طريق الخلافة – الخلافة العباسية ..
أبو جعفر المنصور ..
تأسيس مدينة بغداد ..
متبعة – رياض حجازي
.
أسس الخليفة أبو جعفر المنصور مدينة بغداد لتكون حاضرة الدولة العباسية الكبرى ومظهر فخرهم ومدنيتهم،
واختار لها الموقع الصالح فأرسل مجموعة يستكشفون له الأماكن المناسبة ثم ذهب بنفسه ليختبر تلك المواقع،
وكان يشترط في موقعها أن يكون موضعًا لا تغلو فيه الأسعار ولا تشح فيه المؤونة حتى لا يشق ذلك على الناس،
ولما استقر على موقع المدينة أمر بتخطيطها على الأرض بمادة قابلة للإشتعال فأشعل فيها النار ليلًا، فظهر له شكل مدينته المستديرة بتصميمها الذي وضع تصوره بنفسه، وبين الرماد الذي شكل ما سيكون عليه حال المدينة أخذ المنصور يسير بين طرقاتها ويدخل أبوابها ورحابها ويطلق لنفسه العنان في الخيال وهي على هذه الحال،
فلما استقر به الفكر اختار لها المهندسين الذين أشرفوا على بنائها ..
وقيل في سبب اختيار المنصور للشكل الدائري حيث كان ذلك تصميمًا جديدًا على المدن الإسلامية أنه أراد بذلك أن يكون موقع الخليفة متوسطًا على مسافة متساوية من جميع أنحائها .. وإدراكًا منه للدور الحضاري والإنساني الذي ينبغي أن تكون عليه عاصمة الخلافة سمّاها “مدينة السلام”، ووضع بنفسه أول أحجارها وهو يقول : ” بسم الله والحمد لله والأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين، ابنوا على بركة الله” .
وأنفق المنصور في بناء بغداد ثمانية عشر مليون دينار !!
تم بناء بغداد (146 هـ) وقد أشرف على بنائها أربعة مهندسين، وبنى لها أربعة أبواب وعمل حولها الخنادق، وسورين، وفصيلين –حائط أقل من سور المدينة- وصممت طرقاتها بحيث تكون متسعة تبلغ أربعين ذراعًا ..
ولم تكن بغداد عاصمة العباسيين، ولا حتى عاصمة الإسلام فحسب، بل كانت ولفترة طويلة من الزمن عاصمة العالم أجمع،
ولم يكن على وجه الأرض مثيلها؛
فقد شهدت بغداد خلال سنوات قليلة من بنائها تطورًا حضاريًا واسعًا، وصارت رائدة في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعلمية..
.
المصدر
ذكرى سقوط الخلافة
تاريخ اسلامي