أختلف الكثيرون فى حقيقة هاروت وماروت ومن القصص التى عرفناها وكبرنا معها
ما ذكر ان هاروت وماروت ملكين أنزلهما الله الى ارض بابل ووضع فيهما الشهوة شهوة الانسان فأفتتنا بامراة ووقعا بها وشربا الخمر بل وقتلا من اجلها فعاقبهما الله عقابا فى الدنيا غير ان تلك المراة اخذت عنهما علم الصعود الى السماء فلما صعدت مسخت وكانت كوكب الزهرة الذى نراه الان –انتهى
غيران هذه القصة لا اسانيد لها على الاطلاق وغير صحيحة وهو ما ذكره غير واحد من علمائنا منهم بن كثير وكذلك د/ نبيل العوضى __
_-
-هــــــاروت ومــــاروت
عندما هاجر النبى صلى الله عليه وسلم من مكة الى المدينة راى من اليهود ايذاءا شديدا حتى انهم ما تركوا احدا الا وطعنوا فيه وآذووه
وبلغ افتراءهم مبلغه حتى طعنوا فى الملكين الشرفين وهما من اعظم الملائكة عند الله سبحانه وتعالى –جبريل وميكائيل –وكانوا يقولون ان هذين الملكين عدوان لنا
قال تعالى (من كان عدو لجبريل وميكال فان الله عدو للكافرين ) صدق الله العظيم
فقد وصف الله من يعادى ملكيه الشريفين بالكفر وان الله سيكون له عدوا وهذا يدل على منزلتهما عند الله تعالى
ونعود الى اليهود فكانوا يزعمون ان جبريل وميكائيل هما اللذان انزلا السحر ببابل وكانوا يعلمون الناس السحر والكهانة والدعاء بغير الله
وعندما ذكر محمد صلى الله عليه وسلم سليمان بانه نبى من الانبياء وذكر قصصه فى القرآن
وكذلك عن بن عباس انه كان لسليمان كاتب اسمه (آصف) كان يلازمه يكتب عنه كل شىء من علم دينى وشرعى وكذلك اسم الله الاعظم وكان يدفن تلك الكتب تحت كرسى سليمان فلما مات سليمان وتيقنت الجن بموته بان دودة الارض أكلت عصاه وسقط سليمان اسرعوا واقتربوا ليتيقنوا من موته فانهم ما كان احد منهم يجرؤ من الاقتراب منه الاأحترق فى الحال فلما تيقنت الجن والشياطين من موته اسرعوا الى قصره يبحثون عن علمه حتى وجدوا الكتب مدفونة تحت كرسى عرشه
فأخرجتها وادخلت على علم سليمان وما كتبه آصف عنه من علم دينى وشرعى واسم الله الاعظم السحر وجعلت بين كلامه من الكهانة والسحر والكفر الكثير والدعاء والاستغاثة بغير الله الكثير فلما علم الناس بموت سليمان اسرعوا الى قصره فقالت الجن هاك علم سليمان وكتبه فأخذت الناس الكتب فوجدت فيها السحر والشعوذة والكفر ظنا منهم ان هذا على لسان سليمان وانتشر الخبر بين الناس ان سليمان ما سخر الانس والجن والشياطين والريح وكل شىء الا بالسحر والشعوذة وانه ليس بينبى فانتشر ذلك عند بنى اسرائيل مدة من الزمن كبيرة
فلما جاء نبينا محمد المصطفى واخبر ان سليمان نبي وهذه قصصه فى القرآن
جاءت اليهود يسبون سليمان ويرمونه بالكفر وينفون عنه النبوة
وكذلك طال طعنهم الملكين الاشرفين جبريل وميكائيل انهما هما من علما الناس ببابل السحر —فكان رد المولى عز وجل عليهم فى كتابه الكريم
قال تعالى :/ وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ)
وهنا نأتى لوقفتنا :: حيث واتباعا لقواعد اللغة العربية فان ——-ما—– هنا فى الاية الكريمة ليست ما واصلة بين ما قبلها وما بعدها ولكنها —ما النافية
حيث ينفى الله عز وجل عن ملكيه جبريل وميكائيل ما اتهموهما به اليهود وقوله تعالى
(وما أنزل على الملكين ببابل ) اى ما أنزل على الملكين ببابل من سحر ولا كهانة ولا
جبـــــــريل وميكـــائيل وهم من اشرف الملائكة الله عز وجل
اذن فى هذه الاية الشريفة يبرىء الله نبيه سليمان من الكفر والشعوذة ويبرىء الملكين جبريل وميكائيل من تعليم اهل بابل السحر والكهانة
ويذكر المولى عز وجل ان من كفر هم الشياطين بتحريفهم كتب سليمان وادخال السحر والكفر والاستغاثة بغير الله على علم سليمان وكتبه
وما هاروت وماروت؟؟
سئل الشيخ عطية صقر رحمه الله : هل صحيح أن هاروت وماروت كانا من الملائكة وعاقبهما الله على معصيته ؟
الجواب
قال تعالى { واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن اللّه . . . } البقرة : 102 ، . جاء فى كتب التفسير أنهما ملكان هبطا إلى الأرض وفتنا، فعاقبهما الله بتعليقهما من أرجلهما ، وكلام المفسرين – على جلالة قدرهم – ليس حجة فى هذا المقام ، فهو منقول عن تراث البابليين وشروح اليهود وكتب النصارى ، وأقرب الأقوال عنهما أن الناس كانوا قد فتنوا بالسحرة حتى رفعوهم إلى مقام الأنبياء ، فأنزل الله ملكين يعلمان الناس السحر ، ليفرقوا بينه وبين النبوة ، ويحذروهم من الفتنة به وبهما .
