نظام ایران ..منبع الخراب والإرهاب في المنطقة
تتزايد الأصوات في لبنان واليمن على مواقع التواصل الاجتماعي، لتكشف واقعاً بات جلياً للجميع: أن أصل كل الخراب والدمار، وكل ما يعيشه هذان البلدان من انهيار أمني واقتصادي واجتماعي، يعود إلى هيمنة النظام الإيراني وأذرعه المسلحة.
في لبنان، يعبّر ناشطون بمرارة عن خيبة أملهم من وعود حزب الله التي تحوّلت إلى كوابيس. فقد قيل للبنانيين إن الحزب سيحمي الوطن ويبني الدولة ويدمّر إسرائيل، لكن النتيجة أن إسرائيل دمّرت لبنان، وأن الجنوب اللبناني أصبح ساحة مفتوحة، وأن ما تبقى من مؤسسات الدولة يتهاوى تحت عبء الفساد والارتهان للخارج. أحد النشطاء لخّص المشهد بالقول: «قالوا إن إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت، فإذا بنا نكتشف أنهم العنكبوت نفسه».
وفي اليمن، لا يختلف المشهد كثيراً. فالميليشيا الحوثية لا تعمل إلا وفق أوامر الحرس الثوري الإيراني، ولو كان الثمن دماء اليمنيين ومستقبل أجيالهم. لقد حوّلت المدن والقرى إلى ساحات حرب بالوكالة، دمّرت الاقتصاد، أحرقت البنى التحتية، وجعلت ملايين المدنيين وقوداً لمشروع إيران التوسعي. وكل ذلك من أجل ابتزاز المجتمع الدولي وتهديد أمن المنطقة والعالم.
إنّ القاسم المشترك بين التجربتين اللبنانية واليمنية هو أن القرار ليس وطنياً، بل مرتهن بالكامل لمشروع “ولاية الفقيه”، الذي يرى في الخراب والدمار والإرهاب أدوات لبقاء النظام على قيد الحياة. فكما قال الخميني منذ أربعة عقود، “حفظ النظام أوْجب الواجبات”، أي أن لا قانون ولا سيادة ولا كرامة تعلو على مصلحة بقاء هذا النظام.
أمام هذا الواقع، يرفع الشعب الإيراني نفسه صوته عالياً ضد الاستبداد والخراب. ففي السادس من سبتمبر، خرج عشرات الآلاف من الإيرانيين في بروكسل في تظاهرة حاشدة ليقولوا إن النظام الحاكم لا يمثلهم، وإنه المصدر الأول للإرهاب والفقر. وقد وجّهت هذه التظاهرة رسالة قوية إلى العالم بأن إرادة التغيير لا يمكن قمعها.
وسيجدد الإيرانيون هذا الموقف عبر تظاهرات مرتقبة في نيويورك يومي 23 و24 سبتمبر، بالتزامن مع اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ليؤكدوا أن المجتمع الدولي أمام مسؤولية تاريخية: مواجهة نظام ولاية الفقيه باعتباره منبع الأزمات والحروب، والاعتراف بحق الشعب الإيراني في الحرية والديمقراطية بديلاً عن الفوضى والدمار الذي صدره هذا النظام إلى لبنان واليمن وسائر المنطقة.