ساور نظام الولي الفقيه برمته الخوف من إنتفاضة شبابية اخرى وقطعا إنتفاضة أكبر وأخطر من إنتفاضة عام 2009 ، بحيث يحذر منها القادة العسكريون والسياسيون التابعون لخامنئي. فعلى سبيل المثال جدد الحرسي جعفري قائد قوات الحرس يوم الاربعاء 20 كانون الثاني تألم نظام الملالي من إنتفاضة عام 2009 وقال: «إن فتنة عام 2009 للثورة الاسلامية كانت أخطر من الحرب التي طالت ثمان سنوات وكان هدفها ازاحة وإضعاف الثورة. أما هذه الفتنة كانت تنوي أن تستهدف قلب الثورة».
ووضعت إنتفاضة عام 2009 الاسقاط أمام عيون الملالي وعناصرهم وجعلتهم في خوف قاتل، والسؤال المطروح هو لماذا بعد مرور 6 سنوات يتناولون هذا الموضوع ثانية ويستذكرونه؟ الجواب يكمن في تصريحات رحماني فضلي وزير الداخلية للملا روحاني إذ أكد يوم الاربعاء 20 كانون الثاني في جلسة مجلس التنسيق لمخابرات النظام قائلاً: لا يجب أن نكون غافلين ونقول جاوزنا فتنة عام 2009 أنها كانت حادثة مرة، اذا استطاع العدو فيقوم بخلق مثل هذه الاحداث ثانية…أن وضع المنطقة غير مستقر ومتغير، ويشكل هذا الموضوع تغييرات حيث تستطيع ان توثر على بعض مجالاتنا الداخلية».
وبذلك يحذر وزير داخلية الملا روحاني الزمر المتنافسة من أن الظروف مستعدة لتغييرات عظيمة، تغيير مثل إنتفاضة عام 2009 وفي تقييم هذا العنصر للنظام هناك إمكانية لتكرار انتفاضة كهذه،ويجدر بالذكر أن الظروف في هذه الايام تختلف عن سابقاتها تماماً. أن الافلاس الاقتصادي سيما إنخفاض سعر النفط المستمر، وضع الملالي في مأزق لايتمكنون من إنجاز عمل حتى برفع العقوبات، وتمنح هذه الوضعية فرصة أكثر للانتفاضة والاحتجاج، بحيث اعترف الحرسي حسين ذوالفقاري مساعد وزير الداخلية في شؤون الأمن يوم الخميس 21 كانون الثاني في جلسة المحافظين والقائممقاميات للنظام في طهران بإتساع الاحتجاجات الاجتماعية في المجتمع، إحتجاجات يلعب في معظمها الشباب وسيما الطلاب دوراً هاماً. وقال هذا العنصر الحكومي :« أقيم خلال السنة الجارية حوالي 5 الاف تجمعاً للمهنيين وغيرالمهنيين منها عدا حالة أوحالتين كان كله مدبرة.»
والسؤال المهم أمامنا حاليا هوهل بامكان الملالي في ظروف باتوا فيها محاطين بازمات داخلية ودولية من مجابهة إنتفاضة كـ إنتفاضة عام 2009 التي يحذرون منها؟ ورد على هذا السؤال قال الملا أحمد خاتمي يوم 22 كانون الثاني في صلاة يوم الجمعة بطهران: عندما تلطخت الأجواء بالغبار تتهيأ الأجواء للفتنة وعندئذ من يريد أن يتدارك الفتنة؟ »(إذاعة المعارف للنظام 22 كانون الثاني 2016)
نعم، الواقع أن الملالي يخافون بشدة من إنتفاضة وهي على الابواب، إنتفاضة أكثر توسعا من إنتفاضة عام 2009 ، إنتفاضة لا قدرة للملالي أن يتصدوا لها.