مقالات واراء

ﻟﻤﺎﺫ ﺗﺮﻳﺪ ﺩﺍﻋﺶ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ ﺗﺪﻣﻴﺮ ﻣﺼﺮ؟!

احجز مساحتك الاعلانية

كتب / عصام الخطيب

التاريخ لايكذب..للأسف

ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺪﻭﺍﻋﺶ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﻴﻦ ﺃﻥ ﻫﺪﻓﻨﺎ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻣﺼﺮ ﻭ ﺃﻥ “ﺟﻴﺶ ﻓﺮﻋﻮﻥ ” ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺴﻘﻂ .. ﻧﺪﺭﻙ ﺃﻥ ﺛﻤﺔ ﻋﺪﺍﺀ ﺗﺎﺭﻳﺨﻲ ﻭﺛﺄﺭ ﻗﺪﻳﻢ ﺑﻴﻦ ﺧﻴﺮ ﺃﺟﻨﺎﺩ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﻴﻦ ﺍﻟﺘﻜﻔﻴﺮﻳﻴﻦ .. ﺛﺄﺭ ﻋﻤﺮﻩ 200 ﻋﺎﻡ ..

ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﻴﻦ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥ ﻧﺴﻴﺎﻥ ﻣﻘﺘﻞ ﺁﻟﻬﺘﻬﻢ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﻴﻦ ﺗﻌﻮﺩ ﻗﺼﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺜﺄﺭ ﺍﻟﻰ ﺑﺪﺍﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ ﺣﻴﻦ ﻇﻬﺮﺕ ﻓﺘﻨﺔ ﺩﺍﻋﺶ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻓﻲ ﺷﺒﻪ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ..

ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﺳﺎﺑﻖ ﻭﺗﺤﺪﻳﺪﺍ ﻓﻲ ﺃﻭﺍﺳﻂ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ ﻋﺸﺮ ﻛﺎﻧﺖ ﺇﻧﺠﻠﺘﺮﺍ ﻭﻓﺮﻧﺴﺎ ﻗﺮﺭﺗﺎ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺃﻭﻝ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻟﻠﺘﺪﻣﻴﺮ ﺍﻟﺬﺍﺗﻲ ﻟﻠﺸﻌﻮﺏ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ..ﻣﺴﺘﻐﻠﺔ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺨﻮﻧﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻳﻦ ﻟﻸﻣﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺤﻤﻠﻮﻥ ﺻﻔﺔ ﻣﺴﻠﻤﻴﻦ .. ﻭﺻﺎﻏﺖ ﺍﻷﻳﺎﺩﻱ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ﺭﻓﻘﺔ ﺷﺨﺺ ﻳﺪﻋﻰ ” ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ” ﺩﻳﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻻ ﻳﻤﺖ ﻟﻺﺳﻼﻡ بأى صلة ..

ﻟﻜﻦ ﻣﺒﺘﺪﻋﻴﻪ ﺍﺳﺘﻐﻠﻮﺍ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﻤﻠﻔﻘﺔ ﻭﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﻐﻠﻮﻃﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﺛﺮ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻟﻴﻨﻄﻠﻘﻮﺍ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﺄﻟﻴﻒ ﻣﺌﺎﺕ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﻋﻮ ﻟﻠﻔﺘﻨﺔ ﻭﺍﻟﻔﺮﻗﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﻧﺸﺮ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻜﺮﺍﻫﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻜﻔﻴﺮ ﻭﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺗﺪﻋﻮ ﻟﻠﺮﻛﻮﻉ ﻟﻠﻤﺴﺘﻌﻤﺮ ﻭﻣﻬﺎﺩﻧﺔ ﺃﻋﺪﺍﺀ ﺍﻹﺳﻼﻡ .. ﻛﻤﺎ ﻟﻌﺐ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﺮﺍﺋﺰ ﻭﺍﻟﺠﻬﻞ ﻟﺠﻠﺐ ﺍﻟﻤﺆﻳﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﻤﻌﺘﻨﻘﻴﻦ ﻟﻪ .. ﻓﺄﺑﺎﺡ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺣﺮﻣﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﻓﻮﺍﺣﺶ .. ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻇﻬﺮﺕ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ .. ﺍﻷﻡ ﺍﻟﺴﺎﻗﻄﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻧﺠﺒﺖ ﻛﺎﻓﺔ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﺘﻄﺮﻑ ﻭﻛﻞ ﺟﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﻜﻔﻴﺮ ﻛﺎﻻﺧﻮﺍﻥ ﻭﺩﺍﻋﺶ .

ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﺗﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻭﻃﻦ ﺇﺳﻼﻣﻲ ﻳﺤﺘﻀﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻟﻴﻨﻄﻠﻖ ﻣﻨﻬﺎ ﻟﺘﺪﻣﻴﺮ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ .. ﻓﻠﻢ ﺗﺠﺪ ﺃﻣﺎﻣﻬﺎ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﻤﻘﺪﺳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻧﻄﻠﻖ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ ﻟﻴﻨﻄﻠﻖ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻳﻀﺎﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ ﻟﺘﺪﻣﻴﺮ ﺍﻹﺳﻼﻡ .. ﻭﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺣﺒﻚ ﺍﻟﻤﺆﺍﻣﺮﺓ ﻋﻠﻰﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺑﻘﻴﺔ ﺷﻌﻮﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ .. ﻛﺎﻥ ﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﺨﺮﺝﺍﻟﺘﻜﻔﻴﺮﻳﻴﻦ ﻣﻦ ﺗﺤﺖ ﺃﺳﺘﺎﺭ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ ﻟﻴﻘﺘﻨﻊ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻜﻔﻴﺮﻳﻴﻦ ﻣﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ..

ﻭﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻳﻘﺮ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺩﻣﻮﻳﻴﻦ ﻭﻳﺠﺐ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻴﻬﻢ .
ﻭﻓﻲ ﻟﻌﺒﺔ ﺗﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﺷﻬﻴﺮﺓ ﻗﺎﺩﻫﺎ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ .. ﺗﺤﺎﻟﻒ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻣﻊ ﺍﻟﺴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺠﺪﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺠﺎﺯ ..
ﻭﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1744 ﻗﺎﻡ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﻮﺩ ﺑﺘﻤﻜﻴﻦ ﺍﻟﺘﻜﻔﻴﺮﻱ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﻣﻦ ﻣﻔﺎﺻﻞ ﺩﻭﻟﺘﻪ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪﺓ .. ﻭﺗﻢ ﻓﺮﺽ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﻤﻘﺪﺳﺔ ..

ﻭﺃﻧﻄﻠﻖ ﺃﺗﺒﺎﻋﻪ ﻓﻲ ﺣﻤﻼﺕ ﺍﺭﻫﺎﺑﻴﺔ ﺗﺨﺮﻳﺒﻴﺔ ﺃﺣﺮﻗﺖ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ .. ﻓﻌﻤﺖ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺴﻠﺐ ﻭﺍﻟﻨﻬﺐ ﻭﺍﻟﺤﺮﻕ ﻭﺍﻟﺴﺒﻲ ﻭﻗﺘﻞ ﺍﻟﺮﺿﻊ ﻭﺫﺑﺢ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﺍﻏﺘﺼﺎﺏ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺗﺤﺖ ﺭﺍﻳﺔ “ﻻ ﺍﻟﻪ ﺍﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺤﻤﺪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ” ..

ﻭﻭﻗﺘﻬﺎ ﻗﺮﺭ ﻭﺍﻟﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﺇﻧﻘﺎﺫ ﺃﻫﺎﻟﻲ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺤﻴﻢ .. ﺃﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﻴﻦ ﻫﺰﻣﻮﻩ ﻓﺈﻣﺘﺪ ﻧﻔﻮﺫﻫﻢ ﻟﺠﻨﻮﺏ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕﻭﺍﻟﺸﺎﻡ .. ﻭﺷﻬﺪﺕ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﻭﺍﻟﻘﺮﻯ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﻴﻦ ﺧﺮﺍﺑﺎ ﻻ ﻣﺜﻴﻞ ﻟﻪ ﻭﻧﻔﺬﺕ ﻣﺬﺍﺑﺢ ﺑﺸﻌﺔ ﻓﻲ ﺣﻖ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﺴﻮﺭﻳﺎﻭﺍﻟﻌﺮﺍﻕ .. ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺗﻄﻬﻴﺮ ﻋﺮﻗﻲ ﺗﻬﺪﻑ ﻹﺑﺎﺩﺓ ﺃﻛﺒﺮ ﻋﺪﺩ ﻣﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ..

ﻭﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1810 ﺑﺎﺗﺖ ﺟﺤﺎﻓﻞ ﺍﻟﺪﻭﺍﻋﺶ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺎﺭﻑ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﺷﺮﻗﺎ ﻭﺣﻠﺐ ﻏﺮﺑﺎ .. ﻭﻓﺮ ﺍﻵﻻﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺯﺣﻴﻦ ﺍﻟﻰ ﻣﺼﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺩﺭﻛﺖ ﺃﻥ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻓﻲ ﺧﻄﺮ .. ﻓﻘﺮﺭﺕ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﻻﻧﻘﺎﺫ
ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ .

ﻭﻓﻲ ﻣﺎﺭﺱ 1811 ﺟﻬﺰ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺣﻤﻠﺔ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻣﻜﻮﻧﺔ ﻣﻦ 12 ﺃﻟﻒ ﺟﻨﺪﻱ ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﺑﻨﻪ ﺍﻷﺻﻐﺮ ﻃﻮﺳﻮﻥ ﺑﺎﺷﺎ ﺫﻭ ﺍﻟـ 18 ﻋﺎﻣﺎ ..ﻓﻨﺠﺤﺖ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺗﺤﺮﻳﺮ ﻳﻨﺒﻊ ﺑﻌﺪ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺩﺍﻣﻴﺔ ﻣﻊﺍﻟﺘﻜﻔﻴﺮﻳﻴﻦ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺣﺎﻭﻟﻮﺍ ﺑﺪﻫﺎﺀ ﻭﻣﻜﺮ ﻳﻬﻮﺩ ﺧﻴﺒﺮ ﻧﺼﺐ ﻛﻤﻴﻦ ﻟﻠﺠﻴﺶ ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ ﺍﻻ ﺍﻥ ﺍﻟﻐﻠﺒﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﻧﺼﻴﺐ ﺧﻴﺮ ﺃﺟﻨﺎﺩ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺳﺘﺒﺴﻠﻮﺍ ﺣﺘﻰ ﻗﻀﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﻴﻦ ﺗﻤﺎﻣﺎ
ﻭﻭﺍﺻﻞ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ ﺯﺣﻔﻪ ﺣﺘﻰ ﻭﺻﻞ ﻓﻲ ﺧﺮﻳﻒ 1812 ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻤﻨﻮﺭﺓ .. ﻭﻗﺒﻞ ﻭﺻﻮﻟﻪ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻗﺪ ﺑﺪﺃﺕ ﻓﻲ ﻗﺼﻒ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﻴﻦ .. ﺣﻴﺚ ﺍﺭﺳﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺠﻔﺎﻑ ﻭﺍﻟﻘﺤﻂ ﺛﻢ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﻐﺎﻣﻀﺔﺍﻟﺘﻲ ﺃﻭﺩﺕ ﺑﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺟﻨﻮﺩ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ ﻭﺑﻤﺠﺮﺩ ﻭﺻﻮﻝ ﻃﻮﺳﻮﻥ ﺑﺎﺷﺎ ﻷﺳﻮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻃﺎﻟﺐ ﺍﻟﻤﺘﺤﺼﻨﻴﻦ ﺧﻠﻔﻬﺎﺑﺎﻻﺳﺘﺴﻼﻡ ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻇﻨﻮﺍ ﺃﻥ ﺣﺼﻮﻧﻬﻢ ﻣﺎﻧﻌﺘﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﻓﻌﻴﺔ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺩﻣﺮﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺩﻗﺎﺋﻖ ﻣﻌﺪﻭﺩﺓ .. ﻓﻬﺮﺏ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﻴﻦ ﺍﻟﺘﻜﻔﻴﺮﻳﻴﻦ ﻗﺒﻞ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﻴﻦ ﻟﻠﻤﺪﻳﻨﺔ .. ﻟﻴﺴﻠﻤﻬﺎ ﻃﻮﺳﻮﻥ ﺑﺎﺷﺎ ﻷﻫﻠﻬﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺇﺳﺘﻘﺒﻠﻮﺍ ﺧﻴﺮ ﺃﺟﻨﺎﺩ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﺎﻷﺣﻀﺎﻥ ﻭﺍﻟﺘﺮﺣﻴﺐ ﻭﺳﻌﻒ ﺍﻟﻨﺨﻴﻞ ..

