بقلم : ياسر عامر
لا اعترف بيوم عيد الأم الذي يطلق عليه بالإنجليزيه”Mothers Day ” اي يوم الام، بل اعتبره اهانه وليس تكريم! ايعقل ان يكون نصيب الأم في العام هو يوم واحد فقط؟ هل من المنطق ان ننسي امهاتنا طوال العام ثم ياتي يوم الواحد والعشرون من مارس لنتذكرها ويكون غير مجدي الا على محلات الهدايا فقط؟ فهم من يستفيدون بيوم كهذا باعتباره ” موسم” وقد فوجئت ببعض اعلانات عن سيارات حديثه بمناسبة عيد الأم يال العجب لم أجد ابنا ذهب لشراء سيارة لوالدته في عيد امها.. حتى لو سيارة مجهزة قد تكون الام في حاجه ماسه لها، ولكنه يمكنه شراء السيارة لزوجته او حبيبته او راقصه في ” نايت كلوب” أعجب بهزة وسط او رعشة صدر منها أما رعشات امه في شهور البرد لتبرد هي لتدفئه هو ، وتجوع هي وتطعمه هو ، ويلتقم صدرها هو لينهم من لبنها هي كغذاء وماء وحنان لا يمثل له أدني اعجاب، بل يعتبره واجب تفعله كل الأمهات.
فلا يجوز ان يسمي يوم بيوم الام فالعام كله لها، والعيد بوجودها في الحياه، فإذا توفاها الله، فانقطع لابنائها فرحة الأعياد، فلا عيد في عدم وجودها على وجه الأرض، ولفظ الأم كلمة صغيرة، وحروفها قليلة، لكنّها تحتوي أكبر معاني الحبّ والعطاء والحنان والتّضحية، أنهار لا تنضب ولا تجفّ ولا تتعب، متدفّقة دائماً بالكثير من العطف الذي لا ينتهي، هي الصّدر الحنون الذي تُلقي عليه رأسك وتشكو إليه همومك ومتاعبك.
الأم هي التي تعطي ولا تنتظر أن تأخذ مقابل العطاء، وهي التي مهما حاولتَ أن تفعل وتقدّم لها فلن تستطيع أن تردّ جميلها عليك ولو بقدر ذرة صغيرة، فهي سبب وجودك في هذه الحياة، وسبب نجاحك، تُعطيك من دمها وصحّتها لتكبر وتنشأ صحيحاً سليماً، هي عونك في الدّنيا، وهي التي تُدخلك الجنّة، قال رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ” رغمه أنفه، رغم أنفه، قيل : من يارسول الله؟! قال: رغم أنف من أدرك أبويه عند الكبرأحدهما لأو كلاهما فلم يدخل الجنه”.
قال الله تعالي:(وقضي ربك ألا تبعدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر إحداهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهمها وقل لهما قولا كريما (23) واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا (24) ) ( الإسراء)
وكذلك قوله تعالي) ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير) ( لقمان 14).
نري الله سبحانه وتعالي يوصي الإنسان وليس المؤمن أو المسلم فقط الذي يقرأ القرآن ولكن الانسان على اجماله بوالديه مهما كان يتبع من ديانات او يعتقد او لا يؤمن باي ديانه أو لا يعتقد فذلك حق انساني بحت، ويقرن الله شكره بشكر الوالدين من عظمته وتقديرا لهما.
أمّي هي النّبع الذي استمدّ منه أسمي مبادئ حياتي. لو كان العالم في كفّة وأمّي في الكفّة الأخرى لاخترت أمّي.
إنّ مستقبل الطّفل رهين بأمّه. وما يتعلّمه الطّفل على ركبتي أمّه لا يُمحى أبداً.
حينما أنحني يا أماه لأقبل يديكِ وأسكب دموع ضعفي فوق صدرك وأستجدي نظرات الرضا من عينيكِ، حينها فقط أشعر باكتمال رجولتي.
