منى سالم الجبوري لو قمنا بمقارنة بين إنتفاضتي الشعب الايراني في عام 2009 وأواخر عام 2017، لوجدنا إن أهم ماتميزت به الاخيرة عن الاولى هو إنها حظيت بقيادة لها وإنها لم تخمد
کما جرى مع الانتفاضة الاولى ذلك إن الاحتجاجات الشعبية المتمخضة والمتداعية عن الانتفاضة الاخيرة قد إستمرت الى جانب إن الانتفاضة الاخيرة
قد رافقتها ميزة تعتبر تطورا غير عاديا في مسار الاوضاع في إيران، وهو تأسيس معاقل الانتفاضة من جانب أنصار منظمة مجاهدي خلق والتي والى جانب دورها في تعبئة وتوجيه الشارع الشعبي الايراني استمرار الاحتجاجات بوجه النظام وضرورة وأهمية ذلك من أجل التعجيل للإحداد لعملية التغيير في إيران،
فإنها بدأت بممارسة نشاطات حرکية من قبيل التعرض لمراکز ومقرات أمنية وفکرية للنظام الى جانب تدمير وحرق المنصات التي تمجد قادة النظام الايراني، ولاشك من إن هذا التطور قد أقلق النظام کثيرا وإن تکتم على ذلك في البداية
ولکن وبسبب من إستمرار هذه النشاطات بمهاجمة مقرات ومراکز النظام الامنية والفکرية وحرق المنصات واللوحات الکبيرة التي تمجد قادة النظام الايراني في مختلف المدن الايرانية، فإن ذلك قد أضطر قادةالنظام للإعتراف بذلك مرغمين.
معاقل الانتفاضة التي من ضمن الاساليب الجديدة للنضال التي إبتدعتها منظمة مجاهدي خلق، ولئن کانت في البداية تختص بمدن محددة، لکن سرعان ماقد توسعت دائرة نشاطاتها لتشمل أعدادا کبيرة من المدن الاخرى
وإن الهدف الذي تصبو هذه المعاقل الى تحقيقه هو أن يکون هناك 1000 معقل للإنتفاضة، ومن دون أدنى شك فإن هذه المعاقل وفي طريق تطورها ستغير من نمط واسلوب نضالها کما هو معروف دائما عن منظمة مجاهدي فهي تعمل دائما على التغيير والتنويع في أساليبها النضالية
خصوصا عندما تجد هناك تقدما تحرزه کما هو الحال الان مع نشاطات معاقل الانتفاضة، ولذلك فإن معاقل الانتفاضة التي کانت نمطا إستدعت فترة مابعد الانتفاضة الاخيرة إيجادهافإن الفترات القادمة
وخصوصا عندما تحدث تطورات ومستجدات وأمور تتعلق بالاوضاع العامة وبوضع النظام خصوصا، فإن المنظمة ستسعى حتما للعمل بصورة تطور من أساليبها النضالية بما يتلائم مع تلك الفترة،
وإن الذي لابد من الانتباه إليهإن معاقل الانتفاضة قد تمهد في نهاية المطاف لبروز ودخولجيش التحرير الوطني الايراني الساحة وصيرورته طرفا أساسيا من أجل حسم مصير النظام الايراني ولاريب من إن هذا الاحتمال قائم
خصوصا بعد أن صدرت تصريحات ومواقف من جانب قادة المنظمة تشير الى إن وحدات جيش التحرير الوطني الايراني تتربص الفرصة المناسبة لکي تعود الى الساحة بصورة إستثنائية.