ﻛﻤﺎ ﺃﻧﺸﺪﺕ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺃﻧﺸﻮﺩﺗﻬﻢ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺇﺳﺘﻘﺒﻠﻮﺍ ﺑﻬﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ” ﻃﻠﻊ ﺍﻟﺒﺪﺭ ﻋﻠﻴﻨﺎ ..” ﻭﻫﻠﻊ ﺟﻨﺪ ﻣﺼﺮ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻫﺪ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻭﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﻻﻗﺎﻫﺎ ﺃﻫﻞ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﻴﻦ .. ﻓﻨﺠﺤﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻰ ﻭﺍﻟﻲ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻲ ﻭﺗﻢ ﺍﺭﺳﺎﻟﻪ ﻟﻤﺼﺮ ﺣﻴﺚ ﺗﻢ ﺇﻋﺪﺍﻣﻪ ﻛﺠﺰﺍﺀ ﻋﺎﺩﻝ ﻋﻠﻰ ﺟﺮﺍﺋﻤﻪ ﻓﻲ ﺣﻖ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻤﻨﻮﺭﺓ .
ﻭﻭﺍﺻﻠﺖ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﺯﺣﻔﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺣﺮﺭﺕ ﺟﺪﺓ ﺩﻭﻥ ﻗﺘﺎﻝ ﺑﻌﺪ ﻓﺮﺍﺭ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﻴﻦ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﻤﺠﺮﺩ ﺳﻤﺎﻋﻬﻢ ﺍﻧﺒﺎﺀ ﺗﻘﺪﻡ ﻗﻮﺍﺗﻨﺎ ﺗﺠﺎﻫﻬﺎ ..

ﻭﺗﻜﺮﺭ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺴﻴﻨﺎﺭﻳﻮ ﻣﻊ ﺍﻟﻄﺎﺋﻒ ﻭﻣﻜﺔ، ﻭﺗﺒﺨﺮﺕ ﻋﺼﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﻴﻦ ﺍﻟﺘﻜﻔﻴﺮﻳﻴﻦ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻇﻬﺮﺕ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻓﻲ ﺻﻴﻒ 1813 ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺑﺎﻟﺨﺪﺍﻉ ﻭﺍﻟﻤﻜﻴﺪﺓ ﻣﺒﺎﻏﺘﺔ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ .. ﺍﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﻴﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﻐﻠﺒﺔ
ﺣﺘﻰ ﺟﺎﺀ ” ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺑﻨﻔﺴﻪ ” ﻟﻠﺤﺠﺎﺯ ﻟﻴﻬﻨﺊ ﻗﻮﺍﺗﻪ ﺑﺎﻧﺘﺼﺎﺭﺍﺗﻬﺎ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ .. ﻭﻣﻦ ﻣﻜﺔ ﺍﻟﻤﻜﺮﻣﺔ ﺩﻋﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﻟﺘﺄﺩﻳﺔ ﻣﻨﺎﺳﻚ ﺍﻟﺤﺞ ﻭﺍﻟﻌﻤﺮﺓ ﻣﻌﻠﻨﺎ ﺗﺤﺮﻳﺮ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﻤﻘﺪﺳﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻀﺔ ﺍﻹﺣﺘﻼﻝ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻲ .. ﻭﻣﻜﺚ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺑﺎﻟﺤﺠﺎﺯ ﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﺣﻴﺎﺓ ﺳﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻭﺍﻟﺤﺠﻴﺞ، ﻭﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻭﺍﺻﻼﺡﻣﺎ ﺃﻓﺴﺪﻩ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻲ .. .
ﻭﺑﻤﺠﺮﺩ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔﻋﻢ ﺍﻟﺮﺧﺎﺀ ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﻤﻘﺪﺳﺔ . ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﺗﻤﺜﻞ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻌﻈﻤﻰ ..

