د. حسن طوالبه
بالامس استمعت الى باحث ايراني على قناة الجزيرة الفضائية يعلق على انباء مفادها االدعوة الى تفاهم ايراني – سعودي لحلحلة الاوضاع المتأزمة في المنطقة , وما شد انتباهي قوله ” ان امتداد ايران في المنطقة من خلال اذرعها امر طبيعي , والغير طبيعي هو تدخل السعودية في المنطقة ” . اي ان تدخل ايران الملالي من خلال حزب الله ومن حلال المليشيات العراقية امر طبيعي , اما تصريح للسفير السعودي ووزير خارجية الامارات حول دور المليشيات العراقية الارهابي في العراق اثار حفيظة وسائل الاعلام التابعة لايران والعراق واتباعهم , بل وصل الامر الى قيام مظاهرات في بغداد وتصريحات لبرلمانيين بطرد السفير االسعودي والاماراتي واغلاق سفارتيهما في بغداد .
هذا التجييش ضد العرب هو ما يريده ملالي ايران لابعاد العراق عن محيطه العربي , وان لا يحدث اي تقارب بين العراق والدول العربية , كما ان الملالي ضد اية دعوة لبلورة الهوية العربية في العراق , لكي يبقى ساحة صراع طائفي الى اماد بعيدة لانهاكه ويبقى لايران دور في التدخل السافر في العراق , ولاسيما بعد الانتكاسات التي منيت بها القوات الايرانية في سوريه قبل التدخل الروسي وبعده , ومقتل اعداد كبيرة من ضباط الحرس .
وما يقال عن رفض امريكي لما تقوم به المليشيات العراقية ضد اهل المناطق الغربية من العراق وخاصة في ديالى والرمادي وصلاح الدين , هو لذر الرماد في العيون , اذ ان الولايات المتحدة هي التي سلمت العراق لايران على طبق من ذهب , مقابل منحها اليد الطولى في استغلال الثروات النفطية العراقية . وهذا الدور الامريكي- الايراني هو ضمن المخطط الاستعماري لضمان امن الكيان الصهيوني . اذ تم اخراج الجيوش المؤهلة لمواجهة هذا الكيان الاغتصابي من ساحة المواجهة وخاصة جيوش مصر والعراق وسوريه . فالدور الايراني من اهم الادوار التي خدمت الامن الصهيوني . فايران الملالي اشعلت الفتنة الطائفية , وغذت الارهاب بكل اشكاله من دعم تنظيم القاعدة الى داعش الى المليشيات الطائفية في لبنان والعراق واليمن . ولم يعد الملالي يعبئون بكل الانتقادات الاعلامية عليهم , او اتهامهم بالارهاب , فهاهو قاضي محكمة نيويورك جورج دانيلر وجه اتهاما صريحا لرأس النظام في ايران علي خامينئي بضلوعه في تفجيرات 11 ايلول 201 , ولم تحرك الحكومة الامريكية ساكنا ضده , وكذلك وقاحة عضو البرلمان الايراني الذي تشدق بأنه قتل 600-700 جندي عراقي عام 1982 ولم يقدم اي طلب ضده الى محكمة الجنايات الدولية لمحاكمته . وسبق لمسؤولين امريكيين ان طالبوا ايران بدفع تعويضات لاهالي ضحايا تلك التفجيرات . ولكن الحكومة الامريكية لم تنفذ تلك المطالبات بل غضت الطرف عنها لمنح الملالي الفرصة لاكمال الدور الموكل اليهم في تفتيت الوطن العربي .
ان امن المنطقة لا يتحقق الا بهزيمة المشروع الايراني الطائفي , وتغيير نظام الملالي الى نظام مدني تسوده الديمقراطية ويتحقق فيه حق الانسان الكريم , وهذا الدور يمكن ان تحققه منظمة مجاهدي خلق المعارضة لولاية الفقيه , وعليه فلا بد من دعم هذه المنظمة المكافحة ودعم كل القوى الايرانية المطالبة بالحرية وحقوق الانسان سواء في الاحواز او كردستان ايران . وعلى امريكا والغرب بعامة ان تكون صادقة في دعاواها رعاية حقوق الانسان والديمقراطية , وان تتصرف مع الملالي وفق معايير النزاهة والكرامة الانسانية .