باسم مصطفي
مانعرفش الحقيقة.. محدش عنده اجابة مؤكده، كلها نظريات وواحده منهم هي تناسخ الأرواح.. إنك تموت وروحك أو وعيك بيجي مرة تانية للحياة او الوجود في جسد حد تاني ولكن بدون ذكريات. بعض الناس بيتولدوا بذكريات لحياتهم السابقة دي.. بعضهم مدعين وبعضهم عنده أدلة، بس ماظنش هتصدقهم زي ما هتصدق بطلة قصة النهاردة..
((القصة حقيقية بالكامل وممكن تاخد اسمها وتسرش تتأكد بنفسك)) الحكاية كلها بدأت في لندن في وبالظبط في يناير سنة 1904 لما عائلة أيرلندية حصلت على مولوده جميلة وقرروا يسموها Dorothy Louise Eady..
دورثي كانت طفلة أنجليزية عادية لغاية لما وصلت سن 3 سنوات وللأسف وهي بتتمشى مع أهلها في المنزل، وقعت من على السلالم على رأسها وقلبها توقف وأعلنوها ميتة خلاص.
ما تعرفش إيه اللي حصل بالظبط، بس بيقولك معجزة حصلت ودورثي بعد توقف قلبها، رجع يعمل تاني ورجعت للحياة، وفي غصون ساعة كان أهلها داخلين عليها الغرفة اللي فيها جثتها، فوجدوها في حالة جلوس في السرير ولا اكن اي حاجه حصلتلها نهائي.. عدت سنة على الحادثة وأهلها قرروا ياخدوها تتفسح في احد المتاحف المصرية في انجلترا في سنة 1908.. طفلة في العمر دا داخل متحف، أكيد انت عارف احساس الملل وعايزة تروح، لكن دورثي كانت غير طبيعية بالنسبة لبنت عندها 4 سنين في مكان صامت زي متحف..
دورثي كانت مفتونة بالتماثيل والمعروضات المصرية وعنيها كلها لمعان وكأنك شايف الجنة، وبدأت تروح قدام كل تمثال تقف شويه تتأمل في جماله وتكمل طريقها لتمثال تاني وهكذا لغاية ما راحت وقفت قدام تمثال مصري كبير كده وبدأت تقبل في قدمه بشكل غريب..
طبعًا لك أن تتخيل رد فعل أهلها لما شافوها بتعمل كده، بس قالوا دي طفلة عادي، وخدوها وكملوا رحلتهم جوا المتحف لغاية ما وقفت قدام مومياء في تابوت جوه صندوق زجاجي كبير للعرض، فسابت ايد امها وطلعت تجري على الصندوق تحضنه..
ام دورثي بتشدها، لكن البنت بتزعق وبترد عليها تقولها “أتركيني.. أتركيني، هؤلاء هم أهلي” بعد زيارتهم دي للمتحف، بدأت دورثي يراودها مجموعة من الأحلام الغريبة لطفلة في السن دا..
دورثي بدأت تحلم إنها واقفه وسط أعمده من الصخر وبتوصف لأهلها إنها بتحلم إنها بتتمشى بين حدائق مليانة نباتات وخضراوات وفاكه جميلة جدا وملونة وسط أعمدة غريبة مش قادرة توصفها..
وأوقات كانت بتصحى من النوم حزينة وخايفة وهي بتصرخ لأهلها، “رجعوني البيت.. انا عايز ارجع وطني تاني” وبالرغم من كل محاولاتهم عشان يهدوها، مكنتش بتقتنع بردو إنها في البيت.
عدت الأيام والشهور عادي وبالصدفة شافت في احد الجرايد او المجلات من أبوها مجموعة صور مصرية ومعابد وغيره فنادت على ابوها وقالتله انا عارفه الكلام المكتوب دا.. انا عارفه اللغة دي بس نسياها وبالصدفة وهما بيقلبوا في الصور، وجدت صورة “معبد سيتي الأول” في أبيدوس، وهنا زي الغريق لما يلاقي ايد بتتشدله..
صرخت دورثي من الفرحة وقالت لأهلها هو دا منزلي، أنا كنت عايشة هنا. لك أن تتخيل إن لما أبوها كام مجموعة صور تانية للمعبد، وجد شكله بنفس الوصف اللي كانت دورثي بتحلم إنها بتتمشى فيه..