ﻭﺃﺻﻴﺐ ﻧﺎﺑﻠﻴﻮﻥ ﺑﻮﻧﺎﺑﺮﺕ ﺑﺎﻟﻬﻠﻊ ﺑﻌﺪ ﻗﻀﺎﺀ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﻴﻦ، ﻓﻘﺮﺭ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﻻﻧﻘﺎﺫ ﺍﻷﻣﺮ .. ﻓﺤﺮﻙ ﺃﺳﺎﻃﻴﻠﻪ ﻓﻲ 20 ﻣﺎﻳﻮ 1815 ﺑﺎﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﺸﻮﺍﻃﺊ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ .. ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺃﺟﺒﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺳﺮﻳﻌﺎ ﻟﻤﺼﺮ ﻟﻤﻼﻗﺎﺓ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﻴﻦ ﺣﻔﺎﻇﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻧﺘﺼﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﻘﻘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺠﺎﺯ ﻭﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﻣﻨﻊ ﻭﺻﻮﻝ ﺍﻻﻣﺪﺍﺩﺍﺕ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ﻟﻔﻠﻮﻝ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻓﺮﻭﺍ ﻷﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ
ﻭﺗﺮﻙ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺍﺑﻨﻪ ﻃﻮﺳﻮﻥ ﺑﺎﺷﺎ ﺧﻠﻔﺎ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺠﺎﺯ .. ﻭﺍﻟﺬﻱﺟﺎﺀﻩ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﻮﺩ ﻃﺎﻟﺒﺎ ﺍﻟﺼﻔﺢ ﻭﺍﻟﺴﻤﺎﺡ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﻌﻴﺶ .. ﻓﻌﻔﺎ ﻋﻨﻪﻭﺗﺮﻛﻪ ﻭﺑﻘﻴﺔ ﺍﺗﺒﺎﻉ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﻴﻦ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﺑﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻘﺼﻴﻢ .. ﻓﻨﺠﺢ ﻗﺎﺋﺪﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺧﺪﺍﻉ ﻃﻮﺳﻮﻥ ﺑﺎﺷﺎ .. ﻭﺑﻤﺠﺮﺩ ﺍﺳﺘﻼﻣﻪ ﻟﻠﻤﻌﺪﺍﺕﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺍﻋﻠﻦ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﻴﻦ ﻣﺠﺪﺩﺍ ﺣﺮﺑﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺮﻭﻛﺎﻥ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﻏﻴﺮ ﺭﺍﺽ ﻋﻦ ﺳﻤﺎﺣﺔ ﻃﻮﺳﻮﻥ ﺑﺎﺷﺎ ﻟﺼﻐﺮ ﺳﻨﻪﻭﻋﺪﻡ ﺩﺭﺍﻳﺘﻪ ﺑﺤﻴﻞ ﻭﻣﻜﺎﺋﺪ ﺃﺗﺒﺎﻉ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺭﺛﻮﻫﺎ ﻋﻦ
ﺃﺟﺪﺍﺩﻫﻢ ﺑﺨﻴﺒﺮ .. ﻓﻘﺮﺭ ﺍﺭﺳﺎﻝ ﺍﺑﻨﻪ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﺎﺷﺎ ﻟﻮﺿﻊ ﺣﺪﺍ ﻧﻬﺎﺋﻴﺎ ﻟﻠﻮﻫﺎﺑﻴﻴﻦ

ﻭﻓﻲ 23 ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ 1816 ﺍﻛﺘﺴﺢ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﺎﺷﺎ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﻭﺍﻟﻘﺮﻯ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺳﺘﻮﻟﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﻴﻦ ﺑﺎﻟﺴﻼﺡ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ .. ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺪﺭﻋﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺄﺓ ..
.
ﺣﻴﺚ ﻭﺟﺪ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ ﻗﻠﻴﻞ ﺍﻟﻌﺘﺎﺩ ﻭﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻵﻻﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﻴﻦ ﻭﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﺼﺎﻓﻮﺍ ﻟﻤﻘﺎﺗﻠﺔ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﻴﻦ .. ﺍﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﻋﺪ ﺍﻻﻟﻬﻲ ﺗﺤﻘﻖ ﺑﻤﻌﺠﺰﺓ ﻻﺯﺍﻝ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻳﺬﻛﺮﻫﺎ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻴﻮﻡ .. ﺣﻴﺚ ﺍﻧﺘﺼﺮ ﺧﻴﺮ ﺃﺟﻨﺎﺩ ﺍﻷﺭﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻜﻔﻴﺮﻳﻴﻦ ﻭﺣﻠﻔﺎﺋﻬﻢ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﻴﻦ ﻭﺍﻻﻧﺠﻠﻴﺰ ﻓﻲ ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ ..1818 ﺛﻢ ﺩﻣﺮﺕ ﻗﻮﺍﺗﻨﺎ ﻛﻞ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻮﻝ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻭﺑﻴﻦ ﻋﺎﺻﻤﺔ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﻴﻦ ﺍﻟﺪﺭﻋﻴﺔ .
ﻭﺗﻨﺎﻗﻞ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺗﻠﻚ ﺍﻻﻧﺘﺼﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺬﻫﻠﺔ ﺑﺤﻴﺮﺓ ﻭﺩﻫﺸﺔ ﻓﻲ ﺁﻥ ..
ﻭﻓﻲ ﺍﺑﺮﻳﻞ 1818 ﻭﺻﻞ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ ﻟﻠﺪﺭﻋﻴﺔ ﻭﺑﺴﺒﺐ ﻗﻴﺎﻡ
ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﻴﻦ ﺑﺄﺳﺮ ﺍﻵﻻﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﻭﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﻬﻢ ﻛﺪﺭﻭﻉ ﺑﺸﺮﻳﺔ ﻋﻠﻰ
ﺃﺳﻮﺍﺭ ﺍﻟﺪﺭﻋﻴﺔ .. ﺭﻓﺾ ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﺎﺷﺎ ﺿﺮﺑﻬﺎ ﺑﺎﻟﻤﺪﻓﻌﻴﺔ ﺣﺮﺻﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻷﺑﺮﻳﺎﺀ، ﻭﻟﺠﺄ ﻟﺨﻴﺎﺭ ﺍﻟﺤﺼﺎﺭ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺍﺳﺘﻤﺮ ﻟﺴﺘﺔ ﺃﺷﻬﺮ ..

