زمن الفن الجميل

موهوبون ام موعودون ؟

نا صر ميسر

بقلم \ ناصر محمد ميسر 

أيام الزمن الجميل

إحسان الترك —  فنان مصرى ((أطالب بمقابلة السيد رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى ))

وجدت في صندوق بريدي الوارد رسالة من أحد القراء، تضمنت نقدا وجدته غير مناسب في تلك اللحظة، وذيلت الرسالة بنصيحة حول المواضيع التي أطرحها على صفحتي، أزعجتني الرسالة كثيرا، أو بالأحرى أسلوب الطرح، والحقيقة أن أكثر ما أزعجني هو أن أكتشف بأن تلك (الفن الهابط ) الزائف التي اعتقد بأنه  انتصر على الشارع المصرى وعلى الفن ، ما زالت قابع هناك، بكل قوتى ، وكل مشاعر الخوف وعدم الأمان التي نتغذى عليه الشباب ،  هو مثل بركان خامد هذه حياتنا ، توهمك بأنها اختفت، ثم يحدث موقف بسيط وتافه، فتنكشف عنها الأقنعة.
كل صفحاتنا على شبكات التواصل الاجتماعي نصائح للآخرين، نعلمهم من خلالها كيف يجب أن يعيشوا حياتهم، وكيف يأكلون، وكيف يتصرفون، ننصب أنفسنا معلمين ومرشدين ومصلحين، وأمام أية ردة فعل معاكسة من الطرف الآخر، يثور فينا ذلك الطفل الحساس، تلك البلطجة من الفن وليس فن من الزمن الجميل  الزائف، والتي يكتشف المرء بأنها على الدوام بحاجة للتقويم، وأن تربية النفس (من المهد إلى اللحد) عملية مستمرة لا تتوقف.
أدركت بأننى رجل أخاف على شبابنا قبل أن أخاف عن هذا الفن أخاف على ارواح شبابنا وتدهور حياتهم   هذا عندما قال الله تعالى  (إِنَّ ٱلنَّفْسَ لَأَمَّارَةٌۢ بِٱلسُّوٓءِ)، وهي تحتاج منا إلى مجاهدة طوال الوقت، ومدى الحياة – سبحان الله، ولعل لهذا السبب أمرنا بتزكية النفس، وبالإحسان ماحيينا، لأن النفس إن لم نكن حاضرين في اللحظة، في هنا والآن، ستغافلنا في أي لحظة، وتمارس تمردها.
الوعي هو السلاح الذي يبقينا حاضرين، متيقظين لها، إذا فلتت قومناها، لأن  إذا تضخمت وخرجت عن السيطرة، أول ضحاياها سنكون نحن، نحتاج أن نكون على وعي خاصة في التعامل مع شبكات التواصل الاجتماعي، التي توحي لنا أحيانا بالأهمية والشهرة، وهي غذاء (الآنانية) المفضلة غذاء المادة المسيطرة وليس غذاء الفن الجميل  الذي تتغذى عليه، في زمن باتت الشهرة سهلة ومتاحة، وفي زمن باتت حياتنا مفتوحة على العالم بدون أبواب ولا حواجز، عرضة دائما للهجوم، وعرضة أيضا لنجومية زائفة، إن لم نتعامل معها بحذر، يحتاج المرء إلى قوة تحمل، وسياسة (تطنيش) صارمة ليتعامل معها، وقبل كل شيء يحتاج إلى الصدق، وإلى تحجيم الأنا بداخله، لأنها العدو الأول إذا سمح المرء لها بالتضخم على حساب ما يمثله من مبادئ وقيم.

فهل الحقيقة اننا عندما نردد ونتمنى عودة ذلك الزمن الجميل لأننا نريد أن نعيشه بحذافيره، أم اننا نعني بذلك أشياء أخرى؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى