تعتبر الحمى القلاعية أحد الأمراض الحيوانية المعدية أكثر من غيرها؛ وهي معروفة منذ زمن طويل. وقد نسبت البثور التي تظهر في الفم واللسان إلى الاسم الذي تعرف به الحمى.
ومن المواشي الأكثر تعرضا للحمى، العجول والجاموس والخراف والماعز ويشكل هذا المرض تهديدا للثروة الحيوانية؛ والأمن الغذائي العالمي.
كانت هذه ندوة أقيمت بالإدارة البيطرية بقوص شارك فيها كل من الدكتورة ايفا اليا مرقص مديرة الإدارة البيطرية بقوص؛ والدكتور وهبي محمد شمس الدين رئيس قسم الوقاية بإدارة قوص البيطرية والدكتور يوسف كرم سايح رئيس وحدة بندر قوص .
في البداية أكدت الدكتورة ايافا اليا مرقص أن هذا المرض خطير وناشدت مربي الحيوانات بضرورة التحصين ضد هذا المرض الخطير. مشيرة إلى أن معظم حالات الإصابة تتركز فى حيوانات التربية الأهلية التي لم يتم تحصينها؛ وأن هناك سيطرة على المرض عن طريق التحصين؛ ولا توجد حالات وبائية، ونادراَ ما تظهر أية أعراض للحمى القلاعية بالحيوانات المحصنة.
الدكتور وهبي محمد شمس الدين رئيس قسم الوقاية بالإدارة معرفا ما هي الحمى القلاعية فقال:
هو مرض فيروسي سريع الانتشار، يصيب الحيوانات ذات الظلف المشقوق مثل الأبقار والأغنام والماعز والخنازير، كما أنه يصيب الحيوانات البرية كالغزلان،
وهناك نحو سبع سلالات مختلفة مناعياً من الفيروس المسبب للمرض، وكل سلالة تصيب فصيلة أو عدة فصائل مختلفة من الحيوانات ، وتختلف شدة أعراض المرض تبعاً لنوع السلالة الفيروسية المسببة له. مبينا أعراض هذا المرض بارتفاع في درجة الحرارة (حمي) وظهور بثرات بالفم واللسان واللثة والخد من الداخل؛ وظهور بثرات بين الظلفين والقدم مما يؤدي إلي عرج الحيوان وسيولة اللعاب؛ ثم تنخفض درجة الحرارة ولا يبقي إلا بثر وتقرحات بالفم وسيولة اللعاب والعرج. كما انه تظهر بثرات علي الحلمات في الدرع؛ وللعلم ممكن أن هذه الأعراض قد لا تظهر جميعها علي نفس الحيوان بنفس الدرجة هذا كله ممكن أن يؤدي إلي نفوق الحيوان إن لم يعالج من قبل الطبيب البيطري. كما ن تأثير هذا المرض خطير علي صغار الحيوانات.
الدكتور يوسف كرم سايح من جانبه شدد علي التطعيم الدوري كل 4 شهور؛وكما انه يجب إبلاغ اقرب وحدة بيطرية عند ظهور المرض للعلاج حتى لا يصاب الحيوان بمضاعفات تؤدي إلي نفوقه. وللعلم أن هذا المرض يتشابه مع أمراض أخري في الأعراض. لذا يجب التوجه للطبيب البيطري حتى يشخص الحالة التشخيص السليم وأشار الدكتور يوسف إلي أن هذا المرض خطير ويؤدي إلي النفوق بنسبة عالية وخاصة في صغار الحيوانات وتصل نسبة النفوق إلي 80% كما أن هذا المرض أيضا يؤدي إلي خسائر تتمثل في نقص وزن الحيوان؛ وقلة إنتاج اللبن ولا يعود الحيوان إلي سابق حالته الصحية مثل ما كان قبل المرض.
ونوهت مديرة الادارة البيطرية بضرورة عزل الحيوانات المشتراه من الأسواق ولا يتم خلطها مباشرة مع القطعان الأصلية إلا بعد الحجر لمدة 21 يومًا للتأكد من خلوها من أية أمراض.وان الهيئة العامة للخدمات البيطرية تقوم حالياً بالتسجيل والترقيم للحيوانات بحيث يسجل بها التحصينات والحالة الصحية لسهولة المتابعة الصحية والوقائية بالتحصينات الدورية. وشدت علي ضرورة عزل الحيوانات المصابة وعلاجها بواسطة الأطباء البيطريين بالوحدات البيطرية،.رئيس قسم الوقاية أشار إلي أسباب المرض موضحا أن هناك عدة أسباب منها الحيوانات المريضة حيث يوجد الفيروس في الحليب والبول والبراز والسيلانات الفموية.
