بقلم د / رأفت حجازي المصري
كاتب وباحث
من أين أبدا يا وطني الكبير الجريح المكلوم المذبوح بيد أبنائه وهم لا يعلمون أو يعلمون
حديث عجيب مرير وواقع غريب ومحير علامات التعجب والغضب وقد تنتهي ولم أنتهي .
عجبت لأمتي وقد تقطعت أوصالها دول سقطت ودول تقسمت وأخري استعمرت ونهبت وشعوبا تفرقت وملايين تشردت وقتلت وتهجرت لماذا؟!
وتحيرت عندما رأيت المسلمين والعرب يُحرقون ويٌقتلون ويفعل بهم الأفاعيل فلا تسمع كلمة واحدة من كبير ولا صغير وقد خاطبهم الله تعالي قائلاً: ﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ).. سورة التوبة: 71
خاطبهم رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يكذبه ولا يحقره) رواه مسلم
والمسلمون صامتون… ما السبب في ذلك؟
وتعجبت من قوم يُساء فيه إلى نبيهم صلي الله عليه وآله وسلم ،والمسلمون مشغولون بعمل استفتاء على الفيس عنوانه (هل أنت شيعي أم سُني؟!) وآخرون مشغولون بقضايا ساقطة فلان تخنث وفلانة ترجلت أو يقعون في شبكات نصبها لهم الصهاينة لأثارة قضايا خلافية تافهة ليزداد الخلاف والعداء بين أبناء الأمة الواحدة فيتقاتلون ويتناحرون لا تتعجب إنه فكر أحفاد مسيلمة الكذاب.
وصدمت من أصحاب اللحى والعمائم الذين شغلهم كيف يتربعون بكروشهم على المناصب والعروش، ويكنزون الذهب ونسوا قول الله تعالى ( مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ٢٨ هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ.) سورة الحاقة 29
وتناسوا قول نبينا صلي الله عليه وآله وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تسأل الإمارة؛ فإنك إن أُعطيتها عن غير مسألة أُعنت عليها، وإن أُعطيتها عن مسألة وُكلت إليها). ذكره الإمام النووي رحمه الله في رياض الصالحين
وفي زمن الخير كان الحكام يذهبون للعلماء والصالحين ويطلبون منهم تولي المناصب وكان معظمهم يرفضون.. لأنهم يعلمون أنها يوم القيامة قد تكون عليهم خزي وندامة.
وتعجبت من قوم يداهنون الغرب والصهاينة ،ويقدسونهم ويعلمون أنهم دمروا العراق ونهبوا خيراته ، وأن تفجير الخلاف المذهبي هناك بمخطط صهيوني ، وحتي حبل المشنقة والتي أعُدم بها صدام كان به 39 عقدة كعدد الصواريخ التي اطلقها علي إسرائيل و كانت النهاية ليس هناك دولة العراق. لا تتعجب أنه فكر أحفاد مسيلمة الكذاب
,وأما السودان الرحبة فقد قسموها إلي دولتين بل دويلات صغيرة باعه البشير المخلوع بثمن بخس ليبقي على العرش و كانت نهايته خلعوه وحاكموه دولياً، وعينوا بعده حفنة من الجهلاء المرتزقة ها هم يتناحرون في شوارع الخرطوم والضحية الشعب الفقير المطحون الجائع العاري الذي افترش الأرض والتحف السماء لا تتعجب أنه فكر أحفاد مسيلمة الكذاب.
وها هو اليمن السعيد قسموها إلي مناطق سنية وأخري شيعية وثالثة للإخوان المتأسلمين وأعوانهم وصهاينة الخليج وأجنداتهم.
وفي ليبيا الخضراء زرعوا العصبية القبلية والجهوية ويحاولون استدراج البلاد إلي حروب داخلية يقودها عملاء هنا وهناك أناس تربوا في أحضان الغرب الصهيوني والماسونية الامريكية وعادوا لينهبوا ثروات البلاد وجعلوا المواطن يوم الفرح الأكبر عنده عندما يصرف راتبه الشهري بعد معاناة يوم مؤلم شاق وزحام مرير مهين مقيت.