كتب – خلف دلف الحديثي
هرب الخيال وفي الخيال صراعُ
ومع الصراع تذوّبُ الانواعُ
ومشت الى المجهول وشوشة الضحى
وتناقلت لغة الضحى الزرّاعُ
ماذا سأرسم والمسافة خيبة
اكلت حروفي والسطور جياعُ
بوحي يجيء كسُكرةٌ غيبيةٍ
وبها سما نحو السما الاقلاعُ
ويدي تفتش عن خيوط وساوس
حبكت ودندن وقعه الايقاعُ
وقصائدي نزفي بها نفسي ارتقت
نشوى وصاخت عندها الاسماعُ
ثغري يرتلها ويتلو همسها
وترٌ ويشرب خمرها الامتاعُ
كاسي محطمة تريق شرابها
فوق السطور فيزهر الابداعُ
مطرٌ سماوي التجهم يكتسي
بدمي فيحمل للبكاء يراعُ
نبضي اوقعه بجبة شاعرٍ
فيها رأى صور الجمال تذاعُ
قلق مداري فيه شاخت حيرة
وعلا برابية الرحيل ضياعُ
والنجم اورق حنظلا بدروبنا
ومشى به كنهايتي الاسراعُ
وارى لاحلامي بريق توجس
بيد السراب وللسراب خداعُ
وجهي يقلده الظلام خيوطه
وملامحي من شنقها ترتاعُ
ليلي رحيل مثقل بنزاعه
وانا وبيني والحياة نزاعُ
مدن من اللاشيء عوسجها الدجى
وتربعت بخيامها الاوجاعُ
والماء يظفرُ محتواه جدائلا
ويهز رقة جرفه الارجاعُ
والريح تحمل صوت ناي هواجسي
ليهزها برنينه الاسجاعُ
خطوي يطاردني وبستان النوى
فيه تمطى بالضجيج شعاعُ
وحدي واوهامي مشاتل غيمة
رحلت وسوّرها وراه قناع
آمنت بالحزن المريض دخانه
تمتصه بفم النحيب بقاعُ
وحدي اطاردني ولا ادري متى
ستجيء تحمل ما اريد رقاعُ
وعساي ابصر في نهاية خيبتي
وطنا يعود ويحتويه شجاعُ
وعساي في النفق الاخير من المتى
عندي يقيم صلاته الاشعاعُ
وعسى وحولي الضوء يفرش روحه
وتشيل رجع هلاهلي الاصقاعُ
وبمقلتي الصمت يزرع رعشة
ويد الرياح بها يضيع ضياعُ
فالام تلبس قبرات مواجعي
ثوب الرياح ويستطيل خداعُ
مني ساهرب لا هتاف يردتي
وخيال رملي في القفار يُراعُ
ويرمض الملح المساء بحضنه
وله يلوّح للوراء وداعُ
ظلي نفاني لن يفيق زحامه
والصحو في صوت القنوط يطاعُ
وانا المسافر وانتظاري لم يزل
حبل المغيب لموجه ينصاعُ
ما ذنب زورقي الذي عاندته
لمّا تفلت من يديه شراعُ
وحقيبة المنفى تبعثرها الانا
والغائبون عن الحضور تهشموا
وتفلتت من طينها الاطباعُ
الوقت منسي ووقتي ما انتهي
فمتى سينهي وقته المذياعُ
*