اسليدرمقالات واراء

نقطة الصفر …

احجز مساحتك الاعلانية

بقلم : طارق فريــد 

سألني صديقي اليوم لماذا لم تكتب عن ذكرى 25 يناير فثار في شجوني حديثا ماكنت اود الكتابة عنه لكني اثرت الصمت كعادتي في ذكرياتي المؤلمة , نعم المؤلمة فكل الامنيات والاحلام التي لم تتحقق ونخفق ونفشل في السعي اليها يؤلمنا ذكراها تحسراً ووجعاً فكيف اكتب عن حلم حققناه وصنعنا منه مؤامرة قاتلة واذا كان للسم ان يكون ترياقا للشفاء فكيف نشفي ونحن من سمم افكارنا واوجد كل المبررات والموبقات لقتل حلم كان بمثابة الطفل الرضيع لاجيالنا القادمة …في صنع مستقبل افضل كيف نبرر عجزنا عن فشلنا في هزيمة كونداليزا رايس ومسلمات الفوضى الخلاقة التي حدفت بنا مع ثورات الربيع العربي بل كبف نجعل منها شماعة فشلنا ؟

لقد وصلنا بفعل فاعل الي تمني العودة لايام مبارك وصرنا نترحم على الاله امون وعائلته ونسينا ماكنا فيه من فساد اوصلنا حسب التقارير الدولية الي مرتبة الاوائل في الفساد فماذا اكتب عن حلم اصبح كابوسا اليوم في اعين المثقفين والمفكرين والاعلاميين وارباب النخبة في المجتمع ؟ ان فشلا ذريعا وقتلا امناً وخنقاً بارعا وتقويضاً اصيلا وعمى مصطنعا سيطر على عقولنا فلم يعد يجدي الحديث الا عن الصبر وتحمل عناء البداية من الصفر بل حتى الصفر اصبح انجازا للبدء في بناء دولة فقدت العديد من اركانها ودعائمها ومواردها في عهد ماقبل مبارك فالشعوب العربية ظهرت وكأنها ساذجة في ثوراتها ولم تنتبه الي ان ثوراتها من صنع الايادي الخبيثة التي روج لها مشروع الفوضى الخلاقة لتثيت من جديد فشل اي سلطة مدنية في ارساء قواعد الامن والنظام . فلا شئ الان يتوقفني امام تلك الثورة الا الترحم على شهدائنا الذين سقطوا من اجلنا ومن اجل توفير حياة افضل لابنائنا..

لقد بات الاحتفال بيوم الشرطة احق من الاحتفال بثورة يناير في ظل مانشهده من حالات التعدي على ارواح ابنائنا ايضا من شهداء رجال الجيش والشرطة ولم يعد الاحتفال بثورة 25 يناير الا احتفالا على استحياء من شرورها وكاننا نحتفل بيوم اليتيم فتحول هذا اليوم الي نص غير مشروع للخروج عن الحاكم والنظام تلك هي الحقيقة في عيون وعقول الكثيرين من اطياف شعبنا وهي نتاج العجز عن فشلنا في تحويل المسار الصحيح من ايدي الغرباء الي مسار ايادينا البيضاء توهمنا اننا قضينا على التوريث والاستبداد والتعذيب والفساد واهدار الكرامة الوطنية فتحولنا الي غوغاء لا تعمل ولا تنتج وظلت اصوات الجياع تلاحقنا حتى اسكتتها النيران الصديقة قباتت تتألم في صمت وتموت في صمت والمحظوظ منها من يملك الامل والصبر والتضحية فعاد الي نقطة الصفر لبيدأ مرحلة جديدة من البناء البطئ الذي يذهب بالعمر فعن اي ثورة اكتب وقد عدنا لنقطة الصفر ؟

كنا نصدر الغاز والبترول في عهد مبارك بأبخس الاثمان والان نستورده بل نقبله منح احيانا من دول صديقة فالفرق ليس كبيرا اذن ولكن يظل المعني متسائلا هل نضبت تلك الحقول من البترول والغاز ؟ ان ثورة لم ينجح شعبها في الحفاظ على مقدراته وثرواته ونسيجه وامنه وفشل في تحقيق اهدافها السامية وسمح للاعداء بتوجيه دفتها تجاه الهاوية له ان يدفع الان ثمن فاتورة اهدارها … فقط اقول لمصر كل عام وانتي امنة .. هادئة .. ناعمة .. صابرة …

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى