اعتادت المرأة قديما التحاور مع جاراتها وصديقاتها والتخلص من الروتين اليومي الملل المعاد بأن تنفس عن هذه المعاناة من خلال الفضفضة .
وكان هذا بالأمر المألوف بل والعلاجي حسب دراسات علم النفس فإن العلاقات الاجتماعية الجيدة وعلي رأسها الصداقة بإمكانها فعل ما يفعله الطبيب النفسي المعالج حيث أنها تمتص الشحنة النفسية السالبة وتشعر النفس حينها براحة نفسية.
مع تطور التكنولوجيا الحديثة وعالم الانترنت أصبح العالم كله قرية صغيرة باتت كل البيوت بيتا واحداكبيرا . ومن ضمن هذه البيوت ما يسمي بالمجموعات السرية أو المغلقة للدردشة علي تطبيق الفيسبوك ولكن عزيزتي هلا سألت نفسك هل كل من يتواجدون في هذه المجموعات نساء فتستفيضين وتسترسلين بالحديث بل أحيانا تتطرقين إلي أدق أدق تفاصيل حياتك؟
عزيزتي من أين تلك الثقة واليقين التي تنبعث إلي صدرك بنشر أسرار بيتك ؟هل أخبرتك مؤسسة المجموعة(الأدمن) أنهن كلهن نساء؟وهل يعقل أن يتم متابعة ورصد حقيقة كل أصحاب الحسابات الدارجة داخل المجموعة (الجروب)والتأكد من كونها حسابات حقيقية وليست وهمية مزيفة؟!
فكم من متلصص إدعي أنه أنثي وتابع في صمت حواراتك وصورك يري شعرك الذي صبغتيه وتسألينا هل اللون الجديد لائق ؟يراه عزيزتي رغم كونك محجبة. يري ملابسك في بيتك رغم أنك ترتدين الزي الشرعي خارج منزلك.يري أحاسيسك وفضفضتك .
هذا اللص الذي يزعم أنه امراءة مثلك ألا تجنبتي الوقوع في فخه؟ بسترك الدائم لحياتك.
وكم من نساء عديدات اكتشفن أن من حاورتهن في المحادثات الخاصة صرن ذكورا تدعي عفوا الأنوثة .
لا تدخلي فخ وتقعين في لعبة مساومات حقيرة.واحذري مصائد الخبثاء ولا تقعي فريسة فالفيبسبوك ليس بيتك .
إذن ادخليه محجبة ولا أقصد حجابا لشعرك. ولكن حجابا يستر حياتك ومشاعرك وأسرارك ولا تعطي اﻷمان المطلق لأي فرد .
تعاملي مع الفيسبوك كأنه شرفة حجرتك وليست حجرتك ذاتها.فهو كالشارع تماما يحوي الكرماء والخبثاء والله أعلم بالنوايا لذا تحصني بالتحفظ . واجعلي كل مواقع التواصل سلاحا لك لا عليك .
بقلم/
✴شيماء رميح✴