الشيخ محمد محمد غنيم
يا راحلين إلى البيت العتيق لقد سرتم جسوما وسرنا نحن أرواحا
إنــا أقمنــا عن عـذر نكـــابــده ومـن أقـام عن عـذر كـمـن راح
اعلم أن أول الحج الفهم، ثم الشوق، ثم العزم عليه ثم قطع العلائق المانعة منه ثم إعداد الزاد فالمركب، ثم الخروج، ثم المسير في الطريق، ثم الإحرام من الميقات، ثم دخول مكة، ثم أداء مناسك الحج، وفي كل واحدة من هذه الأمور تذكرة للمتذكر وعبرة للمعتبر وإشارة للمؤمن الفطن. فلنقف على أسرارها فهي بدون شك روح الحج ومغزاه، ولبه ومعناه.
فعند شراء ثوبي الإحرام:فليتذكر عنده كفنه ولفه فيه، فإن كان سيلقى بيت الله إلا ملفوفا بثوبي الإحرام مخالفا عادته في اللباس فإنه سيلقى الله عز وجل بعد الموت في زي مخالف أيضا لزي أهل الدنيا وهو كفنه ليس فيه مخيط
وعند المركب أو الراحلة:فليتذكر المركب الذي سيركبه إلى الآخرة وهو الجنازة التي ستحمل عليها وركوب هذا المركب مستيقن وتيسر أسباب السفر فوق مركب الدنيا مشكوك فيه. وليتذكر قوله صلى الله عليه وسلم ناصحا أبا ذر: «يا أبا ذر جدد السفينة فإن البحر عميق، وأكثر الزاد فإن السفر طويل، وخفف الحمل فإن العقبة كؤد