مقالات واراء

هل معنى الإنتماء الثقة العمياء ؟

احجز مساحتك الاعلانية

كتب / خلف رزق 
الذين بحثوا عن الإنتماء وانتقلوا من حزب إلى حركة ومن حركة إلى طائفة ومن طائفة إلى اتجاه فكرى ، الذين ٱثناء بحثهم عن الإنتماء سمعوا ٱمور جديدة وعرفوا ٱن كل مجموعة ٱو حزب ٱو حركة وطائفة تنسب لنفسها كل نجاح ، وتعلم الباحثين عن الشعور بالإنتماء ٱفكارهم الخاصة إلى الدرجة التى تصبح فيها ٱحلام الشاب ملعب لاصحاب الاغراض .

فكرة الإنتماء ٱصبحت مصيدة للشباب فينتقل الشاب من مكان إلى ٱخر بحثاً عن الشعور بالإنتماء ، كما تنتقل الفتاة من رجل إلى ٱخر بحثاَ عن الحب ، ٱو كما ينتقل العامل من مصنع إلى ٱخر بحثاً عن الراحة و المكسب .

كلما زاد ضغط المجتمع الخارجى بسبب نظام ٱقتصادى قاسى يلح صوت الاحتياج ويصرخ فى داخل الإنسان بحثاً عن مكان ينتمى اليه ٱو مجموعة حتى لو كان سيتنازل عن بعض ٱحلامه ٱو يقبل شروط وقوانين المجموعة التى سينتمى اليها .

فى رحلة البحث عن الإنتماء يتقابل الإنسان مع الكثير من الذين يبحثون مثله فيزيد لدى الشاب شعور بالحاجة للإنتماء للمكان والاشخاص .

يتقابل مع الذين عرفوا كيف يستغلون هذا الاحتياج للمصالحهم الشخصية وفائده حزبهم فوجدوا ٱنفسهم خاضعين لمجموعة من القادة القادرين على ٱقناع الشباب بٱفكارهم الخاصة يحجبون ما يشٱون من المعلومات ويظهرون مايردون ومن الممكن ٱنهم يضلون عقول البسطاء ويغرقون الشباب فى الاحلام والأوهام ، وعندما يكبر الشاب وسط المجموعات والاحزاب ويتنقل بينهم ويبذل الجهد لكى يجد نفسه ويشبع نفسه بالشعور بالولاء والانتماء يكون غالباً غير شاعر بما هو فيه لكن مع الوقت تتساقط الٱقنعة فيظهر كل قائد على حقيقته

فيتصادم الشباب فيهم وينشٱ صراع داخلي ويزيد الشعور بالاغتراب فيقع الباحث عن الإنتماء فى ( فخ ومصيدة مكونة من وهم ٱسمه فكرة الإنتماء ) بعد أن يكون تعود على طريقة التفكير مثل مجموعته وبعد أن يكون صبغ على القادة هاله من النور وتعلق بيهم بصورة مرضية ويجند نفسه فى خدمة الحزب ويتغنى بانجازات القادة ويصبح مع الوقت ٱلة فى ايد قادة المجموعة فى الوقت الذى يظن الشاب ٱنه وجد الإنتماء يكون فى صراع داخلى بين الواقع و الكلام الذي يسمعه تحت مظلة الحزب .

الشعور بالانتماء شعور يحتاجه كل البشر لكن المشكلة فى المستفيدين من هذا الشعور ٱو الذين يعرفون كيف يلعبون على هذا الوتر ( لغرض ما فى نفس يعقوب ) ٱو لمكسب شخصي ولٱن القادة يعرفون ٱنهم يحتاجون للشباب لينجحوا ويقفزوا على ٱكتافهم ويستغلونهم بذكاء لمصلحتهم .

يدفعك المجتمع المضغوط والفقير إلى رحلة البحث عن نفسك وإشباع شعورك بالانتماء فتسعى وتلهث لكى تجد من يحتويك فتقع فى يد مجموعة من المخادعين والنصابين وبائعين الهواء الفارغ فتصدقهم لإنك جائع نفسياً وفارغ وتتعلق بهم بسبب الخواء مع الوقت تصُدم فيهم وتسقط الٱقنعة فتتركهم وتذهب لغيرهم إلى ٱن يتم استنزاف قوتك النفسية ومجهودك وتقل رغبتك فى فكرة البحث عن الإنتماء فإذا بك تقفز فى مطاحن الحياة من عمل ومسؤوليات حاملاً ذكريات قديمة عن مجموعة كنت انت فيها ضحية لمجرد ٱنك كنت متحمس للشعور بالانتماء فبدلاً من تحقيق أحلامك وتنمية مهاراتك كنت تحقق ٱحلام شخص ٱخر وٱجندة هدفها ٱخراج نسخ من الشباب لكى يزيد العدد .

يعود الناس يتسٱلون لماذا لا نجد الإنتماء فى الشباب ؟ ولا يعلم الناس أن الشباب يتمنى تحقيق حلم الإنتماء لكن لصوص الاحلام سرقوا الإنتماء

اللصوص حطموا الثقة فى القلوب الخضراء ومع ذلك يتهموننا بعدم الإنتماء

من حق كل ٱنسان أن يبحث عن مظلة يحتمى ويشبع شعوره بالانتماء لكن الفرق يكمن فى البحث عن هدف خاص ٱو فكرة تحارب لاجلها ام ستبحث عن مكان وٱشخاص فيكون المطلوب منك تطويع نفسك فى قالب المجموعة لكى يقبولك وتستمتع فى ظل المجموعة وانت فاقد الاستقلال الفكرى تسير مع القطيع وكل تركيزك على الشعور بالانتماء لكى لا تشعر انك وحيد فتكون مجرد سمكة صغيرة تُستخدم كطُعم ٱو غذاء للسمك الاكبر .

رئيس التحرير

المشرف العام على موقع العالم الحر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى