قال الرئيس عبدالفتاح السيسي في نص كلمته في القمة المصغرة لرؤساء الدول الأعضاء بهيئة مكتب رئاسة الاتحاد الإفريقي عبر الفيديو كونفرانس لمناقشة قضية سد النهضة .
إن سد النهضة الإثيوبي أصبح أمرًا يشغل كل بال مصري ومصرية، ويسبب لهم قدرًا كبيرًا من القلق والتوجس حول حاضرهم ومستقبلهم، فمصر تعتمد على نهر النيل بالكامل في الوفاء باحتياجاتها المائية، وقد انتاب شعور بالخوف المصريين تجاه تعثر المفاوضات وإعلان إثيوبيا اعتزامها البدء في ملء خزان السد الضخم دون التوصل لاتفاق حول قواعد منظمة لعملتي ملء وتشغيل سد النهضة دون توافق حول الإجراءات التي تحول دون تعرض مصر والسودان لأضرار جسيمة من هذا السد.
واضاف : أود أن أعرب عن أنه مع استمرار تمسكنا بالحوار والتفاوض يساورنا خيبة أمل تجاه جولات المفاوضات التي عقدت من قبل، بما فيها التي أجريت برعاية شركائنا الدوليين من الولايات المتحدة والبنك الدولي التي أفضت إلى التوصل لاتفاق يتأسس على المداولات والمناقشات التي شاركت فيها إثيوبيا ، ووقعت عليها مصر بالأحرف الأولى في 28 فبراير الماضي، في بادرة لحسن النوايا.
وكذلك المفاوضات التي أجريت بدعوة مقدرة من رئيس الوزراء السودان عبد الله حمدوك، ورغم أن مصر أبدت قدرًا من المرونة والتفهم لاحتياجات الأشقاء في إثيوبيا فإنه توجد ضرورة لإظهار نية سياسية صادقة للتوصل إلى اتفاق يراعي مصالح دولنا وشعوبنا الثلاث، والابتعاد عن أي إجراءات أحادية تؤدي لفرض الأمر الواقع.
“لقد انخرطت مصر بحسن نية في مفاوضات سد النهضة ، وسعت طوال هذه السنوات للتوصل إلى اتفاق عادل ومتوازن يحقق ل إثيوبيا أهدافها التنموية، ويحفظ لمصر والسودان في الوقت ذاته حقوقهما المائية، إلا أن تحقيق هذه الغاية يتطلب من الجميع إبداء حسن النية.
إن رؤية مصر في هذا الشأن تتمثل في أهمية العودة للتفاوض والعمل بجد ودأب من أجل التوصل في أقرب فرصة ممكن الى اتفاق حول سد النهضة ، مع العمل على تهيئة البيئة المواتية لنجاح هذه المفاوضات من خلال تعهد إثيوبيا بعدم الإقدام على أي خطوة أحادية قبل الاتفاق والبناء ما تم الانتهاء إليه في المفاوضات السابقة.
ونؤكد بكل إخلاص استعدادنا التوصل لتفاهمات تسهم في إيجاد حلول لهذه الأزمة، وتعزز من التعاون بين دولنا وتعمق من أواصر الصداقة والمحبة بين شعوبنا.