في التأريخ الحديث والمعاصر، ليس هناك من نظام غريب وشاذ في أفعاله وتصرفاته الحمقاء والغبية المنافية للعقل والمنطق کما کان ولازال الحال مع نظام الملالي في إيران والذي يواظب دائما وبصورة ملفتة للنظر على السباحة عکس التيار والتأريخ والزمن!
نظام الملالي ومن خلال تصرفاته الحمقاء والغبية الناجمة عن جهله المفرط، بالامس وطبقا لهذا السياق الذي ذکرناه، قام بفرض عقوبات على شخصيات أمريکية وهو قد حاول تقليد وزارة الخزانة الامريکية عندما فرضت عقوبات على مسٶولين في النظام لکونهم متورطين في نشاطات إرهابية، ووزارة الخزانة الامريکية لها دور وتأثير سياسي وإقتصادي على الصعيد الدولي وقراراتها يعتد بها بل وحتى يتخوف منها، أما مايصدر عن محاکم تابعة للنظام الايراني فهو ليس إلا مجرد هواء في شبك أو ضحك على الذقون، إذ بأي قوة إقتصادية وسياسية تقوم المحاکم الصورية لهذا النظام المتحجر بإصدار هکذا قرارات والاهم من ذلك کيف السبيل الى تنفيذ قراراتها؟!
بعد التجمع السنوي العام للمقاومة الايرانية والآثار والتداعيات والانعکاسات الکبيرة التي نجمت عنها على مختلف الاصعدة وبشکل خاص على صعيد الاوضاع في داخل إيران، فإن النظام الرجعي الاستبدادي وفي خطوة هزيلة ومفضوحة من أجل الحد من دور وتأثير هذا التجمع وعلى أفکار وتصورات ومشاعر الشعب الايراني، فقد أصدرت قضاء الملالي في محاکمته الغيابية ل104 من أعضاء منظمة مجاهدي خلق، قرارا إعتبرت بموجبه کل إيراني يشارك في التجمعات التي تعقدها مجاهدي خلق، يکون ملاحقا من قبل البوليس الدولي”الانتربول”!!
هذا القرار المثير للضحك والسخيف الى أبعد حد ممکن، جوبه برد فعل کبير من جانب منظمة مجاهدي خلق والجاليات الايرانية في الشتات ومن قبل المنظمات المعنية بحقوق الانسان، ولاسيما وإنه قد عکس العقلية الاستبدادية التعسفية لهذا النظام الذي لايتمکن أبدا من التصرف والتفکير بمنطق هذا العصر لأنه وببساطة واضحة لاينتمي إليه!
قضاء نظام الملالي کما يعلم القاصي قبل الداني، هو قضاء مسيس خاضع للنظام ولخامنئي جملة وتفصيلا وإن قراراته لاعلاقة ولاربط لها بالقضاء والقوانين، وأغلب الظن إن النظام عندما أمر قضائه من خلال محاکمه الصورية بإصدار هکذا قرار سخيف فإن کان نتيجة خوفه الکبير من التظاهرة العارمة التي شارك فيها عشرات الالاف من الايرانيين ضد النظام وإنتصارا للحرية وإسقاط النظام وهو يدل أيضا على المستوى والحد البائس الذي وصل إليه هذا النظام المتعجرف في محاربته للحرية وللإيرانيين الاحرار.