كتب : علاء الفار
لم يفاجئنى المشهد البرلمانى اليوم فى جلسته الاولى فهو نتاج طبيعى وبديهى لأرض سياسية أصبحت بور لا يوجد بها أحزاب حقيقية تساعدها على إنتاج كوادر حزبية تعمل على خلق مناخ داعم لآمال وتطلعات شعب لايجد من يحنو عليه ولا حتى يحترمه … وهنا لا أشير إلى تقاعص الدولة أو تعمدها فى عدم توفير البيئة والمناخ السياسى كما جرت العادة بما يحقق مطامع النظام وتحييد السلطة سببا وراء ذلك بل أظن أن ما يطلق عليها أحزاب – وأفضل تسميتها بحزيبات فوسيفسات لا ترى بالعين المجردة لأصغر مواطن عادى – ومن يقف ورائها من أخيلة مئاتة لا تسعى ان تقوم بالدور المنطقى لها وأبت استغلال حالة الفراغ السياسى الذى شكل بعد الإطاحة بالحزب الوطنى ومن بعده المحظورة او بالأحرى الإرهابية فى اكثر من فرصة وضيعت الوقت مرة تلو الأخرى واكتفت فقط بصنع حالة من الضجيج والصخب على شاشات الفضائيات والخناقات المفتعلة والتعالى إيزاء تشكيل ائتلافات وتكتلات وهمية بالأساس لإدراكها ويقينها انه لا صوت يعلو فوق المال السياسى فهو وحده وفقط ما يحسم الأمور، رغم المحاولات الشابة الحثيثة من قبل بعض ما يتطلعون لحياة سياسية حقيقية خاصة بعد ما مرت به البلاد نحو خمس سنوات عجاف.
حالة المسخ التى تشهدها الحياة السياسية الآن هى جزء أصيل من حالة مسخ أكبر طالت مناح كثيرة فى مجتمعنا المصرى على مستويات وأصعدة عديدة حتى على مستوى سلوكياتنا فى الشارع وحتى بين بعضنا البعض وهو ما سوف نراه منعكسا على آداء أغلب السادة النواب خلال الفترة المقبلة فى جلسات البرلمان.
لكن دعونا نجتاز مجرد اننا حققنا الاستحقاق الثالث والأخير من خارطة الطريق حتى ولو من خلال برلمان هش نظرا لمتطلبات اللحظة التى فرضت علينا ونعمل على وضع خارطة طريق أخرى إضافية أو ملحق إن جاز التعبير .. جوهره بالأساس فرض الأخلاق دستورا حقيقيا وملزما ولا نشتغل بالهدم الذاتى ويكون جل اهتمامتنا مختزلا نحو كراهة وحرمة الاحتفال بالمولد النبوى الشريف ، ومعايدة المسيحى فى عيده.