الأمّ هي أقدس الأحياء. حب الأمّ هو الباقي رغم كلّ شيء. قلب الأم هو مدرسة الولد. ليس في الدّنيا فرح يعدِل فرح الأمّ عندما يحالف ابنها التّوفيق. ابحث في قلب أيّة امرأة تجد أمّاً. حبُّ الأم لا يشيخ أبداً. الأم هي كل شئ في هذه الحياة هي التّعزية في الحزن، الرّجاء فى اليأس والقوة في الضّعف. قلب الأم كعود المسك كلما احترق فاح شذاه. إذا صغر العالم كله فالأم تبقى كبيرة. تضطرّ الأم لمعاقبة ولدها، ولكن سرعان ما تأخذه بين أحضانها. إن أرقّ الألحان وأعذب الأنغام لا يعزفها إلا قلب الأم. على ركبتي الأم ينشأ أبناء الوطن. البيوت دون الأمّهات الصّالحات قبورٌ. بكِ يا أمي أستطيع أن أعرف الله وأرى الجنّة. لو جرّدنا المرأة من كلّ فضيلة لكفاها فخراً أنّها تمثّل شرف الأمومة. حبّ الأمّ يهب كل شيء، ولا يطمع في أيّ شيء. والأمّ التي تفشل في تربية أبنائها لن تجد أهميّةً في أيّ نجاح آخر لها.
تساءل أحدهم في محضر نابليون: ما الّذي ينقص الشّباب الفرنسيين ليكونوا مؤدّبين؟ أجابت إحدى السيدّات: ينقصهم أمّهات فعلّق نابليون قائلاً: هذه كلمة حق.
ومن أجمل شعر قيل في الأم قال الإمام الشّافعي: وَاخْـضَـعْ لأُمِّــكَ وأرضها فَعُقُـوقُـهَـا إِحْـدَى الكِبَــرْ.
و قال أبو العلاء المعرّي: العَيْـشُ مَاضٍ فَأَكْـرِمْ وَالِدَيْـكَ بِـهِ والأُمُّ أَوْلَـى بِـإِكْـرَامٍ وَإِحْـسَـانِ وَحَسْبُهَا الحَمْـلُ وَالإِرْضَـاعُ تُدْمِنُـهُ أَمْـرَانِ بِالفَضْـلِ نَـالاَ كُلَّ إِنْسَـانِ.
قال حافظ ابراهيم : الأُمُّ مَـدْرَسَــةٌ إِذَا أَعْـدَدْتَـهَـا أَعْـدَدْتَ شَعْبـاً طَيِّـبَ الأَعْـرَاقِ الأُمُّ رَوْضٌ إِنْ تَـعَهَّـدَهُ الحَـيَــا بِـالـرِّيِّ أَوْرَقَ أَيَّـمَـا إِيْــرَاقِ الأُمُّ أُسْـتَـاذُ الأَسَـاتِـذَةِ الأُلَـى شَغَلَـتْ مَـآثِرُهُمْ مَـدَى الآفَـاقِ.
لا أنسى بالذّكر قصيدة (إلى أمي) للشّاعر محمود درويش: أحنُ إلى خبز أمي وقهوةِ أمي ولمسةِ أمي وتكبر فيَّ الطفولةُ يوماً على صدر يومِ وأعشق عمري لأني إذا متُّ أخجل من دمع أمي خذيني، إذا عدتُ يوماً وشاحاً لهدبكْ وغطّي عظامي بعشبٍ تعمَّد من طهر كعبكْ وشدِّي وثاقي بخصلة شَعرٍ بخيطٍ يلوِّح في ذيل ثوبك عساني أصيرُ إلهًا إلهًا أصير إذا ما لمستُ قرارة قلبك ضعيني إذا مارجعتُ وقوداً بتنّور ناركْ وحبل غسيل على سطح داركْ لأنّي فقدت الوقوف بدون صلاةِ نهاركْ هرمتُ فردّي نجوم الطفولة حتى أشاركْ صغار العصافير درب الرّجوع لعُشِّ انتظارك!
ومع كل ذلك فلن استطيع ان أتحدث عن الأم فكل ما أجمعه من كلامات بنائها حروف ابجدية معروفة، أما أبجديات الأم فهي غير مرتبطة بحروف فبماذا استطيع ان ابني بناء لبناته غير موجوده. وااااأماه … وجودك في الدنيا هو العيد.