لم تکن هناك حاجة لفترة زمنية طويلة من أجل معرفة الماهية القمعية الاستبدادية لنظام الملالي في إيران، إذ أنهم ومنذ الايام الاولى لحکمهم شرعوا في التأسيس والعمل من أجل فرض نظام دکتاتوري شمولي يرفض الحرية ومبادئ حقوق الانسان والرأي والرأي الآخر ويکره ويعادي المرأة، ولذلك فإن الشعب الايراني علم بأن هذا النظام لايختلف عن نظام الشاه إلا بالشکل أما من حيث المضمون الاستبدادي القمعي فلا يوجد من أي فرق فيما بينهما.
أکثر ماوضع هذا النظام ومٶسسه المقبور خميني تحت المجهر وفضحهما شر فضيحة وکشف عن دمويتهما، هو إقدامه على تنفيذ إبادة آلاف السجناء السياسيين في في مجزرة صيف عام 1988، والذي لفت أنظار العالم أيضا خصوصا بعدما إعتبرت المنظمات المعنية بحقوق الانسان تلك الجريمة بمثابة جريمة إبادة جمعية ويجب جرجرة منفذيها أمام المحاکم الدولية لمعاقبتهم، ولاريب من إن الذي جعل الشعب والمقاومة الايرانية يزدادون إصرارا على مواصلة النضال والمواجهة ضد هذا النظام من أجل الحرية وإسقاطه، هو إن هذا النظام المجرم ولاسيما بعد أن لم تتم معاقبته على مجزرة صيف 1988، فقد تجرأ وصار يتمادى في إرتکاب الجرائم الدموية بحق الشعب الايراني والمقاومة الايرانية حتى صار يمتلك تأريخا دمويا فريدا من نوعه يثبت کونه نظاما أرعنا لاينتمي لهذا العصر وللقيم والمبادئ الانسانية بصلـة.
نضال الشعب الايراني من أجل الحرية وإسقاط النظام الايراني، ليس مجرد نضال عادي أو طارئ بل إنه نضال مرير من أجل مواجهة نظام إجرامي أشبه مايکون بوحش کاسر متعطش للدماء ولايتورع عن إرتکاب أبشع وأسوء الجرائم وأکثرها دموية، وإن الحقيقة التي تکمن وراء إستمرار عملية النضال والمواجهة ضد هذا النظام الاستبدادي هو إن الشعب الايراني قد أدرك تماما بإستحالة التعايش مع هذا النظام ولاسيما وإن بقائه وإستمراره مرهون بقتل وسفك دماء الشعب الايراني وإرتکاب الجرائم بصورة متواصلة.
إقامة الجمهورية الديمقراطية في إيران والتي هي بمثابة الحل الجذري لإيران والشعب الايراني وإجتثاث جذور الدکتاتورية من الاساس سواءا نظام الشاه أم نظام ولاية الفقيه، ولاسيما وإن الجمهورية الديمقراطية تٶمن بالحرية والديمقراطية والتعددية وبحقوق الانسان والمرأة والتعايش السلمي بين الشعوب، ولذلك فإن هذا النظام يتخوف کثيرا من هذا المسعى ويرى فيه نهايته الحتمية ولأجل ذلك فإنه يقف بکل قوته ضد نضال الشعب والمقاومة الايرانية ظنا منه بأن بمقدوره أن يوقف عجلة الزمن ويضمن الحماية لنفسه ولکن ظنه خائب کما خاب ظن سلفه نظام الشاه.