كتب:خلف الله الأنصاري
سبق- الرياض: نفى المتحدث الرسمي لحرس الحدود العقيد البحري الركن ساهر بن محمد الحربي، قصة أسر الجندي طلال هزازي من قبل ميليشيات الحوثي على الحدود اليمنية، مؤكداً في الوقت نفسه أن “هزازي” كان متخفياً باستخدام طبيعة الأرض عن الميليشيات الحوثية لمدة أربعة عشر يوماً.
وتفصيلاً أوضح “الحربي” أنه في تمام الساعة 7:45 صباح يوم السبت 28/ 11/ 1436هـ تعرضت إحدى الرقابات التابعة لمركز الربوعة لإطلاق نار كثيف من قبل العدو؛ حيث تم الرد عليهم ومبادلتهم إطلاق النار من قبل حرس الحدود والقوات المسلحة، واستشهد ثلاثة من زملائه وصمد الجندي طلال هزازي يقاتل، ثم لجأ إلى موقع قريب ومعه سلاحه وذخيرته.
وتابع: “تزامن ذلك مع هجوم للعدو، مما زاد معاناته لقساوة الطبيعة هناك، وحاول أكثر من مرة الوصول لموقع آمن عن مرمى النيران إلا أن مشاهدته لبعض عناصر العدو أعاقته عن ذلك، وخشي على نفسه من الانكشاف أو الأسر، وقرر عدم استخدام الذخيرة المتوفرة معه إلا للضرورة القصوى؛ حتى لا يتمكن العدو من أسره، واستمر في التخفي من العدو مستفيداً من طبيعة الأرض وخيراتها ومعرفته بها، وخبرته في التعايش في مثل هذه الظروف بعد توفيق الله”، مبيناً أنه تعرض عدة مرات لإطلاق النار من جهات مختلفة من العدو.
وأوضح: “كان هزازي طيلة تلك الفترة يعتمد على التخفي بين الأشجار نهاراً، وفي فترة الظهيرة يلجأ إلى الصخور، ويتغذى من خلال شرب الماء مِن مواقع تجمعه، إضافة إلى التمر الذي كان بحوزته، وبعض أوراق الشجر، وكان يحاول الوصول لنقطة معينة؛ ذلك بعد أن نفدت المياه من الموقع، ولم يستطع حتى تمكن من تجاوز الحد بمسافة من الموقع الذي يبعد ٢٠٠ متر بالأراضي اليمنية، وقد وصل إلى بيت وشاهده حرس الحدود وحاصروا ذلك البيت.
وتابع: “تعرفت القوات عليه وقاموا بإنقاذه ونقله بواسطة طائرة الإخلاء الطبي، عصر يوم الأحد الموافق 14/ 12/ 1436هـ إنفاذاً لتوجيهات ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف إلى مستشفى قوى الأمن الداخلي بالرياض؛ لاستكمال علاجه، وبتوجيه مدير عام حرس الحدود اللواء البحري عواد بن عيد البلوي تم استقباله من قبل عدد من قادة وضباط حرس الحدود”.
واختتم: “تأكد بعد الكشف عليه طبياً ونفسياً أن نفسيته ومعنويته عالية ولله الحمد؛ ذلك بعد عودته”، مشيراً إلى أن “هزاري” ذكر أن إيمانه بسلامة معتقده وأهمية العمل الذي يقوم به واحتسابه للأجر ودعاء والدته له بالغ الأثر في حفظه بعد توفيق الله، مؤكداً أن “هزازي” سطر أسمى معاني البطولة والتضحية في سبيل الوطن الغالي، مخلصاً لقسمه وعهده بالولاء والطاعة لدينه ثم مليكه ووطنه.