محمد عطية
بكلمات بسيطة وأنت تشاهده علي برامج “التوك شو” والمداخلات الهاتفية أو حتى تقرأ تصريحاته عبر الصحف الإلكترونية والمطبوعة أيضًا، تكتشف مدي سهولة ما يسرده من أرقام ومعلومات اقتصادية غاية في التعقيد.. إنه الدكتور صلاح جودة، الخبير الاقتصادي المعلوماتي والمنتقد اللاذع لحكومات ما بعد ثورتي 25 يناير و30 يونيو علي أدائها خلال فترة حكمها، والذي وافته المنية بعد إصابته بأزمة قلبية مساء أمس الثلاثاء.
“جودة”، الخبير الاقتصادي، الذي بني علاقة متوازنة مع الإعلام بأشكاله، فقلما تجد برنامجًا أو تصريحًا في الملف الاقتصادي إلا وتجده مُنتشرًا بشكل كبير، نظرًا لتصريحاته المتكررة والمصحوبة بأرقام وإحصائيات تجمع بين طياتها السهولة الممتنعة والتعقيد أيضًا لكن النتيجة المُتفق عليها أنها مفهومة من رجل الشارع البسيط.
ولعل التصريح الأبرز له، كان بعد انتهاء فاعليات مؤتمر قمة مارس الاقتصادية بشرم الشيخ لأكثر من شهر وفشل حكومة المهندس إبراهيم محلب في تنفيذ ما تعهدت به من إعادة هيكلة التشريعات الاقتصادية وتنفيذ المشروعات المطروحة علي هامش المؤتمر، والذي طالب فيه بإقالة الحكومة وتعيين من تخلفها لأنها لم تحقق أي شيء للمواطنين، ليتهم تلك الحكومة بالفشل الذريع في مهتمها.
“جودة” والمعروف في وسط الصحفيين والإعلاميين بأنه مصدر “إنقاذ الموقف”، غيّبه الموت إثر أزمة قلبية مفاجئة
ولعل آخر ما كتبه “جودة” عبر صفحته الشخصية كان كالآتي: “العاقل إذا أخطأ تأسف والأحمق إذا أخطأ تفلسف”، معلقًا علي الأحداث التي تشهدها البلاد حاليًا.
يذكر أن “جودة”، له عدة مؤلفات منها (الرجل الثاني، التحليل المالي، صناديق الاستثمار، فاسدون حول الوريث)، بخلاف حصوله علي عدة جوائز منها (جائزة جامعة كانتربيري البريطانية في التحليل المالي، جائزة جمعية الضرائب المصرية، جائزة جمعية المحاسبين القانونيين المصرية).
