أ م.د سامي محمود ابراهيم
رئيس قسم الفلسفة/ كلية الآداب/ جامعة الموصل /العراق
صحيح، للزمن بقية من خالي أستعير حروفه لأكتب الحب في أعماق الوجود ، فهو كما انت معلمي الأول. ها انا اطلب تجربتك المثيرة لعبور نهر الحياة .
فقد اخبرتني يوما انه سيشرق اليوم الذي تكون فيه السحب التي تجر الكدر غيثا يعمر الحياة يمطر الارض زهرة وجمال..
طالما تأملنا سويا عشب دربنا الريفي وهو يتساقط على آثار أقدام المارة فلا يبقى الا الأثر.
لذلك ففي كل مرة تملأ سحب اليأس عقلي أجد يدك تربت على كتفي لتمنحني الامان والطمأنينة.
عندها أبصر في تلك العتمة ضوء القمر، واتزود من ساحل حلمك وفكرك بعضا من الزاد والراحة لاواصل السير في تيه صحراء الحداثة ،تثبتني عزيمتك في رمالها السائلة …
طالما ذهبت إليك يحملني الحنين الموجع ، استجدي روحانيتك الصافية.. بيتك الكبير طالما وسع احلامي .. احتل مساحة واسعة من حياتي.. المكتبة ، حواراتنا الثرية الممتعة.. جلسات شمس الضحى والشاي.. وعلى جبينك عبارة تختصر قصة الحياة .. عبارة خطها قلم القدر وفيها سطر من وجودي .
حقا وصدقا انا اتمثل انسانك الجميل في داخلي. وطالما رسوت على على مرسى مبادءك.. تعلمت منك أبجديات الفكر .
وعندما اجمع ما تناثر من تلك الذكريات اصنف بعضها للعقل قصيدة الإنسان، فلا تكاد تسعني الدنيا فاترجمها بغصة حزن دفين. جرفتنا الحداثة لكن وجودك ارسخ من وجودي .. فانت الاصيل بكل معاني الكلمة.
اعربك في قلبي ولا اخالف ضوابط الإعراب، انت موزون مقفى. كلامك يبلغ الأرواح والعقول.
طالما استعنت بك في أسئلتي المحيرة منذ سؤال المثل الافلاطونية إلى رحاب كينونتنا الأبدية. التمس جوابك الشافي وصدرك الرحب .
حملت معي أعباء الوعي في بحر العالم ونحن نلجم أمواجه الجموحة .. وهذا ما جعلني اكسر مغزلي واوثر مغزلكم الإنساني الروحاني النبيل .
فعندك لا تنطق كلماتي الا همسا.