يميل معظم الناس إلى حب الأناقة والمظهر المميز، ويعملون على لفت انتباه أصدقائهم، فأحدهم يلفت الانتباه من خلال السيارة الفارهة التي امتلكها أو ذات الرقم الثلاثي المميز او بإحدى التنزهات او بمعارفه او بعلاقاته السطحية
. وثمة من يكون أكثر مباهاة فيستعرض أمام زملائه ساعته الفاخرة. وإحداهن تستعرض ما تملكه من مجوهرات.. وهكذا. كل ذلك من أجل لفت أنظار الآخرين وكنوع من ظاهرة باتت تنتشر كثيراً في مجتمعنا هي هوس «الفشخرة».
هناك الكثير من هذه الفئة المجتمعية التي تحب البروز من الشباب والفتيات وحتى الأطفال، يعشقون الظهور بمنظر متميز ومختلف، ويظهر ذلك في ملبسهم ومأكلهم ومشربهم، وفي السيارة التي يقودونها، في الساعة التي يرتدونها، وفي العطر الذي يفوح منهم، وفي النظارة التي يلبسونها، وفي الرقم المميز لجوالهم.
ويظهر أيضاً في أحاديثهم وقصصهم، وقد يبهروننا بأسلوب حديثهم. لكن في نهاية الأمر وفي لحظة ما نكتشف أن كل هذه فشخرة كذابة ! تتراكم خلفها الديون ويواجهون متاعب مادية، فكلامهم لم يعبر بأي حال من الأحوال عن قدراتهم وإمكاناتهم المادية.
هذه النوعية من الناس يتصرفون بهذه الطريقة تبعاً لخلل نفسي ما ربما يكون شعوراً بالنقص أو رغبة في لفت انتباه الناس، أو تقليداً أعمى لآخرين».
أن الأمر إذا زاد عن حده انقلب ضده. فمعظم من يرتدي ملابس ذات ماركة عالمية ويركب سيارة فارهة ويتحدث وكأنه إنسان ذو أهمية مادية ! قد يكون في الواقع شخصا عاديا يريد أن يلفت انتباه المقربين له، لكن كل ما يقوم به ناتج عن التفاخر والمباهاة والسعي نحو التقليد بغض النظر عن المستوى الاجتماعي والطبقة التي ينتمي إليها والظروف المحيطة له.
ولن يحقق هذا الشخص الرضا المطلوب لأن سعادته مؤقتة وسيعيش حالة من التوتر والاضطراب لأنه لا يعيش واقعاً حقيقياً مشبعاً بل هو يعيش حالة من خداع النفس