كتب : محمد عبد الله سيد الجعفرى
يوم اندلاع ثورة 25 يناير وانضمام إليها جموع الشعب المصرى ، وكانت مطالبهم البسيطة من العيش… والحرية ….والعدالة الاجتماعية … وهى أحلام بسيطة كانت تراوج افكار الشعب الفقير المغلوب على امرة، وكانوا يعتقدون أنها سوف تتحقق بعد ثورة 25 من يناير بعد الاطاحة بنظام حسنى مبارك، وحين تمكنت الثورة من الإطاحة بالنظام الفاسد… المستبد …الظالم ، الذي لم يكن يتصور أكثر المتفائلين إمكانية زحزحته من فوق عرش مصر، بل كان الغالبية العظمى من المصريين قد بدأ يتسرب إلى نفوسهم أننا قد عدنا إلى العصر الملكى عندما تحولت أسرة مبارك في أيامه الأخيرة إلى أسرة حاكمة، الأب العجوز يجلس على العرش شكليا لكنه في الواقع لم يكن يمارس سلطاته بل فوض بعضها لزوجته التي كانت تأمر فتطاع.
وأطلق يد ولده الأكبر في شئون الاقتصاد، فأصبح شريكا في الاستيلاء على المال العام مع مجموعة من رجال الأعمال المقربين من الأسرة ، أما والسيد علاء وجمال الابن الأصغر فقد استولى على المشهد السياسي برمته، فكان هو الذي يدير البلاد عبر لجنة السياسات المزعومة، وكان يشكل الحكومة ويتدخل في تزوير الانتخابات لصالح الحزب الحاكم، ولم يخف رغبته ورغبة والدته في توريث عرش مصر، وعندما نجحت الثورة في الإطاحة بهم أعتقد الكثير من فقراء مصر أن أحلامهم قد أصبحت قيد التحقيق.
لكن هذه الأحلام البسيطة المتمثلة في العيش والحرية والعدالة الاجتماعية قد تبددت سريعا، بعد تولى المجلس العسكري لشئون البلاد، والذي سار على نفس منهج مبارك، فالسياسات الاقتصادية والاجتماعية ظلت كما هي رغم اختفاء الوجوه القديمة من المشهد السياسي مؤقتا، وفى غفلة من الزمن تمكنت جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية من الاستيلاء على السلطة، وقاموا باستغلال الخطاب الدينى ليوهموا جموع المصريين أنهم جاءوا ليحكموا بشرع الله، وأنهم سوف يحققون للفقراء أحلامهم البسيطة في العيش والحرية والعدالة الاجتماعية، لكنهم كانوا يصرون على تطبيق نفس السياسات الاقتصادية والاجتماعية التي كان يطبقها مبارك، فقط حاولوا أن تحل عصابتهم محل عصابة مبارك،
وهنا كان خروج المصريين في موجة جديدة للثورة عرفت بثورة 30 يونيو، تمكنوا خلالها من الإطاحة بالجماعة الإرهابية من سدة الحكم، وعادت الأحلام تراود الفقراء من جديد أحلام العيش والحرية والعدالة الاجتماعية.
وصعد الرئيس السيسي لسدة الحكم بإرادة جماهيرية غير مسبوقة ولما لا، فالرجل هو قائد الجيش الذي وضع رقبته فوق كفيه واستجاب لرغبة الجماهير الشعبية في الإطاحة بمحمد مرسي وجماعته الإرهابية من سدة الحكم، والرجل هو الذي أكد للفقراء أنه معهم وأنه سوف يحقق لهم كل أحلامهم، وهو ما جعل الفقراء يثقون به وتزداد طموحاتهم ويعتقدون أن أحلامهم لم تذهب أدراج الرياح، بل أصبحت على وشك التحقيق، وبالطبع حاول الرجل أن يكون على قدر المسئولية التي حملها له الفقراء،
لكنه لم يكن لديه رؤية أو برنامج أو مشروع محدد لتحقيق أحلام الفقراء الذين أعلن انحيازه لهم، لذلك لم يسع الرجل إلى وضع سياسات اقتصادية واجتماعية جديدة تمكنه من تحقيق أحلام الفقراء في العيش والحرية والعدالة الاجتماعية، بل قام باستنساخ نفس سياسات مبارك التي كرست الفقر داخل المجتمع المصرى.
وبالنظر إلى المشروعات التي قام الرجل بتنفيذها منذ توليه المسئولية ورغم أهميتها إلا أن أغلبها من نوعية المشروعات التي لا تعود بفائدة مباشرة على الفقراء والكادحين، والشعب يعتقد أن عبد الفتاح السيسى قادر على التغير فى وقت قياسى وأنه سوف يقوم وفى طرف عين بتحقيق أحلام الشعب ومحاربة الفساد والظلم لكن مع الوقت بدأت أحلامهم تتبدد وبدأ البعض يفقد الأمل، وبالطبع حجة الرجل جاهزة وهى أنه لا يستطيع ان يعمل منفردا ، وأنه يقوم بمواجهة شرسة مع الإرهاب، وأنه ليس في الإمكان أفضل مما كان،
لكننا نقول له إنك بالفعل قادر على تحقيق أحلام الفقراء فقط عليك أن تدخل في معركة مكافحة الفساد والمتمثل في الإطاحة برجال مبارك الذين مازالوا يحكمون بواسطة صبيانهم من الصفوف الخلفية للحزب الوطنى ولجنة السياسات، وبعدها تتخلى عن السياسات الاقتصادية والاجتماعية التي كان يتبعها مبارك، من هنا يمكنك أن تعيد إحياء أحلام الفقراء في العيش والحرية والعدالة الاجتماعية وللاسف اصبح الشعب يعانى اكثر من الاول بكثير من فساد… وظلم ….وقهر… وفقر …مرض …
واصبح كل شيء اضح الان والكل يشاهد الان من فساد عميق فى المؤساسات الوطنية وللاسف ما يحدث من تحقيق وتحقيق وفى الاخر انتحار ومشهد ليس لة مبرر ولا دليل
اين رجال السيسى فى تحقيق احلام الشعب ومحاربة الفساد وتحقيق العدالة الاجتماعية وتحسين احوال الناس الى الافضل بدون ظلم وفساد