بعد فوز جون بايدن بالانتخابات الأمريكية 2020، تصبح كامالا هاريس، السيناتور من ولاية كاليفورنيا، أول امرأة، وسمراء اللون، من أصول أمريكية أسيوية، تتقلد منصب نائب الرئيس الأمريكي في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية.
كانت هاريس، التي أتمت عامها السادس والخمسون في 20 أكتوبر الماضي، قد نافست الرئيس المنتخب بايدن، في بداية ترشيح الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة لاختيار أيهما يمثل الحزب، في سباق الرئاسة، وانتهت المنافسة باختيار بايدن ليقود الانتخابات، أمام الرئيس الأمريكي الحالي، دونالد ترامب،
فاختارها بايدن لتشاركه السباق كنائب للرئيس. كامالا هاريس من مواليد أوكلاند، بولاية كاليفورنيا، لأبوين مهاجرين، الأب مولود في جامايكا، بينما الأم، هندوسية الديانة، من مدينة مدراس الهندية. اعتنقت كامالا المسيحية، وترتاد كنيسة للأمريكيين، من أصول أفريقية، في كاليفورنيا،
وهي ثاني امرأة سمراء تصبح سيناتور في تاريخ مجلس الشيوخ الأمريكي.
شغلت كامالا، من قبل منصب المدعي العام، بولاية كاليفورنيا، وتبنت حملة للحث على إصلاح الشرطة، يشير تاريخها المهني إلى قوة شخصيتها، فضلاً عن تفوقها الدراسي المشهود له. يقول عنها الرئيس المنتخب بايدن “أنها مقاتلة لا تعرف الخوف وأنا فخور بأنها شريكتي في حملتي الانتخابية لقد كانت تعمل مع أبنى الراحل جوزيف بايدن عندما كانت تشغل منصب المدعي العام”. هاريس متزوجة من دوجلاس إمهوف، المحامي، وليس لديها أبناء.
يعود جزء من نجاح بايدن في الانتخابات، لاختيار امرأة سمراء لمنصب نائب الرئيس، خاصة بعد الاضطرابات العرقية التي سادت الولايات المتحدة في فترة الانتخابات.
ولقد علقت الحملة الانتخابية للرئيس ترامب على اختيار كامالا قائلة “منذ وقت ليس ببعيد هاجمت كامالا الرئيس المنتخب بايدن في الصراع بينهما للحصول على تأييد الحزب الديمقراطي”، ولكنها الآن أصبحت نائبة له.
وقد أيد الرئيس الأسبق أوباما، أول رئيس من أصول أفريقية في تاريخ الولايات المتحدة، ترشيح كامالا، معلناً “أنه يوم جيد لأمريكا أن يتم ترشيح سيدة سمراء لهذا المنصب”
منذ الإعلان عن فوز بايدن، بدأ الأمريكيون توقعاتهم عن احتمالية أن تصبح كامالا رئيساً للولايات المتحدة، كأول امرأة تتقلد ذلك المنصب، خاصة مع تقدم سن جو بايدن، وحالته الصحية، إذ سبق وأن أصيب بالسرطان، مما يجعل البعض يتوقع عدم استكمال فترة ولايته الأولى،
وهنا تصبح كامالا أول رئيس، امرأة، سمراء، بجذور أمريكية آسيوية، في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، لتقدم أمريكا بوجه جديد كحصن الديمقراطية …
على أية حال هذه هي الولايات المتحدة الأمريكية، بكل تناقضاتها وتاريخها.