ﻓﻤﻨﻌﺖ ﺍﻻﻣﺪﺍﺩﺍﺕ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻭﻧﻔﺬﺕ ﻣﺆﻧﺔ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭﻗﺮﺭ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﻴﻦ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺽ ﻣﻊ ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﺎﺷﺎ .. ﻓﻄﻠﺐ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﺍﻃﻼﻕ ﺳﺮﺍﺡ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﺩﻭﻥ ﻗﻴﺪ ﺃﻭ ﺷﺮﻁ .. ﻭﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﻴﻦ ﺑﺪﺍ ﻣﻦ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺃﻭﺍﻣﺮ ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﺎﺷﺎ .. ﻋﻠﻰ ﺍﻣﻞ ﻓﻲ ﺧﺪﺍﻋﻪ ﻣﺜﻤﺎ ﺣﺪﺙ ﻣﻊ ﺃﺧﻴﻪ ﺍﻷﺻﻐﺮ ﻃﻮﺳﻮﻥ ﺑﺎﺷﺎ .

ﻭﺑﻤﺠﺮﺩ ﺧﺮﻭﺝ ﺍﻷﻫﺎﻟﻲ ﺍﻷﺳﺮﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ .. ﻗﺎﻝ ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﺎﺷﺎ ﻟﺠﻨﻮﺩﻩ ” ﺍﻣﺎ ﻧﺤﻦ ﻭﺍﻣﺎ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﻴﻦ ﺍﻟﺘﻜﻔﻴﺮﻳﻴﻦ” .. ﻓﺼﺒﺖ ﺍﻟﻤﺪﻓﻌﻴﺔ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﻏﻀﺒﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﻮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻓﺪﻣﺮﺗﻬﺎ .. ﺍﻗﺘﺤﻤﺖ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﺍﻟﺪﺭﻋﻴﺔ ﻟﺘﻘﻀﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﻴﻦ .. ﻭﻓﻲ 9 ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ 1818 ﺗﻢ ﺗﻄﻬﻴﺮ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻣﻨﻬﻢ ..

ﻭﺗﻢ ﺍﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﻮﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺭﺳﻞ ﻟﻤﺼﺮ ﻟﻴﺘﻢ ﺍﻋﺪﺍﻣﻪ .. ﻭﻗﺘﻞ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ 14 ﺍﻟﻒ ﻭﻫﺎﺑﻲ ﺗﻜﻔﻴﺮﻱ ..

ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﺳﺘﺸﻬﺪ 10 ﺁﻻﻑ ﻣﺼﺮﻱ .. ﻗﺪﻣﻮﺍ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻧﻘﺎﺫ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻭﺣﻤﺎﻳﺔ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﻤﻘﺪﺳﺔ ﻭﺗﺄﻣﻴﻦ ﺍﻟﺤﺞ ﻭﺗﺤﺮﻳﺮ ﺍﻷﻫﺎﻟﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻭﺍﻟﻘﺘﻞ .

رئيس التحرير

المشرف العام على موقع العالم الحر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى