كتب – أمير ماجد
كان الشاه الإيراني المقبور، محمدرضا بهلوي يدعي هو وآباؤه بأن الملك هو ظل الله على الأرض. وبهذا الادعاءالباطل وبدعم وتأييد أبدي لهم من قبل أصحاب العمائم المحتلين آنذك للمنابر والجاثمين اليوم على مقدرات الشعب، أرادوا أن يجعلوا من سلطة الملك المقيتة في العقول، حكما الهيا لا نهاية له .. لكن انتهى به حكمه وحكم آبائه إلى مزبلة التاريخ ولم يبق لهم ولمؤيديهم سوى اللعن الأبدي.
وجاء بعده دور الخميني المتاجر الأضخم بالدين وبـ «الشيعة» في تاريخ ايران بل العالم _والشيعة والدين براءان منه – والذي اعتبر نفسه وليا فقيها لمسلمي العالم أجمعين! كان يدعي في البداية بأنه نائب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم نائب الإمام المهدي المنتظر وحتى جعل مؤيديه البسطاء والمتعصبين يطلقون عليه «الإمام الثالث عشر» للشيعة! وليس لم يشبع بكل هذه المناصب الدينية المسروقة فحسب بل جلس نفسه مجلس سبحانه وتعالى وفعل كل ما لا يتخيله المرء في إيران إذ قال يوما بصريح العبارة إنه اذا ما اراد الغاء الصلاة والصيام فيلغيه وعلى المسلمين أن يلتزموه! وأصدر فتاوى مثيرة للاشمئزازتندي لها الجبين وكلها تحت اسم الاسلام والدين والشيعة والنبي والأئمة وأهل البيت و…
وجاء بنموذج ديني قذر(حكم الولي الفقيه) لم يترك مجالا آمنا لأحد في ربع من ربوع كوكبنا الأرضية، لا في إيران لا في دول المنطقة ولا في العالم كله. ونرى اليوم أحفاده وترشحات عقليته المريضة (داعش و القائدة وحماس و حزب الشيطان و الحشد الشعبي _والشعب منه براء_ وشتى ألوان كتائب وعصائب هنا وهناك ) يذرفون دموع التماسيح للدين وللأمة والشعوب و… لكنهم ينهبون ثروات البلاد ويتاجرون بأعراض الأمة وبدماء شبابها ومستقبلها ثم يقاتلون الى جانب معسكر إيران – بوتين – أسد هنا وهناك وبعدها يتقاتلون على الغنائم.
وأخذت هذه الظاهرة الخبيثة الوليدة لعقلية الخمينية تتفشى في العراق كالسرطان بفضل سياسات أوباما المخجلة وبفضل وجود أخطبوط سرطاني كريه اسمه نوري كامل المالكي الذي بات معروفا بدمية طهران في بلاد الرافدين. ولم تتوقف السرطان في العراق بل توسعت الى سوريا واليمن ونرى اليوم آثارها في فرنسا وبلجيكا وألمانيا وتركيا و… عقلية ذليلة وبترى لا تجد مجالا لها للحياة والنمو سوى في الدمار والخراب والاغتيال والدجل والتعكير والحقد والطائفية وافتعال الفتن وتصدير الأزمة والإرهاب و«الثورة الإسلامية» والفساد والإفساد والسفك الدماء.
فليس مما يشك فيه أن الانتخابات في ظل الحكم المطلق للولي الفقيه في إيران ليست سوى مهزلة لا قيمة لها. بل هي اداة يستفيد منها ذوو العمائم المتاجرون بلباس النبي في الواجهة وأمام الغرب لكن الحقيقة هي صراع الذئاب المفترسة المشاركة في الحكم على مقاليد السلطة تحت اسم الانتخابات.
وليس من الصدفة أن نرى اليوم الولي الفقيه الموشك للسقوط يدخل على الخط نفسه ويلعب بورقته القديمة الجديدة المحروقة (إفتاء)، ويصدر فتاوى مستعجلة منها : «المشاركة في الانتخابات هي واجب شرعي واسلامي والهي» و«فرض عين» و«إن الادلاء بصوت أبيض فعل حرام» وإن «مشاركة النساء في الانتخابات غير منوطة باذن الزوج». بينما وحسب فتاوى خميني الرجعية وبناء على ما صرح به الملالي على المنابر والشاشات فإن المرأة «لا يحق لها الخروج من البيت دون اذن زوجها حتى ان ارادت زيارة أقاربها وحتى عيادة أبيها أو مجلس عزائه».
وأخيرا وليس آخرا يقع الآن خامنيي أمام مفترق الطرق ويتوجب عليه الانتخاب: إما اقصاء المنافسين الداخليين وقبول تداعياته المحلية والدولية ومنها رسك اندلاع انتفاضة أخرى مثلما وقع 2009.
أو السماح بالمنافسين للوصول إلى مقاعد البرلمان ومجلس الخبراء ما يعني إضعاف هيمنة الولي الفقيه المنهارة اصلا هيمنته منذ فتنة 2009 ما من شأنه توسع الهوة العميقة في النظام وبالتالي اضعاف النظام برمته ما يمهد لاسقاط النظام بكامله.
ومما لا يشك فيه أن الولي الفقيه يجرب آخر مهزلة انتخاباتية في حياته المقيتة فالشعب والمقاومة الإيرانية ومعهم دول المنطقة شعوبا وحكومات على موعد معه عجلا أم آجلا.