لمحتها عيناي وهي سافرة الوجه تكشف عن أنيابها، تتمايل في مسيرها كأنها غزالة تخطف أبصار من حولها بسهام السؤال؟
تجذب الانتباه في حنينها وتدّعي السمو نحو العلا في علاقاتها وكأنها ملاك استقر على الأرض .
مظهرها يسر الناظرين فإن قالت تسمع لقولها .
أما عن حقوق الآخرين فلسانها كالرصاص يحدو بالعويل والبكاء حتى في حديثها تسمع صوتا يقطع أحشاء القلب ويثقب أذنيك: من أجلك وأجلكم .
ظاهر جميل كحديقة الورود وباطن مخزي كسواد الشعر، صحيح هو ناعم لكنه كقشر موز إذا صادفك في الطريق دون العلم به ستكسر قدماك ، و ياغافلين لكم الله … في أي عالم نحن؟
الأفضل أن نستورد أجهزة سونار حديثة تكشف لنا خبايا النفوس وما تضمر من سوء تجاه الآخر .
ما هذه االقدرة على التلون وازدواج الشخصية وما تظن تلك النفس الخبيثة؟!
هل كل الناس تصدقها وتستطيع خداعها .
البعض يعتقد أن أسلوبها شطارة أو ذكاء ، والحقيقة هو غباء ,فالله سبحانه وتعالى يهب الفراسة لمن أراد وخلال ثواني معدودة يستطيع كشف تلك النفوس المتلونة التي هي كالشمس لهيبها يوحي بأنها تقول لك نفسي مولعة بحب الآنا .
يعلوها العجب بالنفس وبمجرد أن تزيح برقعها سترتعش شفتاها بالنطق وتتحول الغزالة إلى حيوان آخر إما كاسر أو بائس وعلى الأغلب الأول .
وتكشف الأيام بعد ذلك أن كل ما يقال ما هو الا وسائل ملتوية لتحقيق مآرب شخصية بعيدا عن الصالح العام .
ومنذ الوهلة الأولى في اللقاء الأول أزحنا الستار لنرى ما خلفه من حقيقة وعلمنا الصورة المزيفة كالسيدة الشابة المصابة بتجاعيد الوجه مما أدى بها إلى المعالجة الوقتية بوضع مواد التجميل،
وكلما رقدت في نومها ليلا واستيقظت في الصباح عادت الآثار لحقيقة الوجه .
ولكن تلك الشابة تتمتع بالعفة وطيبة النفس وفوقهم الإيمان بالله،
وهذه الصفات جمال روح لا تجدها في الكثير من النفوس والوجوه ,إلا أن صاحب النفس الأمارة بالسوء لا يقارن بتلك السيدة التي تعاني من مرض ليس لها به دخل فهي سيدته وتاج على رأسه ربما يعفى عنه لآجلها , إنما قضيته جريمة يحاسبه الله عليها في الدنيا قبل الآخرة .