تأتى ايام وتنقضى اخرى ويستمر مسلسل العدو اليومى لكل الناس…فاذا إستيقظت مبكراً تجد نفسك تُسرع الخٌطى للحاق بركب العمل واذا القيت نظرة عاجلة على من حولك من الناس تجدهم كذلك …تلاحظ كل من حولك يهرولون فى كل اتجاه ومنهم من يصارع باب القطار حتى لا يغلق من دونه ، وآخر يطلب الاستعجال من صاحب عربة الفول المكتظه بالزبائن حتى لا يتأخر عن عمله ….واذا كان هذا الوضع بالنسبة للصباح فلماذا نجد الوضع بالمساء ايضاً ؟؟؟ تجد من الناس من يحاول انهاء فترة العمل الاولى مبكراً حتى يلحق بالعمل الثانى ليلاً ….وتجد طلاب الجامعات والمدارس الاوفر حظا فى الجرى هنا وهناك لدرجة انهم عندما يصلوا الى مكان محاضراتهم تجدهم بدون اى سبب يمارسون رياضة الجرى والوثب العالى داخل قاعات الدرس ….وفى عجلة المواصلات وحال السائقين يحلو الجرى ومسابقات(الفورميلا ون ) ولا نلقى بالاً بحياة الناس الموجودين بالسيارة …..و الابن داخل الاسرة لا نقول انه بالكاد يصل البيت لكى يستأذن اسرته فى الخروج ليجرى مع اصحابه حتى بزوغ الفجر …والابنه تدفع ضريبه جرى الاب والام وراء اقتناص لقمة العيش فلا تجد من يصغى لمشكلاتها ولا يلبى احتياجاتها فتجرى هرباً من هذا المحيط الاسرى الفاشل حتى وان كان هروباً افتراضياَ عبر مواقع التواصل الاجتماعى … ولكن السؤال المحير الان وماذا بعد ؟؟؟ ماذا بعد الجرى والاصابة بالاعياء من كوننا تروس فى اله الحياه الصعبة ؟ هل سنجرى لنستنفذ طاقتنا وصحتنا من اجل فقط اللحاق بتوقيع الموظفين ام حتى لا نعطل مصالح الناس ولن نجرى وراء فرش الافطار مهما طال على المواطن الانتظار ….ام نسعى لنصبح شمعة مضيئة تسهر على خدمة المواطنين ؟ اما انت يا طالب العلم عليك ان تتدبر معنى مهمتك الغاليه التى تبنى الاوطان فعليك ان تجرى وراء تحصيل العلم كهدفك الاول ((وتلقى سهامك على النجوم علها تصيب المئذنه ))..ولاتجعل غايتك الجرى وراء مقابلة هذا وهذه وتضيع وقتك وجهدك وتخيب امال اهلك فيك وترجع اليهم حاملاً هواء على هواء بل تطالبهم بملئ (السقاء الذى استهلكته ) ” القربة التى تاخذ فيها النقود . وحتى لا نجعل الصورة قاتمة ….علينا ان نعترف بوجود خُطى جريئة من بعض الناس تسعى الى المجد وتكافح من اجل اثبات الذات وتحلم فى نومها بما يمكن فعله من اجل خدمة الناس على اكمل وجه ممكن وتعمل على رفاهية اسرتها ومجتمعها ككل ….فعلينا ان نتعلم منهم كيف يكون للجرى غايه يمكن تحقيقها بشكل افضل حتى لا نتحرك بقوة الدفع الذاتى فقط .