اخبار عربية وعالمية

هل خُدع الصحافي الألماني في لقائه مع “قائد” في “جبهة النصرة”؟

احجز مساحتك الاعلانية

كتبت -سمر محمد


أثارت مقابلة أجراها الكاتب والصحافي الألماني يورغن تودينهوفر مع رجل ادعى أنه من قادة “جبهة النصرة” السورية الجدل بين من اعتبره ضحية فخ نصبته المخابرات السورية أو أنه ضالع شخصياً في الحملات الدعائية التي يطلقها النظام السوري ضد خصومه.
وقال تودينهوفر في المقابلة التي نشرتها الاثنين صحيفة “كولنر شتات أنتسايغر” في مدينة كولونيا، أنه أمضى 13 يوماً في أحد معاقل التنظيم في سوريا وأجرى لقاءاً مع أحد قادته الذي ظهر في شريط فيديو نشر على “يوتيوب” باسم مستعار هو أبو العز وتناقلته دون نقاش وسائل إعلام سورية رسمية وأخرى مقربة من النظام السوري.

وكشف “أبو العز” لمحدثه الألماني أن “جبهة النصرة”، التي غيرت اسمها إلى “جبهة فتح الشام” في تموز/يوليو الماضي، تتلقى الدعم من الدول الغربية ودول الخليج وإسرائيل، وأن هذا الدعم يتعلق أساساً بشحنات الأسلحة والمستشارين العسكريين وكذلك بإرسال الجهاديين الغربيين للالتحاق بصفوف التنظيم.

وأضاف القائد المزعوم في الجبهة التي وضعتها الولايات المتحدة على قائمة المنظمات الإرهابية وتم استثناؤها إلى جانب تنظيم “داعش” من جميع مبادرات الهدنة ووقف إطلاق النار في سوريا وتشن طائرات التحالف الدولي ضربات جوية مكثفة ضد مواقعها، أن الولايات المتحدة تدعمهم و”السعودية قدمت لنا 500 مليون ليرة واستلمنا 1.5 مليون دينار من الكويت و5 ملايين دولار أمريكي من السعودية”.

ولاحظت مجلة “لكسبريس” الفرنسية أن هذه “المعلومات” تتقاطع بشكل مريب للغاية مع الدعاية التي تطلقها أجهزة النظام السوري وحليفه الروسي والهادفة إلى إدانة داعمي المعارضة السورية بالضلوع في تمويل ودعم التنظيمات الجهادية في سوريا في إطار “المؤامرة” على نظام دمشق.

توبياس شنايدر، وهو خبير في قضايا الدفاع، قام بتحليل التقرير الصحفي الذي تضمن وفقاً لقراءته العديد من التناقضات وقدم عبر حسابه في “تويتر” تلخيصاً لأبرزها. فجميع الجنود المحيطون بالصحافي خلال زيارته للموقع حليقو الذقون ويرتدون زياً مشابهاً للزي العسكري السوري.

إلى ذلك، شكك معلقون على موقع “reddit” في أن المكان الذي أجريت فيه المقابلة خاضع أصلاً لسيطرة المعارضة. وقالوا أنه مقلع للحجارة يقع على حدود مدينة حلب الجنوبية غير بعيد عن ضاحية الشيخ سعيد التي تسيطر عليها قوات النظام السوري.

ولفت شنايدر وآخرون على مواقع التواصل الاجتماعي إلى الخاتم الذهبي الضخم الذي يرتديه “أبو العز” في يده اليسرى وهو الأمر المحرم في الإسلام لدى الفرق الإسلامية السنية والشيعية.

قام يورغن تودينهوفر في كانون الأول/ديسمبر عام 2014 برحلة شهيرة إلى قلب “الدولة الإسلامية” التقى خلالها مقاتلين من التنظيم المتطرف للمرة الأولى منذ تأسيسه وتمدد سيطرته. فهل سقط تودينهوفر هذه المرة ضحية للمخابرات السورية أم لمقاتلين محليين؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى