_ نعم نعم سأختار لعضوية مجلس النواب القادمةرجال من انقي الرجال ليكونوا عونا للشعب وليس عونا لآهلهم
زمان لما كنا نقول (نائب) كنا نقصد رجل بحجم الوطن يحمل هموم الناس على كتفيه ويضع مصلحة دائرته أمام عينيه. كان النائب يسهر على مشاكل القرى يدخل البيوت بدون حراسة يُستقبل بالحفاوة لا بالشكوك ويحترم لأنه يستحق الاحترام. #كان النائب يتدخل لحل نزاع بين عائلتين وتهدأ النفوس من كلمة واحدة منه وكان يجلس على المصطبة في قلب القرية يسمع للشباب والعجائز يحاسَب على وعوده ويسعى لتنفيذها بنفسه قبل أن يُذكّر بها.
أما اليوم فقد أصبح النائب مجرد (اسم على يافطة) أو نجم على مواقع التواصل. #نائب لا يعرف عدد قرى دائرته ولا يحفظ أسماء كبارها لا يزور إلا وقت الانتخابات ولا يظهر إلا في صورة أو فيديو مدفوع نرى نائبا يحرّض عائلة على أخرى بحجة كسب أصوات وآخر لا يعرف من القانون إلا اسمه بل وربما لا يجيد حتى القراءة السليمة تحت قبة البرلمان. #بدل أن يجتمع نواب الدائرة على مشروع مشترك نراهم يتنافسون على صورة في افتتاح وهمي أو بوستر أكبر من الآخر بدل أن يسعوا لحل أزمة مستشفى أو مدرسة تجدهم يتصارعون على من يقص الشريط أولا. #نواب الأمس كان هدفهم (الخدمة) ونواب اليوم كثير منهم هدفهم (السبوبة) . #وللأسف نجد من بين نواب هذا الزمان من لا يعترف بما قدمه من سبقوه من نواب مخلصين بل يتباهى وكأنه وحده صاحب الإنجاز وكأن التاريخ بدأ من عنده ويطمس جهود من خدموا قبله وينسب لنفسه ما لم يصنعه في مشهد لا يليق برجل دولة. #نائب يشعل الفتنة لا يطفئها ويتصدر للمشهد لا لإصلاحه بل لقيادة حملة من (الشبيحة) لمهاجمة كل من تسول له نفسه التفكير في الترشح أو المطالبة بحقه لا يؤمن بالمنافسة الشريفة بل يرى في التهديد والتخويف وسيلة لحصد الأصوات. #مثل هذا النائب لا يمثل شعبا بل يسيء لمؤسسة بأكملها ويسيء لوطن يحتاج من يجمع لا من يفرق. #نحن لا نطالب بالمستحيل فقط نريد أن يعود للنائب احترامه أن نرى من يمثل الناس لا من يستغلهم من ينزل للشارع ليرى هموم الناس لا ليلتقط صورا دعائية من يتحدث فينصت له الجميع لا من يصيح فيصم الآذان. #الفرق شاسع بين نواب زمان الذين كانوا يحتذى بهم وبين نواب آخر زمن الذين أصبحوا مادة للسخرية وسببًا في نفور الناس من السياسة. #لذلك سادلي بصوتي لرجال من انقي الرجال ليمثلون الشعب ولا يمثلون أنفسهم ولا أهلهم