اللواء
محمد فوزى
الكوبرى المعلق في حديقة الحيوان بالجيزة. أمر الخديوي إسماعيل بإنشائه وصممه المهندس جوستاف إيفل ونفذته شركته ايفل اي سيو بين عامي (١٨٧٥ – ١٨٧٩) أي قبل إنشائه لبرج إيفل بأكثر من عشر سنوات وذلك عندما كانت الحديقة جزءاً من قصر الجيزة، وبالطبع قبل افتتاحها الرسمي عام ١٨٩١ فيما بعد.
اشتهر المهندس المعماري الفرنسي ألكساندر جوستاف إيفل بتصميم المنشآت المعدنية – سواء كانت كباري أو سكك حديدية – لكن أشهرها علي الإطلاق كان تمثال الحرية في نيويورك وبرج إيفل – الذي حمل عنه اسمه منذ عام 1889 وحتى يومنا هذا.
أربع سنوات بين تصميمات إيفل وتنفيذ الشركة للكوبري الذي يكشف حديقة الحيوان من أعلى في منظر بانورامي، قبل افتتاحها عام 1891 لتصبح أكبر حديقة للحيوانات في مصر و الشرق الأوسط، وأول وأعرق حدائق الحيوانات في أفريقيا.
تمتد “جوهرة التاج لحدائق الحيوان في أفريقيا”، على أكثر من 80 فدانًا، وتواجه بوابتها الرئيسية شارع شارل ديجول في القاهرة. بوابتان ضخمتان في بداية ونهاية الكوبري تتعلق خلالها أسلاك قوية تحمل الكوبري، وتتخطى البوابات لتُثبت في الأرض، ولم تستخدم شركة إيفل إي سيو اللحام في ربط أجزاء الكوبري ببعضها، ولكن ربط الإجزاء ببعضها كان عن طريق تثبيت الحديد داخل أجزاء أخرى من مكونات الكوبري “العاشق والمعشوق”.
لم يعد الكوبري الذي وقف طوال 140 عامًا تقريباً شاهدًا على الأحداث التي مرت بها مصر؛ مفتوحًا للجمهور حفاظًا على أثريته، وتهيئته ليشهد على مصر بعد مائة عام أخرى.
وكان الكوبري جزءًا من حديقة إسماعيل باشا، وقام ببناء الكوبري بها قبل أن يخصص جزءًا من قصره لتصبح حديقة حيوان، والتي خصص لها قرابة 50 فدانا من منطقة حدائق الأهرام أو (حدائق السعادة)، ولم يبخل عليها فأستجلب لها مجموعة من أندر الزهور والنباتات والأشجار في العالم، من الهند وأمريكا الجنوبية ووسط وجنوب إفريقيا، وأنشئ ليربط بين جبلين صناعيين بمدخل في الأسفل ومخرج عند قمة الجبل، ليتمكن الزوار من مشاهدة الحيوانات والأشجار من الأعلى، بمنظور بانورامي جميل
يعدالكوبري المعلق هوأول منصة عرض مرتفعة لحديقة حيوان في العالم. ويظهر عليه شعار الخديوي إسماعيل المكون من حرفي آي بي IP تزينه ثلاث نجوم وأسفله هلال ونجمة ويعلوه التاج الملكي …..