دورثي لا عمرها شافت المعبد ولا راحت مصر ولا سمعت عنه، إزاي عرفت التفاصيل دي اصلا! واستحاله تكون استنتجتها دلوقت لإن الحلم قبل ماتشوف الصور بشهور..
أهلها هنا بقى بدأوا يتوقعوا إنه في حاجة غير طبيعية فعلًا، وهنا عقلهم أهداهم إنه في صلة ما روحانية بين دورثي بنتهم وبين أحد أرواح الفراعنة المصريين اللي كانت عايشة في المعبد.
دول حتى من كتر خوفهم من شدة تفاصيل حكي بنتهم وتصرفاتها، بدأوا يرتادوا جماعات مؤمنة بالتواصل الروحاني والاستنساخ وخلافه، لكن دورثي كانت بدأت تنضج وداخله عالعشرينات ومثقفة ورفضت تؤمن بموضوع الاتصال الروحاني دا، وبدل من كده بدأت تتجه لدراسة علم المصريات، بشكل رسمي ومع نفسها بردو بشكل شخصي وقضت فيه لغية منتصف عشريناتها.
في سنة 1933، دورثي تزوجت من واحد مصري اسمه عبدالمجيد (صورتها معاه في الكومنتات) واتقلت معاه للعيش في القاهرة بعد الحاح منها عليه، ولما وصلوا هنا خلفوا طفلهم الأول اللي اصرت على انها تسميه “سيتي” على اسم الفرعون المصري في الاسرة ال19، وبقى لقبها في المكان اللي هما عايشين فيه “أم سيتي” بعد فترة من انتقالهم للقاهرة، بدأ علاقة دورثي وعبدالمجيد تبوظ، مش بتقصير منها أو منه، لكن بسبب اللي كان عبد المجيد بيشوفه..
عبد المجيد زوجها كان بيصحى أحيانًا من النوم بالليل يلاقي دورثي زوجته بتصحى من النوم وعنيها مقفولة وبعدين تقعد في اي مكان وتبدأ تكتب بالقلم كلمات هيروغليفية.
دورثي كانت بتكتب أكتر من 70 صفحة وهي في الحالة دي. مش بتمشي وهي نايمة، لا دي في حالة مختلفة وبتكتب حاجات اصعب من انها اصلا تدركها، ولما في احد المرات جوزها قالها ايه دا، قالتله دا الدليل الروحاني بتاعنا زمان “حور رع” بيجي أثناء الليل عشان يساعدني في استرجاع ذكرياتي القديمة.
انفصل عبد المجيد ودورثي للأسف لما حصلت الفاجعة الكبرى.. أبو عبد المجيد كان بايت عندهم في القاهرة، وفي اثناء تجوله في المنزل بالليل، ود بالصدفه شخص مرتدي ملابس قدماء المصريين او الفراعنة الذهبية وقاعد على طرف السرير بتاع دورثي بيبصلها..
اابوه من الخضة والخوف طلع يجري في الشارع وهو بيصرخ، وبعدها عبد المجيد انفصل عنها وسافر العراق وهي فضلت عايشة في القاهرة تكمل دراستها. لما بدأت الصحافة تعرف قصتها وتقرب منها، بدأت دورثي او ام سيتي زي ماكانوا بيقولوها، تحكيلهم القصة بقى..
دورثي يا سيدي كانت في حياة سابقة اسمها Bentreshyt (بنترشيت) واتولدت في مصر القديمة واتربت على انها تبقى كاهنة في معبد كوم السلطان، ولكنها كانت جميلة جدا لدرجة انه في سن ال14، الملك سيتي وقع في غرامها وحملت في الخفاء..
للأسف كانت راهبة وعليهم نذر العذرية ولو انتشر امر اللي عمله الملك، هيسئ لسمعته ومكانته، فقررت انها تنتحر عشان تمنع عنه الامر المشين دا، وبمجرد ما عرف سيتي بدا، حزن جدا لفراقها واخد على نفسه عهد
واتولدت في مصر القديمة واتربت على انها تبقى كاهنة في معبد كوم السلطان، ولكنها كانت جميلة جدا لدرجة انه في سن ال14، الملك سيتي وقع في غرامها وحملت في الخفاء..
