كتب: د حازم مطر
في حوار مع احد عمال مصانع الطوب (س . ع ) (45 سنة ) حول الاوضاع الاجتماعية والظروف المعيشية وذلك لاجراء دراسة استطلاعية حول احتياجات تلك الفئة التي تمثل نسبة كبيرة من شباب الصف واطفيح.
وعلي الرغم ان الوقت لا يساعدني لاجراء اكثر من لقاء الا ان الاجابات كانت شبه واحدة, حيث تناولت المناقشات الظروف الاجتماعية والاسرية والاحتياجات الاجتماعية والاسرية والاقتصادية والصحية والتعليمية, وفي نهاية الامر كانت النتيجة ان هناك اشخاص حلمها بسيط جدا, حلمهم تجهيز عروستهم وزواج ابنائهم, حلمهم التعايش في سلام اجتماعي وامن وامان, حلمهم في عمرة لبيت الله الحرام.
ولن يكونوا ابدا طامعين في بناء الفلل والقصور واقتناء الذهب والفضة وامتلاك السيارات والشركات والاراضي والعقارات …
فما وجد كفي بالسعادة, ليس بالضرورة نوع الملابس بقدر المظهر المناسب, ليس بالضرورة القصر الذي يسكن فيه بقدر كرم الضيافة, ليس بالضرورة ………. بقدر القناعة
.
والسؤال هنا؟؟؟؟؟
هل هناك تأمين لهؤلاء؟
هل توجد اسعاف بالقرب منهم؟
هل هناك معاش؟
هل هناك تعويض؟
هل هناك رعاية؟
.
الحقيقة ان هؤلاء عمال باليومية ( يوم بيوم ) ومن يتعرض لاصابة ناتجة عن ظروف العمل وبيئة العمل الغير امنة تماما, يبدأ في علاج نفسه علي نفقته فبدلا من انه يسعي ليحقق مطالب بيته اصبح عالة علي اسرته وهنا يبدأ اخر او اخري او طفل في السعي مرة اخري ليتولي امور اسرته.
وعن الوفاة اتحدث فهناك بعض اصحاب المصانع عند وفاة احد يلقوا به علي الرصيف هروبا من تحمل مسؤوليته واغلاق المصنع مقابل قريشين لاهل المتوفي.
اما عن المعاش فاللي قادر يشتغل مليون مرحبا واللي مش قادر يروح.
اما عن التأمين فلا يوجد الا تأمين واحد فقط وهو ان يظل المصنع يعمل ولا يقف في اي حال, وليس له علاقة بمن اصيب او من مات او من غاب او من تأخر او ….
.
هناك قطاع عريض يعمل في هذه المهنة التي تعتبر من اخطر المهن, وهذا ايضا في ظل بيئة خالية من الرعاية والاهتمام والتأمين والمراقبة.
الامر يستوجب الدراسة
حازم مطر