اسليدرمنوعات ومجتمع

وفاة الدكتور إبراهيم بدران “الجراح الإنسان” عن81 عاماً

احجز مساحتك الاعلانية

كتبت : نورجيهان صلاح
أمس «الجمعة» 18 ديسمبر، أبت 2015 أن ترحل دون أن تترك جرح في قلوب المصريين برحيل «هادئ» لوزير الصحة الأسبق ورئيس المجمع العلمي «الجراح الإنسان» الدكتور إبراهيم بدران.
81 عامًا.. و12 منصبًا بين أحضان القاهرة، ولد الدكتور الراحل إبراهيم بدران في 27 أكتوبر 1934، وحصل على بكالوريوس الطب والجراحة، ثم دبلوم، فدكتوراه في الجراحة العامة 1951.
«أنا عايش في الماضي».. قصة لا يؤمن بتفاصيلها إلا الطبيب «الراحل» الدكتور إبراهيم بدران، فبدا لسنوات طويلة في «شياكة البشوات»، محترمًا ومقدرًا للمؤسسة العسكرية التي خاض معها حرب 1948، بسيطًا في تعامله مع المرضى، عاشقًا لكل ذرة تراب توجد على أرض مصر.
بدأ «الطبيب الراحل» مشواره العملي أستاذًا للجراحة بجامعة القاهرة، ثم وكيل كلية الطب جامعة القاهرة 1966، نائب رئيس الجامعة 1974، إضافة إلى رئيس جامعة القاهرة 1978، رئيس أكاديمية البحث العلمي 1980، وعضو المجالس القومية المتخصصة، ورئيس مجلس بحوث الصحة والدواء بأكاديمية البحث العلمي، رئيس جمعية تنمية المجتمعات الجديدة بوزارة التعمير والإسكان، عضو الهيئة الاستشارية بهيئة الصحة العالمية بجنيف، عضو المكتب الاستشاري بمكتب هيئة الصحة العالمية لشرق البحر الأبيض المتوسط، عضو الجمعية الطبية العالمية في بروكسل، عضو المركز الفرنسي للعلوم والطب بباريس.
أوسمة فرنسية ومصرية
حصل على وسام العلوم والتعليم من الجمهورية الفرنسية 1080، وسام الجمهورية من الطبقة الأولى ووسام جوقة الشرف من درجة فارس في فرنسا 1983، الدكتوراه الفخرية من جامعة المنوفية في فلسفة العلوم 1984، ومن الجامعة الأمريكية بالقاهرة 1988، وسام العلوم والفنون وجائزة الدولة التقديرية في العلوم 1985.
عايش مع الشعب المصري
قبل عامين، ظهر الطبيب الراحل على شاشة «mbc مصر» متحدثًا للإعلامية منى الشاذلي عن رحلة كفاحه، كان أبرزها المستشفى الذي أقامها للفقراء وحصوله على «10 جنيهات» فقط من المريض، وعند حديث بعض تلامذته عن سر ذلك، أجاب: «أنا عايش مع الشعب المصري.. لو أغتنى هاغتني معاه.. من 1961 لم يغتني المصريون!»
عامان وزيرًا للصحة
منذ إنشائها في أبريل 1936، مر على وزارة الصحة 35 وزيرًا، كان طبيب الجراحة العامة بجامعة القاهرة الراحل الدكتور إبراهيم بدران رقم «18»، وتولى منصبه في 9 نوفمبر 1976 وتركه في 3 أكتوبر 1978.
المجمع العلمي.. «بكيت حتى الصباح»
مع الظروف التي مرت بها مصر، بعد ثورة «25 يناير»، وقعت أحداث المجمع العلمي في ديسمبر عام 2011، وبعد مرور فترة أجرت «الأخبار» حوارًا معه، حينها علق على شعوره عندما احترق المجمع، قائلا: بكيت حتى الصباح».
«رأيت المجمع وهو يحترق في الثالثة صباحًا.. والله بكيت حتى الصباح على هذا المرفق الذي رأيته أمام شاشة التليفزيون وهو يحترق لم يكن بيدي شيء وأنا رجل عجوز أنهيت رسالتي وإنما مازلت أعافر لأقابل ربنا وأنا خادم لمصر.. أنا بكيت علي هذا المرفق وعلي ضياع قيمة كبيرة لمصر ربنا يجازي الذي قام بهذا الفعل الآثم.. هذا المجمع كان يحتوي علي مراجع لا تقل عن 291 ألف مجلد ومرجع علمي في مختلف الفنون والتخصصات».. هذه كانت كلماته تعليقًا على الحدث.
أعطيني.. أطبخ
اعتبر كثيرون الدكتور إبراهيم بدران أنجح وزير للصحة في مصر، لكن كانت له آراؤه الصادمة فيما يخص منظومة العلاج بمصر، وعند سؤاله عن ضعف الإمكانيات، رد قائلا: «أعطيني.. أطبخ، فميزانيات الصحة والتعليم مهدرة في مصر وهناك أولويات غيرها مثل الأمن الداخلي والأمن الخارجي والتموين.. وكمان أنا غير موافق على العلاج على نفقة الدولة».
ما تخافوش على مصر
لم يترك «بدران» أمرًا يرتبط بمصير مصر إلا وسجل اسمه في قائمة الداعمين له، وكان ذهابه للمشاركة بالانتخابات البرلمانية والإعادة في لجنة مدرسة الإبراهيمية الثانوية بنين بجاردن سيتي في القاهرة، خير دليل على ذلك رغم ظروفه الصحية.
حينها تحدث عن أهمية مشاركة جميع الناخبين في الانتخابات البرلمانية، قائلًا: «اللي بيحب التراب بتاعها لازم ينزل ولو كان عجوز زى حالاتي.. دايمًا المشاركة في الانتخابات مهمة، وإن شاء الله هيجي الناس اللي تقدر تخدم البلد وتقدم لها الكثير.. ما تخافوش على مصر والله محفوظة بقول الله تعالى (ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين).

Related Articles

Back to top button