أخبار عاجلةأخبار مصرأهم الاخباراسليدرالتقارير والتحقيقات

نماذج مشرفة من الشرطة خلدتهم بطولتهم

كتب/ فادي محمد

قبل 67 عامًا من الآن راح قرابة 50 شهيدًا و80 جريحًا من رجال الشرطة على يد الاحتلال الإنجليزي خلال موقعة الإسماعيلية الشهيرة، التي أفنوا أرواحهم فيها حتى لا يتركوا أسلحتهم ومبنى المحافظة للإنجليز، فما كان للتاريخ أن يخلد تلك البطولة بأن يصبح يوم 25 يناير عيدًا للشرطة المصرية.
بطولات عدة مشرفة جسدها رجال الشرطة على مر التاريخ لن ينساها الشارع المصري، فستظل أسطورة اللواء أحمد رشدي وزير الداخلية الأسبق، عالقة في أذهان جموع المصريين، فمع انتشار الفوضى في ربوع مصر كافة عقب اغتيال الرئيس السادات في الثمانينيات، وتحلل القبضة الأمنية للدولة ورواج المخدرات وغيرها من الأعمال المتحدية لسلطة الدولة وأمان المجتمع، فكانت مرحلة استثنائية قادها كذلك رجل استثنائي، تقمص دور مواطن فقير يتكئ على عصاه، متسخا في ثيابه واضحًا عليه الإعياء الشديد ذهب إلى قسم الشرطة يستنجد بهم فما كان منهم إلا أن لفظوه، فكشف عن وجهه وجلس على مكتب المأمور وأعطى أمرًا له قائلاً: “أجمع لي كل البهوات بتوع القسم وأنت على رأسهم”، وقد كان فقد أعطى جزاءات لكل ضباط قسم الأزبكية آنداك.
لم تكن تلك القصة الوحيدة التي سطرت اسم “رشدي” في التاريخ وجعلت الشعب يبجله، بل أنه عزل نجله عندما طلب منه مكافأة له ولزملائه، واستطاع إلزام العديد من قيادات وزارة الداخلية على التخلي عن المكاتب المكيفة والمقاعد الوثيرة، والنزول إلى الشارع، من أجل راحة وأمن وأمان المواطن، كانت له اليد العليا في القضاء على بؤر المخدرات وحارب تلك التجارة التي اختفت بشكل كبير في عهده.
لم تقتصر الأعمال الفدائية لرجال الشرطة على منطقة نفوذ عمله أو محيط المنطقة التي يخدم بها ومسؤول عنها، فشهد شارع الهرم عام 2010 واقعة شهيرة، عندما اعتدى 5 مسجلين خطر على الملازم محمد سعيد، ضابط شرطة من قوات أمن قنا، بعد تسديد عدة ‏طعنات نافذة بسلاح أبيض، أثناء محاولته إنقاذ فتاة من ‏الخطف والاغتصاب داخل ميكروباص في شارع الهرم ‏بالجيزة، ونقل إلى مستشفى الشرطة في العجوزة.
وبدأت قصة الملازم عندما كان يستقل سيارة ميكروباص من الجيزة إلى الهرم، فوجد سائق الميكروباص وصديقه يحاولان منع الفتاة من النزول، فما كان منه إلا أن أخبرهم بمنصبه فكان ردهم أن أشهروا السلاح في وجهه واعتدوا عليه بالضرب أثناء محاولته فتح ‏الباب وإنقاذ الضحية التي لا يتجاوز عمرها الـ 20 عامًا من بين أيديهم.
وفي واقعة شهيرة أثارت الرأي العام، رفض الرائد محمد معوض رئيس مباحث قسم أول دمياط تحرير محضر لشخص سرق “زي مدرسي” لابنته من أحد المحال بسبب ظروفه المادية المتعسرة، وسدد حق الزي المدرسي لصاحب المحل مقابل التنازل عن تحرير المحضر من أجل إدخال السعادة على قلب طفلة تريد أن تذهب إلى المدرسة بزي دراسي جديد كباقي زملائها.
وفي واقعة أخرى تمكن المقدم عاطف عبدالله رئيس قسم شرطة المرافق في أسوان، خلال قيادته لحملة لإزالة ورفع الإشغالات في منطقة السيل بمدينة أسوان من إعادة “فرشة عيش” خاصة بإحدى السيدات المسنات كانت تجلس بها على الطريق بعد أن وضع “الفرشة” في سيارة مجلس المدينة، إلا أنه فور مشاهدتها تبكي توجه إليها وقبل رأسها ويدها قائلًا: “متزعليش” وسلّم العيش لها ووضعه في مكانه على جانب الطريق.
وفي واقعة إنسانية، تنازل المقدم أسامة مشهور رئيس مباحث مرور شمال القاهرة، عن قضية دهسه من طالب أثناء سيره بسيارته أعلى كوبري أكتوبر حفاظا على مستقبله ومراعاة عدم تخلفه في الامتحانات المقبلة، وتوجه إلى نيابة الوايلي وطلب التنازل عن القضية، وعبر هذا الموقف عن نموذج مشرف لضباط الشرطة الشرفاء الذين يراعون روح القانون قبل أي شيء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى