مقالات واراء

وماذا بعد ؟..

احجز مساحتك الاعلانية

  بقلم/ايمى نور

وماذا بعد أعوام كان يحلم منا من يحلم بالشعور فقط بآدميته في هذا الوطن؟؟.. فالعجب كل العجب لأمة يُهان فيها صفوة شبابها من المثقفين والمبدعين في مجالات مختلفة.. فبعد أن شاهدنا في الأعوام الأخيرة الكثير من شباب مصر من حملة الدراسات العليا في مجالات مختلفة لا يجدون فرصاً حقيقية للعمل واحترام الذات في حشود واضرابات (وحقاً قد استجابت لهم منظمات الدولة كاملة والحق عليهم).. كانت الحلقة الأخيرة والعزاء الأخير في المجال الطبي فهم تقريباً آخر الفئات التي كانت عند تخرجها يكون لديها بعض من سوق للعمل والتقدير النفسي والإجتماعي وحتي هذا الأمر اصبح غير واقعي..
وقد تناول الإعلام في الآونة الاخيرة علي أكثر من صعيد الاهمال الطبي وبشاعة الطبيب المصري وقد أغفل تماماً وضع هذا الطبيب المادي والمعنوي وحتي العلمي حالياً..الأطباء في مصر تهان علي مسمع وبصر من الجميع وقد اعتادنا نحن الأطباء الأمر. فقد بدأ الكثير منا في نسيان انه يعمل داخل حرم طبي له قدسية وأخلاقيات مهنية .. وأنا كطبيب في بداية خطواته المهنية كثيراً ماكان ينتابني شعور بالخوف أحياناً وانا أؤدي هذا العمل الرباني وهذه الخدمة الانسانية التي قد اخترت بكامل إرادتي ان تكون هي رسالتي ودوري الأول في الحياة.. ولكني اعتدت الأمر بعد ان اكتشفت انها مافيا من مافيات وطن يسير الأمر فيه كما يسير في باقي المؤسسات (بالحب والسلطات والبابا غانوج يا بيه)..
أطباء مصر تهان كل يوم نفسيا وجسديا وكان آخرها سحل الطبيبن (مؤمن عبد العظيم) طبيب مقيم جراحة تجميل والزميل (أحمد محمود) طبيب مقيم جراحة عامة في مستشفي المطرية علي يد اثنين من أمناء الشرطة بعد رفض الزميل الأول تزوير تقرير طبي بخصوص أحدهم فتم سحله داخل المستشفي والتعدي عليه بالضرب وبعد تدخل الزميل الثاني تم التعدي عليه بالضرب أيضا وترحيلهم داخل سيارة الشرطة لاستكمال هذا السيل من الإهانة داخل قسم المطرية وسط انفلات أمني داخل المستشفي وعدم تدخل أيا من المسئولين..
وكيف لهم التدخل.. وكيف لنا أن نحصل علي أبسط الحقوق الآدمية في بلد يهان فيه أصحاب العلم والحق..في يوم احتفال الشرطة بعيدها(سابقا) وعيد الثورة (حاليا) يهان كرامة الطبيب المصري. في يوم طالب فيه الجميع بالعدالة الإجتماعية والحرية والتي صرت أشك ايضاً بأنها كانت ثورة ( سابقاً)..
وبقلم الطبيب الإنسان أولاً والصحفي الحر ثانياً أناشد ما تبقي من صوت حر في هذا الوطن ولكل من رحمه ربي وتبقي لديه بعض من ضمير داخل المنظومة العامة وخارجها بالدفاع عن حق الطبيبن اولاً واعادة هيكلة المنظومة ثانياً مع النظر بعين الحق والعدل للوضع المهين حالياً لشباب الأطباء..
واليك يا سيادة الحاكم المنتخب رفقاً بنا ورفقاً بعلماء مصر فهم أخر ماتبقي من نواة نور وأمل وسط هذا الإحباط العام..فويلاً ثم ويلاً ثم ويلاً لأمة صار كبيرها صغير وصغيرها كبير..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى