كتبت : فاطمه احمد
حوار خيالي بين شاب من اهل الدنيا، وشاب من اهل الأخرة!!
دنيا : أزيك يا صاحبي، وحشتني !!
أخره: الحمد لله، وانت كمان!!
دنيا: يا بختك أرتحت أوي، الدنيا بقت صعبه جدا، انا بحسدك !!
أخره: صعبه ؟ انت شايف كده ؟ شايف اللي انا فيه راحة ؟؟!
دنيا: أه طبعا، الواحد مطحون، و مش مرتاح، والهم راكبه علي طول !
أخره: هم ايه اللي راكبك، والله ما انت فاهم حاجة، كنت بقول زيك ويا رتني أرجع وأعيش كل الهموم بس أرجع، انا اللي بحسدك !!
دنيا: يااا للدرجه دي، طب ليه بتقول كده، ده انا فاكرك مرتاح !!
أخره: عارف يا صاحبي انا كنت شايف الدنيا ديه غلط اوي، كنت ناسي حاجة اسمها موت، موت يعني هتقابل ربك، مش موت يعني ترتاح، مش قادر اوصفلك لما فجأه كنت قاعد ومكنتش تعبان وﻻ بشتكي من اي حاجة، وفجأه ظهر قدامي مﻻيكه، و جسمي عامل زي اللي اتخدر، مش عارف اعمل حاجة، وملك الموت وقف عند راسي، كنت عايز اقوله أديني خمس دقايق بس أصلي ركعتين توبه لربنا عن اي غلطه، بس خﻻص كان فات الآوان، شفت روحي طالعة قدام عنيا، مش عارف أمسكها، وﻻ عارف أقولها أرجعي هتروحي تقولي لربك ايه !! (بيبكي)
دنيا : طب و قبرك !!
أخره : يااااااااااااااااااه متفكرنيش ، اول لما كلكوا سبتوني و مشيتوا كنت سامعكوا و انتم ماشيين ، كنت عايز أقولكوا ، أصبروا متسبونيش لوحدي ، بس مكنتش قادر انادي ، فجأه ظهرلي ملكين مهما حكتلك شكلهم عامل ازاي مرعبين اوي ، قوموني ، و بدأوا فى سؤالي ، اسئلتهم مفيش اسهل منها ، بس مش اي حد يجاوب عليها !!
دنيا : طب قولي أيه اكتر حاجة ندمان عليها !!
أخره : (بكاء شديد) ، أول حاجة ندمان عليها الصلاة ، ندمان أوى علي كل فرض فات مني، كنت بكسل كتير وأطنش والنوم واخد نص يومي ، أزاي مكنتش بصلي؟ أزاي مكنتش بقابله ؟ محدش بقالي غيره والله ، هو كان بينادي عليا كل يوم خمس مرات وانا وﻻ فارق معايا ، انا مش عارف يوم القيامة هقولوا ايه ، أصحابي اللي كانوا بيخلوني مصليش راحوا فين دلوقتي ، نسيوني ومش نفعني بحاجة ، الدنيا اللي كانت بتأخدني اوي وتشغلني ساعة الصلاة ، راحت فين ؟ راحت لغيري ورمتني في التراب ، ندمان اوي علي اني لما ناداني مقولتش حاضر يارب !!
دنيا : طب و القرآن احكيلي عامل معاك ايه في القبر ؟!
أخره : ببكاء شديد القرآن…..كان اخر اهتمامي ، كان ايه اللي هيحصلي لو كنت قرأت كل يوم فيه صفحه واحده ، كانت فين دماغي ؟! انا بشوف ناس معايا هنا ، القرآن مونسهم فى القبر أحلي ونس ، و أنا قاعد في وحشة القبر لوحدي ، و انت مش عارف يعني ايه وحشة قبر !!
دنيا : طب والقيام والصدقات والاعمال دي كنت بتعملهم؟!
اخره : القيام ، ياه انا بعض الارض ندم ان ربنا كان بيبقي فى السما الدنيا و مكنتش بصلي حتي ركعتين ينورولي قبري ، مكنتش برفع ايدي ادعيه ، في ناس معايا قبورهم نورها مش هيجي فى بالك و كل ده علشان كانوا بيقوموا في الضلمة يصلوا ، و الصيام و الصدقات ، كنت للأسف بضحك علي اهلها ، بقول مضيعين دنيتهم و فلوسهم علي أيه ، طلعوا أذكي مني ، بيحوشوا ليوم الحسنة فيه بتفرق ، أنا اللي ضعت يا صاحبي و الله أنا اللي ضعت!!
دنيا : أنصحني طيب !!
أخره : أوعي تغرك الدنيا ، أوعي تفتكرها دايمة ، انا روحت في غمضة عين ، خليك مع ربنا متعملش زيي ، و الله هو بيحبك اوي لكن احنا فاكرين الدنيا بتحبنا أكتر ، خليك حريص علي الحسنة ، متكسلش عن طاعته ، والله اللي انت بتضيع نفسك علشانهم زايلين و مش نافعينك ، و الله ما حد باقيلك غير ربك ، قرب منه ، الدنيا ﻻ تسوي جناح بعوضه والله ، خلي يوم موتك لقاء شوق مش لقاء خوف ، قدامك لسه تصلح ، لكن انا خلاص راحت عليا ، فهمت ليه انا اللي بحسدك .