أ.م.د سامي محمود ابراهيم قسم الفلسفة كلية الآداب/ جامعة الموصل/ العراق
يقسم الله تعالى بحرف وقلم وسطر من الكتاب.
ذلك ان قدرة الله تعالى لا تنضب، فكما انه تعالى خالق كل شيء فقد خلق بقدرته الحروف والكلمات التي نتعامل معها فعليا ام رقميا الكتونيا « وعلم ادم الاسماء كلها» وجعلها رموزا واشارات ولسانا ولغات.
فمن خلال اللغة نرى العالم ومنها نفسره وبها نتعامل معه وبمعانيها ودلالاتها نعرف الله تعالى ونعبده.
وعندما نقراء او نكتب تولد المعاني والكلمات وتتسق العبارات والاشارات، فتومض اضواء الحضارة وتنشاء العلوم والمعارف والفنون….
وتفيض الاحاسيس والمشاعر بلغة الحب وعبارات القلب وتنشاء احاسيس الرضا والتفاءل فتزداد كمية الاوكسيجين من حولنا ، فنفتح نوافذ القلوب ونتنفس ضوء القمر ، فينساب في عروقنا طعم الحياة…
فكل ما في الوجود يتلون بالوان لغتنا البشرية، الى ان ياتي اليوم الذي يختفي فيه الاثر بوجع خافت لننام نومتنا الطويلة بصمت ناطق…
فما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد. الله اكبر من قدرة العقل البشري على التصور .. الله اكبر من قوة القلب في حفظ المشاعر والاحاسيس.. الله اكبر من اشارات الحروف وملمات العارفين واحوال العباد… هذا وان شمس الحقيقة ما تزال تشرق وان كنا داخل اسوار كهفنا الافلاطوني لا نبصر ضوءها.
اننا امام غيب اغلقت مفاتيحه لا يعلمه الا الله. وكل الخلاءق تدخل تحت مظلة العلم الالهي الذي لا يغيب عنه شيء « وما تسقط من ورقة الا يعلمها»، فيكفي مرور عصفور صغير او نسمة هواء لتهوي الورقة الى الارض فتكتب لها النهاية. هذا عن ورقة واحدة فما بالنا بمن يعلم جميع اوراق الشجر في كل ارجاء عالمنا الارضي او العوالم الاخرى…
يعلم ما الذي نقصته الشجرة حين فقدت ورقة واحدة… موازنة كونية عجيبة، سر عجيب يرسم لنا صورة العلم الالهي الشامل… لا شيء يفلت من القدر .
وفي لجة هذا المحيط الكوني الواسع لا يعلم العقل سوى المظاهر…. رايت خيال الظل اكبر عبرة لمن هو في علم الحقيقة راق شخوص واشباح تمر وتنقضي وتفنى جميعا والمحرك باق لكن ونحن في وسط اهوال المحيط وتلاطم امواجه نتشبث بموازين بخيرية القدر ولن يضيعنا الله فالنتفاءل ونحسن الظن.
فيا ايها الشاكي وما بك داء كن جميلا ترى الوجود جميلا