أو أنهما شخصان كانا يتمتعان بمنزلة كبيرة فى العلم والسلوك ، فتن الناس بهما ، فأطلقوا عليهما اسم الملكين ، من باب التشبيه والمجاز ، وهو إطلاق معروف قديما وحديثا ، حيث يطلق الآن على الشخص الممتاز اسم “ملاك ” .
وفى الأساطير البابلية شخصان باسمين مقاربين لهاروت وماروت ، أعجب الناس بهما فأطلقوا عليهما اسم ملكين ، بل زاد الإعجاب بهما فاعتقدوا أنهما من الألهة . وقد أقبل اليهود على تعلم ما تركاه من حكمة وسحر، وشغلوا به عن كتاب الله الذى نبذوه وراء ظهورهم . هذا ، ولا يجوز أن نلتفت إلى ما يقال عن الملائكة مما يتنافى مع عصمتهم ، فهم لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ، قال تعالى {بل عباد مكرمون * لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون } الأنبياء :
–
وعودة الى ما ذكر الشيخ نبيل العوضي
وانه كان هناك شخصين يقال انهما من الجن ويقال انهما من الانس وهذا على الارجح
تعلما السحر وكانوا يعلمونه للناس ويحذران منه فى نفس الوقت حتى يكون وزر من تعلمه مضاعفا عليه وقيل ان فى تلك الفترة انتشر السحر ببابل بالعراق انتشارا كبيرا وكانوا بسحرهم يفرقون بين المرء وزوجه وهذا اعظم مبتغى وجائزة للشيطان هو هدم اسرة آمنة ويتبعها انحلال مجتمع
والإفساد بين الزوجين جرم عظيم من كبائر الذنوب , وهو من جنس عمل الساحر” فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه” والتفريق بين الزوجين من أعظم ما يفرح به أبليس عند بعثه سراياه كما أخبر به النبى صلى الله عليه وسلم فى الحديث الذى رواه الإِمام مسلم قال: «إِنَّ الشَّيْطَانَ يَضَعُ عَرْشَهُ عَلَى المَاءِ ثُمَّ يَبْعَثُ سَرَايَاهُ فِي النَّاسِ فَأَقْرَبُهُمْ عِنْدَهُ مَنْزِلَةً أَعْظَمُهُمْ عِنْدَهُ فِتْنَةً، يَجِيءُ أَحَدَهُمْ فَيَقُولُ مَا زِلْتُ بِفُلاَنٍ حَتَّى تَرَكْتُهُ وَهُوَ يَقُولُ كَذَا وَكَذَا. فَيَقُولَ إِبْلِيسُ لاَ وَاللَّهِ مَا صَنَعْتُ شَيْئاً. وَيَجِيءُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ مَا تَرَكْتُهُ حَتَّى فَرَّقْتُ بَـيْنَهُ وَبَـيْنَ أَهْلِهِ. قَالَ فَيُقَرِّبُهُ وَيُدْنِيهِ (ويلتزمه) وَيَقُولُ نِعَمَ أَنْتَ» رواه مسلم
وفى ختام هذه القصة يذكرنا الله ان عبادى ليس لك عليهم سلطان وان السحر لا يضر ولا ينفع الا باذن الله تعالى لانه مجرى المقادير سبحانه رب العالمين
ودحض الله حجة اليهود ونفى افتراءاتهم على سليمان والملكين الاشرفين جبريل وميكائيل الذين اتهموهم ولعقود طويلة بالسحر والكفر والعرافة حتى بعث الله النبي محمد صلى الله عليه وسلم فأبلغ رسالة ربه وقص ما كان من امر سليمان والملكين ببابل وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا وما علم الملكين السحر ببابل ولكن علم السحر هاروت وماروت وهما ساحران من الانس كل هذا انزله الله على نبيه بالروح الامين جبريل فى كتابه المحفوظ حتى تقوم الساعة القرآن الكريم