بقلم …. أيه ذيدان :
.. الملف لم يحظ بالرعاية المناسبة من وزارة الصحة وأحوال المستشفيات نفسها لم تحظ بالاهتمام الكافى…….. كما كنا نتوقع لم يعد غريبا أن يمر اليوم وراء الآخر وأنت تقرأ فى الصحف أو تشاهد على شاشات التلفزيون تقريرا أو خبرا عن قصة مأساوية عن مواطن مصرى دخل إلى المستشفى لعلاج مرض، فلم يخرج من المستشفى إلا جثة، أو خرج منها مصابا بمضاعفات أكثر بسبب الإهمال. لا تخلو صحيفة يومية من استغاثة لوزير الصحة بسبب الإهمال فى المستشفيات، لا يخلو حوار جانبى من الإشارة إلى حادث إهمال طبى فى مستشفى عام أو مستشفى خاص أو عيادة ولكن يبدو أن كل هذه الصرخات لم تصل بالقدر الكافى إلى مسامع وزير الصحة، بدليل أننا لم نسمع تحركا واضحا أو قرارا عقابيا صارما لواحد من الذين أهملوا فى حماية صحة الناس وحياتهم. آخر الضحايا كانت الطفلة «جنة الله» لاعبة الجمباز التى دخلت إلى المستشفى لعلاج آثار حادث سير صادم فخرجت من المستشفى وهى جثة هامدة يتدلى الدود من فمها بسبب الإهمال فى نظافة غرفة العناية المركزة فى مستشفى خاص يتقاضى الآلاف نظير علاجها، وقبلها شهدنا عددا كبيرا من الحالات المشابهة، المؤسف أن بعضها كان لأطفال ذهبوا للمستشفيات طلبا للعلاج فلم تمنحهم المستشفيات سوى الموت إهمالا. وإن كان وزير الصحة لم يصله نبأ تلك الحوادث من الصحافة أو التلفزيون فهو من المؤكد يطلع على التقارير وآخرها التقرير الصادر عن المركز المصرى للحق فى الدواء الذى يؤكد وجود 86 واقعة إهمال طبى فى المستشفيات خلال الشهور الستة الماضية بعض تلك الحالات تطورت إلى الوفاة وبعضها شهد مضاعفات خطيرة. ووفقا لما جاء فى التقرير فهناك 11 حالة توفيت أثناء جراحات تدبيس المعدة بسبب أخطاء طبية أثناء العملية، أغلب هذه الحالات خرج من غرف العمليات مصابا بغيبوبة أدت للوفاة، ولم تنقل الصحف والتقارير فقط مأساة تلك الحالات بل قام بعض الأهالى بتنظيم وقفة احتجاجية أمام مجلس الوزراء بسبب وفاة أقاربهم نتيجة أخطاء طبية، ومع ذلك لم نسمع تحركا من وزارة الصحة لفتح هذا الملف الشائك، ولم نر من نقابة الأطباء عقوبات رادعة للمتهمين بالإهمال. ملف الإهمال الطبى فى المستشفيات الحكومية والخاصة لم يحظ بالرعاية المناسبة من وزارة الصحة. حقيقة الأمر أن أحوال المستشفيات نفسها لم تحظ بعد بالاهتمام الكافى كما كنا نتوقع بعد جولة رئيس الوزراء فى معهد الأورام، انتفض وزير الصحة وقتها وتحدث عن لجان مراقبة ومتابعة وتقييم وتحقيق ثم خفت الأمر وتدخلت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة كالعادة لتجديد معهد الأورام، ولم نسمع تحركا من بعدها لوزير الصحة من أجل إصلاح أحوال المستشفيات المهملة أو على الأقل متابعة ما يحدث فيها أو على أقل تقدير إشعار المواطن بأن المسؤول الأول عن الصحة فى مصر لا يهمل ملفاتها الأساسية التى تتلخص فى الإهمال الطبى، وسوء حال المستشفيات وغياب الرقابة عنها.