعض الدول مثل *باكستان ومصر، أصبح المسلسل رمزًا للصحوة الإسلامية، بينما في دول أخرى مثل **اليونان وأرمينيا*، تعرض لانتقادات بسبب تصويره “للأعداء”. — 4. النجاح الجماهيري والتأثير الثقافي – حقق المسلسل *مشاهدات خيالية* في العالم العربي والإسلامي، حيث تمت دبلجته للعربية والفارسية والأردية. – أثر على *الدراما التاريخية*، حيث ظهرت أعمال مشابهة مثل “ممالك النار” و”المؤسس عثمان”. – أشعل نقاشات حول *التاريخ الإسلامي* وعلاقته بالهوية المعاصرة. — الخاتمة “قيامة أرطغرل” مسلسل *مهم من الناحية الفنية والثقافية، لكنه ليس عملًا تاريخيًا محايدًا. تميز بإخراج قوي وأداء جيد، لكنه ضحى **بالتعقيد التاريخي* لصالح الخطاب العاطفي والسياسي. رغم ذلك، يبقى أحد أكثر الأعمال تأثيرًا في الدراما التاريخية الحديثة، حيث نجح في *ربط الماضي بالحاضر* بطريقة أثارت إعجاب الملايين وجدل النقاد. التقييم النهائي الجانب الفني*: 8/10 الدقة التاريخية*: 5/10 التأثير الثقافي*: 9/10 هو عمل يستحق المشاهدة، لكن مع ضرورة *النقد والتحليل* وعدم أخذه كمرجع تاريخي بحت.