بقلم امير السكرى
كنت اداوم على الكتابه والنقد قبل الاطاحه بثوره يناير, وكانت لدى الكثير من الحماسه, ومعها الامل ،والحلم بل وكانت تغمرنى سعاده كبيره لاننا كجيل الشباب المفعول به فى هذا الوطن قد تمكنا من اكتشاف انفسنا, وابراز قيمتنا، وكبريائنا، ونزع حريتنا وكرامتنا ممن لا يصونهم ..ممن لايعقل و لا يرحم .. ممن تغيب عنهم ابسط معانى العدل والانصاف …ممن يعيشون فقط لكى يملئوا كروشهم وجيوبهم …
ممن جعلوا من الفساد والاستبداد منهج واسلوب حياه تحت غطاء قوانين صنعها ترزيه وليس مشرعون! متخذين من القبضه الامنيه ،و هذه الدوله البوليسيه حاجزا وحصنا يحول دون كسرهم ،وهز عروشهم ومع وجود اعلاما يعمل على دغدغه مشاعر المواطنين وتمرير افكار هؤلاء وبث سمومهم
فقد اكتمل هذا الحصن المنيع لهم والذى كسرته وهدمته اراده الله عزوجل فى 25 يناير ومن ثم اراده الشعب والذى لم ينخدع بافكار واقوال تلك الماكينات الاعلاميه ولم تهزمه اذن بساطته وسذاجته او ربما جهله بالواقع المرير, وكان دفعه الى تحكيم الضمير امرا حتميا لا جدال فيه خاصه وهو يرى هذه الدماء الذكيه لخيره شباب مصر تسيل فى كل ربوع مصر
وبعد ما تحطمت اسطوره النقاء والحلم وانتكست الثوره عن طريق قبضات مرحليه معده باتقان انتابتنى اسمى معانى الياس والاحباط ولا اكون مبالغا عندما اقول اننى غير قادر على الامساك بقلمى فلا امل ولا جديد يذكر فالكلمات والجمل اصبحت مكرره وفى اتجاه واحد ولن تغنى ولن تسمن من جوع حتى الساخر منها اصبح لا قيمه له فى زمن يعج بالكوميديا السوداء !
وقد اصبحت فى حاجه لكتابه مجلد كبير حتى اكون قادرا على وصف هذه الاوضاع الكارثيه ولكن ماذا بعد الوصف والتحليل ! وقد ضاعت كل المعانى الجميله واستفحل القبح والعته والقذاره.. فاحلام المصريين الورديه للتغيير ذهبت هباءا !!!!
وسط توغل الراسماليه الحقيره وكذلك الطبقيه والعنصريه المقززه فى حمايه من الدبابه والمدرعه واشكال القوه جميعها … وجاء توقفى عن الكتابه حتى لا اثقل على كاهل القراء باحاديث قتلت بحثا ..احاديث مريره وموجعه لن تزيدهم الا احباطا وياسا وانهزاما فلقد اصبحت كتاباتى موجهه الى زمن وحاله معينه لسنا بصددها الان فبلدنا الان فى القاع او اسفل منه ..
بلد يتعاظم فيها الجهل والتخلف وانعدام القيم المبادىء,, وقناعتى اقتضت ان اتوقف عن الكتابه لحين ميسره! فما يدور بداخلى انا و المصريون اصحاب الضمير لا يحتاج الى ابراز فلا مجال ولا قيمه لا نتقاد ما يجرى فى الكوابيس لاننى لااراه واقعا ولكنى اراه كابوسا مفزعا فاتركونى اتعامل مه طبقا لهذه النظريه بنكرانها للحقيقه المره !!
وعندما يتكرر علينا مشهد الثوره والحلم من جديد فأعود اكتب واكتب واكتب فالمكبوت بداخلى قد سئمت منه اوراق الصفحات من كثره وصف هذا الوحل والعفن ولم اجد نفسى قادرا على امتلاك كلمات ومفردات تصف هذه الاوضاع فلقد استنفذت واستنفذ كل شىء فى هذا المجتمع
وبقى شعبا مطحونا يمشى بداخل الحيط ولا اقول بجانبه, وهذا هو المطلوب اثباته ! شعبا تم عزله كما كان فى السابق
فى نهايه الامر ارجو الا تصيبكم كلماتى هذه بمزيدا من الاحباط والياس وان كانت كذلك فلتلتمسوا لى العذر اذن, فهو اخر ما سأكتبه لحين اشعار اخر..
وكلى ثقه بان المولى سيعاقب من اجرم وسيهلك الطغاه, وهو المطلع فلتتركوا له الامر فهؤلاء لا يقدر عليهم سوى خالقهم عزوجل فرجاءا تمسكوا ببخار الامل.