اسليدرالمصريين بالخارج

يوميات مصري في الغربه

كتبت : شيماء اليوسف

قررت أن أهاجر وطني فقد لازمتني الضغينه والضيق تتابع المتاعب يرافقني بلا ، كلل قررت الهجره تمردا على سياسة العمل ومنظومة المحسوبيه أجل قررت إحتقارا على تخلق الوساطه في مجتمعي بالأدب وهي دون ذلك ؛ تنتابني لحظة العار بين شقاق وشتات عار يؤذيني في نفسي ولا أهمل نسيانه ،وبعد قراري أحكمت الرحيل وجمعت حقائبي ودعت دفاتري و قبلت شرفتي وجدران غرفتي ثم إختطفتني صوره معلقه على الحائط تحمل براءة طفولتي ،سنواتي الأولى في داري ومعلمتي وأول كتاب أهداه لي جدي إنها لحظه تبدت ملامح الذاكره بارزه كشتات عروبتي فطويت هذه الصفحه سريعا وأغلقت الباب فوقع (مفتاح الغرفه) أسفله فمدت يدي ألتقطه وإذا بفتاة تقترب في لطف لها عطر يحنو فألقت بيدي زهره نظرت إليا طويلا وتكاد عيناها تنطق وجعا ثم قالت في آنين (قطفتها لأجلك) ورحلت باكيه فأنتابتني قشعريرة الفراق ومضيت لا أتردد في الرحيل ،أخذت السياره متعجلا للمطار وكانت تراقبني من شرفتها تسدل ستائر الغربه . وحين قفلت المطار شعرت بضيق وكأن المكان لا يقبل دخولي لكن دخلت طريدا سؤلت عن جواز السفر وتذكرتي وأقتربني رجل أتلمس فيه مشقة قرن وكأنه يحمل على كتفيه مزلة الزمان حمل حقائبي وقال ستر الله يغطيك يا أبني وأنصرف ،ركبت الطائره وحلقت في فضاء لا تطمئنك خباياه وساعات وهبطت الطائره لأرض لا أرضي ووجوه لا أهلي وروائح تكاد تخنقني ومضيت لأصطحب رفاق ليسوا من دمي لا بيني وبينهم سوى علاقة المال ،الأيام تمضي سريعه لا عبرة فيها ولا معنى كزهر فقد جماله بلا عطر بلا نفحات بلا نشوه ،ساعات العمل تمضي ويبدأ عمري الآخر مع أول ساعات الليل أفتح المذياع أطرق آذاني لصوت شخص يتحدث بنفس لغتي يحمل رائحة وطني أبتسم كثيرا حين يلقي التحيه وحين ينتهي وينصرف لأشعر بساعة العيش والرضا في كلمته ، أغمض لأستيقظ وأكرر حياة الأمس في الغد طالت سنوات الغربه إنزعج حين أحسب كم فيها مكثت بلا وطني في وطن لا موطن لي فيه و أجلس مقهى لا أعلم لماذا هذا اليوم الإ إني جلست لتأخذ عقلي إمرأه باريسيه لم يسحرني جمالها ولم أذوب عشق رقتها لكنها حملت نفس رائحة الزهره التي أهديت إياها من تلك الفتاه التي مازال ذكرها يرافقني بلا رفيق . قد مضى العمر سريعا وأشتقت لموطني كثيرا رفاق عمري ومسجدي وحبات ثري بلادي ، ثم عدت لغرفتي الغريبه لأرمي ثقل اليوم على وسادتها واستدعي ذاكرتي لتقص إليا طفولتي وصبايا وأيام شبابي وهوايا وأنتظر كل يوم ، يوم سأعد حقائبي لألاقي بلادي بكل إشتياق يملأني منذ دقت خطواتي لبلاد الغربه وطني لو شغلت بالخد عنه نازعتني إليه في الخلد نفسي

زر الذهاب إلى الأعلى