بقلم زينب عبده يقول السيد محمد الشريف الحسني في ( عيد الارواح) (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) أمرنا أن لانركن إلى مواطن النّفحات، ولكن نجعلها وسيلة إلى الله تعالى ثمّ إنّ في الآية الكريمة إشارة إلى الفرح بـ منبع النّفحات عليه الصلاة والسلام ففي قوله ( قل) دلالة على التّحقق بالمقول، لابلسان القال فحسب بل وبلسان الحال والمقام و قوله تعالى ( بفضل الله ورحمته) إشارة إلى الحضرة النّبويّة، فهو عليه الصلاةوالسلام فضل الله على الخواص، ورحمته على العموم، أو قل فضل الله على المومنين، ورحمته على الكافرين، أوقل فضل الله على أمّته ورحمته على العالمين
وقوله تعالى ( فبذلك فليفرحوا) إشارة بليغة إلى أنّ المقصود ذات معيّنة، فلم يقل فبهذا، أو فبهما أي الفضل والرحمة، بل عبّر بـ ( ذلك) فهو عليه الصلاة والسلام عينه فضل الله ورحمته، ويؤكدها قوله تعالى ( هو) .
وقوله تعالى ( هو خير ممّا يجمعون) هذا الخطاب موجّه إلى الكلّ، وكلّ على حسب جمعه، فمنا من يجمع الأغيار، ومن يجمع الأنوار، ومن يجمع الأسرار، ولكنّ الفرح بالمصدر شكرا وامتنانا، أفضل من ذلك الجمع، وإنّ الفرح من هذه الجهة ينقسم إلى ثلاث
فرح بالله تعالى، لكونه المنعم الحقيقي
فرح بالحبيب عليه الصلاة والسلام،لكونه الواسطة العظمى في كلّ الفيوضات
فرح بالمناسبات أو الأجور أو الرّتب التي ينفح الكريم عليه الصلاة والسلام بها عليك
ولكن الأولى أن تفرح بالله ورسوله عليه الصلاة والسلام، ولاتزهو وتبطر بفضل النّفحات العارضة التي تحول عليك ولله درّ القائل
وممّا زادني فرحا وتيها حتّى كدت بأخمصي أطؤ الثريا
دخولي تحت قولك ياعبادي وأن صيّرت أحمد لي نبيّا