كتب/ حمدي الروبي
تواجهنا هنا أيضا تحديات كبرى تتمثل في ذلك الكم الكبير من الفلسفات والنظريات التي لا تتناسب مع مجتمعنا بعاداته وتقاليده ودينه وقيمه. هذه التحديات تستوجب أن تكون برامجنا الدراسية والتربوية مستندة إلي ثوابت روحية ودينية ووطنية غير قابلة للتنازل ، ثوابت تراعيها أهداف التربية الشاملة في البيت والمدرسة والمسجد والجامعة والإعلام أيضاً.
ويجب على المتصلين مباشرة بالتربية ومؤسساتها أن يعيدوا تنظيم وترشيد عمليات استيراد الأفكار والنظريات التربوية لدى الآخر ؛ فلكل مجتمع عقائده وقيمه وفلسفته المناسبة لبيئته وعصره.
ومن الثوابت التي نحتاجها في المجال التربوي :
1- القدوة الحسنة :
يرى ( جان بول سارتر ) أن الإنسان هو الذي يصنع نفسه ، أي أنه صانع قيمه ومعاييره ، لكننا نرى أن الأنسب والأقرب لمجتمعنا أن ( القدوة الحسنة ) في كل مواقع المجتمع والدولة هي الأساس القوي لبناء تربوي صحيح ؛ ولذا فالقوانين والعقوبات وحدها لا تصنع مجتمعاً نقياً صالحاً في غياب القدوة الحسنة على كل الأصعدة من البيت والشارع إلى العمل داخل كل مؤسسات الدولة والحكم ، ولا في غياب رغبة حقيقية لدى المواطن نفسه في التغيير.
2- تنمية الضمير :
عندما نتأمل توجيهات الأديان السماوية وتعاليم الأنبياء والرسل نجدها تهتم كثيراً بجهاد النفس وتقويمها ، حتى العبادة نفسها قد جعلها الإسلام وسيلة لضبط النفس ، قال تعالى: ” وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى “.
إن “الضمير” في وطننا يتقلب بين الغفلة والاحتضار ، مما يستدعي إيقاظه واستعادته إلى المشهد العام.
3- التربية بـ ( العادة ) :
مع البدايات الأولى للطفل تكون العادة وسيلة فعالة في التنشئة ، فلا عجب أن يأمر رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ بتعليم الأطفال الصلاة من خلال العادة ، فيقول : ” مروا أولادكم بالصلاة لسبع “
4- التوجيه المنظم :
نحتاج إلى حالة دينية ووطنية حقيقية في كل مؤسسات المجتمع والحياة ؛ لأن ترك المجتمع بلا توجيه وإرشاد يجعله فريسة للضياع والتخبط ، والتوجيه المنظم أقصد به التوجيه المستند على أهداف وقيم نابعة من المجتمع ذاته.
وأخيراً يجب أن يتنبه الجميع _ دولة ومجتمعاً _ إلى أن حماية المجتمع وصيانته واجب قومي يجب النهوض به بمشاركة الإعلام والأحزاب ومؤسسات التعليم والمؤسسات الدينية.