عن كلبٍ شَمّ… ورجلٍ قُتِل… والفرق بين “Excuse me” و”Go to hell”
كان يمكن أن تكون مجرد نوبة غضب عادية في مغسلة صغيرة في بروكلين… لكنها تحولت إلى قصة مروعة تنضم لسجل طويل من الحوادث التي تكتبها أمريكا بدم المهاجرين.
المواطن المصري وليد خالد نور الدين، 51 عامًا، رجل عادي. جاء ليسرق شيئًا من الحلم الأمريكي، لا أكثر. مغسلة صغيرة، حياة متعبة، وابن يحاول أن يكون “محترمًا” في حي يكره كل من لا يتكلم الإنجليزية بلكنة سليمة. دخل الغريب إلى المغسلة. اصطدم بابنه دون أن يعتذر. لا “Excuse me”. لا نظرة. لا حتى تعبير من وجهه يوحي بأنه لاحظ وجوده. الأب، ذلك الرجل البسيط الذي لا يملك سلاحًا إلا كرامته، تدخّل. قال له شيئًا
– ربما بلطف، ربما بشيء من الغضب
– لكن المؤكد أنه لم يتوقع أن تُغمد في صدره سكين. ومات. على أرضية مغسلة في حي شعبي، مات رجل لأن أحدهم رأى أن “المعذرة” لا تُقال لمهاجر. وبعدها بأيام، رجل آخر – مصري كذلك
– في مطار دوليس. لم يحمل سكينًا. لم يرفع صوته. لم يمس أحدًا. فقط، ركل كلبًا. لكن الكلب هنا ليس أي كلب. هذا “فريدي”، كلب الجمارك الأمريكي، صاحب الصلاحيات الفيدرالية، الرتبة الأمنية، والحق في تفتيش ما لا يحق للإنسان أن يفتّشه. الرجل رآه يقتحم حقائبه، يبعثر ممتلكاته، يشتم رائحته… فركله.
ربما بدافع الخوف، أو الاشمئزاز، أو ببساطة بدافع بشريته. فتمت محاكمته.
دفع غرامة. وتم ترحيله كأنما ارتكب جريمة في مستوى الخيانة العظمى. في الحالتين، الخصوصية هي المحور. الكلب اقتحم، والرجل ركل. الرجل اقتحم، والمصري قُتل. لكن الفرق أن الكلب… في أمريكا… أهم من الرجل.