نم هادئ البال يا شاهرخ لأن الموت الأحمر لمثلك أنت يحفزنا ويجعلنا أكثر اصرارا وايمانا بالانتصار.. السجين السياسي أرجنغ داوودي يجدد الميثاق مع السجين الشهيد
كتب : أمير ماجد كتب السجين السياسي الشهير أرجنغ داوودي مذكرة في رحيل السجين السياسي «شاهرخ زماني» الذي توفي مؤخرا في ظروف غامضة في السجن وبعث بها الى خارج السجن وما يلي نص المذكرة استذكارا للشهيد : «عصر يوم السبت 13 أيلول/سبتمبرفي سجن كوهردشت الرهيب،
ذهول لغصة غريبة تعترض حلق المناضلين، ذهول من نوع كأنه يحوّل صلابة الصمود إلى جلبة للانتفاضة. غصة من نوع لا يحطم نفسه ولا يقدر شخص على تحطيمه.
ذهول لغصة غريبة للغاية كأنها رأت بصيصا من النور من خلال 9 تلافيف أنفاق أظلم الكلمات مثل التعذيب والإرهاب والنفى والسجن وتلوح نحوه، كلمات ولو هي مشؤومة ولكنها في السلطة العارية لقهر المستبدين تذكر بمفردات مباركة كالحياة والحرية والديمقراطية والحقوق والعدالة.
أن قالوا ان الموت حق، ربما يكون شفاء غليل لنارمحروقي القلب ولكن لاشرعية لأي موت في غربة السجن و لاشرعية لأي موت مبكر في الحال وفي المستقبل ولن يكون لاسيما المصرع المشبوه لمناضل صامد في سيادة القمع والتعسف المحصورة بين الأقفاص المغلقة لعناصر حرس العبث والفساد.
وكارثة الموت المبكر لمناضل في أسر حراس الجهل مهما كان عمره ليس لا شرعيا فحسب بل هو ظلم مضاعف لفكرة الحرية وحرية الرأي. وكان شاهرخ قد جرب 50 ربيعا من حياته الصعبة للغاية فحسب الذي رحل من بيننا قوي القلب مغرم بربيع الحرية في ساحة الحرية المضرجة بالدم على مر الزمن.
ورحل شاهرخ لايعود يستطيع أن يدون شيئا ولايعود يستطيع توعية الآخرين أكثر ولكنه يبقى خالدا في قلب تاريخ الصدق كمناضل ملهم لأنه زاد التاريخ صفحة ذهبية في قاموس المقاومة حتى الموت.
شامخ وقائم على قامته فوق قمم المساواة للإنسان، منطلقا من دهاليز المعركة بقوة الحب خارقا بسواعد الجد وسنابل الأمل طائرا بجناح الشوق المضرج بالدم في رحلة أبدية.
ولكنه حتى اندثار الملجأ الأخير للاستبداد وأعوانه مايزال يحفظ لمعان رسالة رحلته الحزينة لتتواصل كفاحات الشعب الإيراني العادلة في كل أرجاء إيران بقدر طموحاته العالية وإرادته الرفيعة مستمرة قائمة و متينة.
نم هادئ البال يا شاهرخ لأن الموت الأحمر لمثلك أنت يحفزنا ويجعلنا أكثر اصرارا وايمانا بالانتصار ويعطينا عزما وإرادة جازمة لمواصلة درب النضال، نضال دموي بوجه السلطة السوداء، السطوة التي تتجاوز لفحات نارها المشتعلة المثيرة للفتن حدود الوطن المحروق على ماضيه لتمتد الى كل أنحاء الشرق الأوسط وتدس عليها حقدها.
يا شاهرخ نم هادئا لأن ذكرياتك في قفص آكلي لحوم البشر وأعداء الحرية تشد من أزرنا وعزمنا لمواصلة نضالنا غيرالمتكافئ ضد نظام الولي الفقيه المحتل والقاتل.
يا شاهرخ أخلد إلى النوم فارغ البال لأن عروج كل مناضل من خلف القضبان الحديدية الباردة للسجن سيجعلنا أكثر وعيا على صدقية الطريق الأحمر.
يا شاهرخ خذ النوم ناعما أننا نبقى يقظانين و نفي بعهدنا مثلك حتى آخر أنفاسنا.
يا شاهرخ نم مستريح القلب فالتاريخ صاح بأيادي القهر العنيفة.