بقلم / أ : مصعب أبوبكر أحمد
إن للأدب مهمة عظيمة في المجتمعات المختلفة ، وفي حياة الناس اليوميِّة ، في حِلِّهم وترحالهم ، فرحهم وأوجاعهم ، في انتصاراتهم وانكساراتهم .
الأدب يبني الشعوب والأمم ، يبني حضاراتها وأمجادها ، مستقبلها وكيانها .
فكثير من النقاد – قدامى ومُحدثين- كانت لهم آراء في هذه القضية ، وكانت لهم مواقف منها ما كان متعصباً إلى منهجاً معيناً ، ومنها ماكان محايداً .
أقول : مهمة الأدب ينبغي ألاَّ تترك هكذا ، ولابد من ربطها بالدين الإسلامي ، ولابد من وجوده ووجود أثره وآضحاً في كل مناحي حياة الفرد ، بما فيها الأدب ، لأننا لا يكاد بعضنا يحفل بفلسفة فكرية إلاَّ ووجدها اصطدمت بفلسفة فكريِّة أخرى ، فنظل نعيش في صراع مذهبي لاينقطع .
ولقد تأثر الأدب كما تأثرت سائر الفنون والعلوم بفلسفات مختلفة ، فظهر في هذا التأثر مذاهب أدبية عديدة . منها : الكلاسيكية ، الرومانتيكية ، الواقعية ، الوجودية ، وغيرها .
هذا والأدب قوامهُ : المبنى والمعنى . أما مبناه فيعتمد في تبيين قيمته على الذوق قبل كل شيء ، ولذا فإننا مثلاً نجد الإختلاف وآضحاً حول شكل الشعر ( الشعر الحديث ) وليس من بأس عندي في مثل هذا الاختلاف بين أذواق الناس . بيد أن الخطورة تكمن في معنى الأدب ، ذلك لأن من الخطورة أن يُترك معنى الأدب دون موازين وطُرق ومرجعيات . وإذا ما انشغلنا بمعنى الأدب – أي مضمونه – فيما يتحدثون فإنني أقول : لعله لا خلاف في أن مضمون الأدب هو الأعظم خطراً من مبناه ، فهو الذي يعوَّل عليه في توجيه الحياة وبنائها ، وطريقة معالجة هذا المضمون لا تقل أثراً عن المضمون نفسه في التوجيه والبناء ، وهنا ومن الحق أن نسأل أنفسنا : كيف ينبغي أن نوجِّه الحياة ونبنيها ؟ ومن الحق كذلك أن نسأل عن أدب المجون والخلاعة الذي فشا بيننا ولا سيما الشباب ؟ فهذا مرده إلى الإسلام ، فإن كانت نفوسنا مسلمة حقاً فلا نراه سيجد سبيلاً إليها ، ولم يضلنا الهوى في أدبنا لأننا جعلنا ديننا هو هادينا ، وجعلناه بصيرتنا الواعية ….