للأسف كانت راهبة وعليهم نذر العذرية ولو انتشر امر اللي عمله الملك، هيسئ لسمعته ومكانته، فقررت انها تنتحر عشان تمنع عنه الامر المشين دا، وبمجرد ما عرف سيتي بدا، حزن جدا لفراقها واخد على نفسه عهد للكهنة انه هيجتمع بيها تاني في الحياة الاخرى.
وبالفعل كانت مسجلة في مذكراتها إنه بيزورها ليلًا ويقعد معاها وأحيانًا بيمارسوا الغرام ووعدها انهم هيجتمعوا اكتر قريبًا. —-
لحد هنا وانت ممكن تقول دي واحده مجنونة واللي حصلها تهيؤات ووصفها دا صدف واللي جوزها وابوه شافه دا تخريف منهم وكتابتها الهيروغليفية خربشة ولا من الذاكرة، بس اللي جاي دا هيخليك تغير رأيك. —-
بدأ ناس كتير مختصين وغير مختصيتن في القاهرة يصدقوا فعلا كلام دورثي او ام سيتي ومقتنعين بدا، وبالإضافة لإنها كانت ماهرة جدا جدا جدا في علم المصريات وبتتكلم فيه وكأنها حقيقي كانت معصراهم، في 1956 خلوها اول انثى على الاطلاق تشتغل في مكتب الأثار الخاص بأبيدوس كباحثة.
بمجرد ما عملت هناك، بدأت بقى تستفيد فعليًا من حياتها السابقة زي ما بتقول..
دورثي ورتلهم في مذكراتها وكتابتها من احلامها أماكن قديمة كانت متعودة تروح فيها أيام الفرعون وبالفعل وصدق أو لا تصدق إنه كل كلمة قالت عليها ووصفتها، بعد التنقيب عنها “تحت الأرض” طلعت موجودة فعلًا..
انت متخيل يعني ايه! دي كانت عارفه مكان آثار ومعابد واماكن اثرية محدش يعرف عنها اي حجة في اماكن عمرها ما راحتها!
أم سيتي ساعدت هيئة الاثار في الوقت دا اللي كانوا انجليز ومصريين في عمل اكتشافات عظيمة جدا من ضمنها الجنائن والحدائق بتاع المعابد واللي بعد التنقيب والبحث لقوها “اللي كانت بتحلم بيها وهي عندها 4 سنين لسه وطلعت بنفس وصفها بالظبط بالظبط” ياريتها جات على كده،
دي كمان قدرت ترشدهم بالتفصيل الممل لمكان نفق خاص موجود تحت الحدائق كان معمول مخصوص للملك وكانوا بيجتمعوا في احيانًا ووجدوه فعلا بعد التنقيب…
دي كمان وصفتلهم إنه كان في مكتبة خاصة تحت معبد سيتي مليانة بكتب من كل الحضارت والعلوم المكتوبة وقتها كانت متاحة للكهنة والفرعون.. وكمان حكتلهم تفاصيل عن ابو الهول ساعدت في كشف حاجات كتير احنا نعرفها دلوقت بسببها.
كُل دا كان من ذاكرتها وطلع بنفس ما قالت بالظبط.. الحكومة ساعتها وهيئة الاثار سمحتلها تعيش في قرية صغيرة جمب معبد سيتي وكان سياح العالم كلهم بيجوا يتصوروا معاها ويسمعوا حكايتها من ايامها في مصر وهما مقتنعين تمامًا انها صحيحة، دي كمان فضلت تكمل دراستها في علم المصريات مع الطلبة والباحثين وبتساعدهم لغاية ما توفت في سنة 1981.
بالرغم من كل الحاجات اللي قالتها والغرائب اللي مايصدقهاش عقل بشري دي، مفيش اي حد حاول يحقق معاها او يعرضها على طبيب او يتفحصوا عقلها بأي شكل..
كل اللي نعرفه انه كل اللي قالته كان حقيقه لأدق التفاصيل وانها كانت بتعامل الأثار والمعبد وكأنه بيتها فعليًا وبتحترمهم وعايشة وسط القطط :”
أتمنى فعلا انه الواحد كان يكون عايش جمبها قبل ماتموت.. لعله صحيح بالكامل، ولعله لا.. انت شايف إيه؟! تفتكر دا موجود!.. هو الاكيد انه قصتها حقيقيه، بس ازاي! ازاي!