كثرت الأقاويل والأحاديث عن الظروف التى تعيشها مجتمعاتنا العربية وبالأخص الشعب المصرى ، وما تعانيه الشعوب من الظلم والإستبداد من السلطة الحاكمة وما نعانيه أيضاً من فساد توغل فى أعماق المجتمعات المحلية والمجتمع القومى … فأصبحنا نتحدث أكثر من أننا نفعل !!!
نعم ….. كلنا نتحدث ونقيم ونعدل ونطالب بالتغيير والتنمية الإصلاحية لمجتمعات باتت تركض فى مستنقع الجهل والظلام وأصبحنا نوجه أنظارنا على غيرنا لا على أنفسنا !!!
ونحن أبناء الشعب المصرى يجب علينا العمل قبل القول فلو نظرنا لقوله عز وجل فى كتابه الكريم عن الآيات التي تناولت العمل وإتقانه, فوجدت الآيات كثيرة جداً ووقفت محتاراً كما هي عادتي عند اختياري الآيات التي نتكلم في ظلالها, ويستغرق الأمر أياماً, إلى أن خفق قلبي, واستنار عقلي, وقصرت بحثي على عدة آيات هي(الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً) (الملك: من الآية2) وقوله (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ)(التوبة: من الآية105)، وقوله (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ) (الزلزلة:8) وقوله (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً) (النحل: من الآية97) وقوله (وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَلا الْمُسِيءُ) (غافر: من الآية58) وقوله (وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى) (لنجم: من الآية31) وقوله (وَاعْمَلُوا صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ) (المؤمنون: من الآية51) وقوله (فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ) (الأنبياء: من الآية94) وقوله: (إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ) (فاطر: من الآية10), وقوله (إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً) (الكهف:7) وقوله (وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ) (محمد: من الآية33) والآيات كثيرة كلما انتهيت إلى آية جذبتني أخرى… فلكل آية حلاوة وتوجيه.. وكم تمنيت أن أتناول كل ما فتح الله به عليَّ في هذه الآيات, ولكن المقام لا يسع ذلك كله.. ثم بدأت في كتابة إحدى الآيات السابقة فوجدت هداية الله واطمئنان النفس إلى الاستقرار علي قوله تعالي في سورة النمل (فَتَبَسَّمَ ضَاحِكاً مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ) (النمل: من الآية19) فأقول والله المستعان.
أول مرة ورد فيها ذكر العمل هو عمل الخلق {تك1}،{ التكوين 2: 1- 3}. أما بالنسة إلي الإنسان، فقد وضع الله آبانا آدم في جنة عدن ” يعملها ويحفظها “{ تك تك15:2}. آية عن النجاح في العمل {مز 1} وقيل عن يوسف الصديق ” كل ما يصنع، كان الرب ينجحه “{تك 3:39}.عن الأمانة في العمل : قال الرب عن موسى النبي ” وأما عبدي موسى، فليس هكذا، بل هو أمين في كل بيتي “{عد7:12}. وقال الرب ” ياتري من هو الوكيل الحكيم الأمين الذي يقيمه سيده علي عبيده ليعطيهم طعامهم في جينه. طوبي لذلك العبد إن جاء سيده فوجده يفعل هكذا “{لوقا 12: 42: 43}. وقال ” كن أمينا إلي الموت فسأعطيك إكليل الحياة “{رؤ10:2}.” الإيمان بدون أعمال ميت “{يع2: 20، 17}.
لذا وجب علينا العمل قبل الأقاويل والأحاديث التى لا تغنى ولا تثمن من جوع ، وما ذكر فى الكتب السماوية القرآن الكريم والكتاب المقدس ، يحفزنا على أن نشد عضدنا على الإقبال على الإصلاح والتطوير ، وما نراه الآن من كليمات أهل الرويبضة يجعلنا نمشى تائهين لا ندرى إلى أين نحن ذاهبون ، وهذا مانراه من إستياء الغالبية العظمى من الشعب المصرى من تقاعس موظفى الدولة وعدم إلتزامهم بواجباتهم يجعلنا نتجه نحو الواسطة والمحسوبية وليكن القول ( معك من فى فى مؤسسة كذا فيرد الآخر لا أدرى فيقول له إذهب لفلان هو يعرف هذا وذاك وإذهب لهم وقل لهم أنا من طرف فلان هيقضيلك مصلحتك على طول) والبعض الآخر لمن لا يعرف أحد يقوم بدفع مبالغ معينة لإتمام مصلحته الشخصية ، تلك الهرطقات جعلتنا لا نثق فى أنفسنا ، ولهذا وجب علينا جهاد النفس لكى ننمى ونطور بلدنا الحبيبة مصر .