والعلف الملوث بالفيروس.والغذاء والمياه الملوثة .الاستنشاق حيث يمكن أن ينتقل بواسطة ذرات الغبار في الهواء في المناطق الموبوءة .أو من خلال العين بالملامسة. أو أرجل الحيوانات الملوثة التي تضعها في الطين.وأوضح رئيس وحدة بندر قوص أن علاج الحمى القلاعي يكمن في التحصين الوقائي لمنع ظهور هذا المرض حيث تكتسب مناعة ضد المرض.و الحقن بخافضات الحرارة.
ويغسل الفم بمحلول الشبة 1% اوحمض البوريك 5% ودهنه بمرهم البوريك مع كلورات البوتاسيوم بنسبة 10:1 لمعالجة القروح، أو يغسل الفم بماء الخل 5% ثلاث مرات يوميا.كما يدهن الضرع بالاكتيول مع الجلسرين بنسبة 1:1 او مرهم الزنك .و تنظيف وتطهير قروح القدم بمحلول الشبة 10% .عدة مرات فى اليوم ثم تدهن بالقطران اوالزيت. واعطاء عليقة طرية سهلة الهضم.كما يعتمد العلاج في هذا المرض على الوقاية من حدوث العدوى الثانوية حيث يعطى الحيوان المضادات الحيوية ويتابع العلاج الموضعي حسب مكان موضع الآفة.والأظلاف: تغسل بالماء والصابون ثم بمحلول الكرونيسين ثم تدهن بمرهم أكسيد الزنك والكريولين مع كبريتات النحاس وتلف الأظلاف بضماد وتدهن بالقطران اماالضرع : يغسل بالماء الفاتر والصابون ثم بحمض البوريك4%
عزل الحالات المصابة في مكان بعيد ومنع اختلاطها مع الحيوانات القابلة للعدوى، وعدم انتقال الأفراد المكلفين برعايتها إلى حظائر الحيوانات السليمة.وقطع الأرضيات الترابية والتخلص الصحي من علائق ومخلفات الحيوانات المصابة بالتطهير والحرق والدفن.
الدكتور وهبي محمد شمس الدين تطرق إلي لبن الحيوان المصاب واللحوم وهل يؤثر ذلك صحيا علي الإنسان؟ فقال: إذا كان المستهلك يشتري من الشارع فلابد من غلي اللبن لأن الفيروس ينزل في اللبن قبل ظهور الأعراض علي الحيوان. أما اللبن المبستر فليست فيه مشكلات أما بالنسبة للحوم من الجزار فلابد أن يكون عليها ختم المجزر لأن لحوم الحيوان المصاب بالحمي القلاعية تكون محمومة فيتم إعدامها في المجزر.وشدد الدكتور يوسف كرم علي اخذ الاحتياطات الكافية عند التعامل مع الحيوانات المصابة فقال:هناك حالات بسيطة ذكرت أن فيروس الحمي القلاعية نقل للإنسان؛ والآن نأخذ احتياطاتنا بألا نتعامل بشكل مباشر مع الحيوان. حيث ينتقل المرض من خلال اللعاب؛ أو اللبن والحلب ينقله لأن هناك فقاعات موجودة علي ضرع الحيوان تنفجر هذه الفقاعات وتلوث اللبن لذلك لابد من غليه جيدا؛ ولو كان المتعامل مع الحيوان مجروحا فهذا خطر لأن الإنسان قد يصاب نتيجة انتقال الفيروس عبر هذا الجرح.وفي نهاية الندوة اختتمت الدكتورة ايفا مديرة الإدارة البيطرية بكلمة أشارت فيها إلي خطورة هذا المرض من الناحية الاقتصادية موضحه أن هذا المرض يسبب أضراراً فادحة لاقتصاديات الثروة الحيوانية ومنتجاتها مثل : نقص في إنتاج الحليب يستمر لمدة تزيد عن الستة أشهر في الحيوانات المصابة . ونقص في أوزان الحيوانات الخاضعة للتسمين .ونفوق كثير من صغار الحيوانات .