ومع دُخُولٌ القرن الواحد والعِشْرُون لن تشعر بالفارق عن القرون الوسطي والعصور البدائية وخاصة في قضايا المرأة ونظرة المجتمع لها ، بل علي العكس سوف تجد أن الظلم و التعسف يحيط المرأة بسياج عالي يصعبُ اِختراقهُ و يحيط هذا السياج كل ما يخصها من قضايا و مشاكل ويمتد إلي الأحاسيس والمشاعر .
فالرجل الشرقي يحاول تهميش دور زوجته بِكُلِّ مَا آوتى من الوسائل والطرق ، إلى أن تصل حد الطاعة الجبرية لا الطاعة المُرضية .
فالزوجة مطلوب منها أن تحاول إرضاؤه بكل الطرق لأنه كما الأصول و العادات جرت علي إنها هي من عليها التحمل ، تتحمل آلمه و أوجاعه ومصاعب الحياة ومشاكل الأولاد ومجاملات الأهل والجيران .
فآصبح عرفا مجتمعيا أن تفنى من أجله كأن حياتها أصبحت كلها له ولدنيته ولأحلامه و طموحاته ، وكأن إلزاما عليها أن تنسي من هي وماهية أحلامها و طموحها .
و إمتد العرف وترعرع فوجب عليها أن تؤد كل مشاعرها الشخصية و تدفن شخصيتها في كيانه الأعظم ، فإن هو فرح وتبسم آبتسمت الدنيا لها وإن مسه الحزن والألم تكالبت الدنيا عليها تريد إرضاءه وراحته بكل وسيلة تدرك أو تنال .
ولكن !!!
إن هي شكت من ألم جسدي كان من وجهة نظره شكوى دلع ودلال من أجل أن تلفت الإنتباه لها ولذا يجب إهمالها زياده و وضع شكواها في سلة المهملات حتى تفيق من مرض الدلال وبحكمة الرجل الشرقي أن الدواء يستخلص من الداء ، فداويها باللتى كانت هي الداء .
وإن خالفت أراؤه أو إسلوبه فهذا يعنى انها تتصف بسوء السلوك ولذا وجب معها الشده والحسم ولوى البوز .
وبالتالي ليس لها حق أن تشكو من تعب وليس لها حق الزعل وليس لها حق الإعتراض وليس لها آي حق عنده !!!
للأسف، كثيرة هي تلك الزيجات البائسة في مجتمعاتنا ، وكيف لزوجة مهزوزة مخنوقة معدومة الرأي أن تربي أجيالاً وتشارك في بناء أسرة ومجتمع .
أين عدالتك اليوم سيدي الزوج المتحضر ، فما الزواج إلا رحمة وحباً ونتاج علاقة سليمة وسوية بين رجل وامرأة ..
و أين أنت من تشبيه رسولنا المصطفي عليه آلووف السلام والتحية البليغ حين قال رفقا بالقوارير .
فالأنثى لا تقوى علي العنف سواء كان جسدي أو نفسي ، فهي إذا حزنت انكسر قلبها فتترجم الألم إما بصوت أو بمنتهى الصمت والحزن .
هل تظن أن الإسلام هو صلاتك وصومك وحجك وزكاتك .. لا سيدي أن الدين أساسه المعاملة فما بالك بمعاملة شريكة حياتك التي سخرت أيامها وسنين عمرها و حبها وحنانها وشغفها لك ، لاخوفا منك بل محبة لك .
ما يضرك لو منحتها إبتسامة عريضة من القلب وكلمة طيبة وكأنها زميلة لك في العمل .
إن إبتسامة هادئة منك وكلمة طيبة تخفف عنها وطأة ماعانته خلال النهار ، فهي أرق الكائنات على وجه الأرض تقتلها كلمة وتحييها الكلمة .
فلتعلم يا رجل الشرق .. أن لكل صبر نفاذ ، ولكل حمل طاقه .. و أن زوجتك أيضا أنثي شرقيه كما البركان الخامد قد يصمت دهرا ولكن إن تأجج بالحمم و وصلت لحد الإنفجار سيلتهم غضبها الأخضر واليابس .
فلا يغرنك حلمها ، وتذكر إتقي غضب الحليم ،
وستهب يوما منتفضه دفاعا عن كرامتها وكبريائها .. وستضرب عرض الحائط بكل ما آمنت به في الحب وستنسي من أحبت و آفنت عمرها لأجله لأن الظلم والتعسف والتجاهل من سيادتكم قد أنساها مودتها بل تناستها فالتعامل يكون المثل بالمثل والبادئ أظلم .
رسالتي لك سيدي الزوج الشرقي .. رفقاً بزوجتك واعرفوا أيها الرجال معنى القوامة ، و أقترب من شريكة الحياة و أستمتع بكل دقة من قلبها الذي رغبت أن تهديه لك و اعتني بزهرتك قبل أن تذبل ، و يجف نهر الأعذار ، وتتصحر واحة الصبر ، وتنطفئ بينكم شموع المحبة ، فالإنسان لا يعرف قيمة الشخص حتى يفقده .
تقاسموا الحزن فيصغر و أجمعوا أفراحكم فتكبر ، و إتقي الله فيها بالكلمه الطيبة وقت الضيق تارة ، و باللمسة الحانيه وقت الوجع تاره أخري ، فالوردة التي تهديها لها هي كل حياتها وكل بهجتها !!!
فالحياة ليست فقط مال وجاه ومركز إجتماعي وماديات ، فالكوخ الذي تضحك فيه المرأة , خير لها من القصر الذي تبكي فيه .
فسعاده الأنثى لا تقاس بالمال ، بل برجل يعرف كيف يسعدها ولو بالقليل فقلبها وردة لا يفتحها إلا الحب والأمان .
فحياتنا رحلة وليست معركة أو سباق ، فلنجعل أيامنا جميلة نستخلص من رحيقها السعاده بالقناعة والرضا بكل إقدرانا ، وأن نملك القدرة علي التعايش والتعامل معها شاكرين راضين حامدين ،،، مبتسمين ،، ساعين نحو الافضل ،، بالجهد والدعاء والعطاء .
و مع كل مودتي أن تدوم أيامكم أفراحا ولكم مني الدعاء وأسألكم الدعاء .